ترينكاو وأوديجارد.. هل يكون لهما مكان وسط الكبار؟

تقرير – أحمد مختار

تعاقد برشلونة مع ترينكاو بشكل رسمي، وظهر البرتغالي الشاب بمستويات رائعة خلال المباريات الودية، لدرجة تفوقه على الفرنسي عثمان ديمبلي، واقترابه من الحصول على مقعد أساسي في تشكيلة النادي الكتالوني، إذا قرر رونالد كومان مواصلة الرهان على رسم 4-2-3-1 بالموسم القادم.

في المقابل، قرر ريال مدريد إعادة مارتين أوديجارد من إعارته بشكل مفاجيء، بسبب صعوبة ضم لاعبين جدد نتيجة جائحة كورونا، وقرار زيدان بالاعتماد على اللاعبين الشبان، لذلك عاد النرويجي إلى النادي الملكي، بعد فترة تألق واضحة مع ريال سوسيداد، حصل خلالها على الثقة المطلوبة وعرف فرق الليجا بشكل مفصل عن قرب.

ترينكاو كان بمثابة الصفقة المنسية لبرشلونة، تعاقد معه الفريق منذ أشهر، لم يتذكره أحد حتى قدومه إلى مركز التدريبات، وظهوره بشكل مميز في المباراة الودية الأولى. أوديجارد وصل مدريد في 2014 طفلاً، لعب على سبيل الإعارة في عدة فرق، حتى وضع نفسه على المسار الصحيح مع سوسيداد بالموسم الماضي، لتقوده قلة الإيرادات في زمن كورونا إلى البقاء في صفوف الريال، بدلاً من مواصلة الإعارات، لكن هل حقا سيكون لهذا الثنائي مكانا في تشكيلتي البارسا والريال هذا الموسم؟

تألق ترينكاو بشكل كبير جدا مع براجا، من مشاهدة ملخصات النادي البرتغالي مؤخراً، أيقنت بأن الفتى الصغير لديه شخصية كبيرة، ويملك مقومات التألق، سواء كجناح صريح على اليمين، أو صانع لعب حقيقي بالمركز 10، وحتى كلاعب وسط ثالث مائل لليمين أو اليسار.

أفضل ما لاحظته في فرانسيسكو أنه يجيد بشدة القطع من الطرف إلى العمق، يميل للداخل من أجل لعب الكرات البينية من اليمين إلى اليسار والعكس، لذلك فإنه يتفوق في صناعة الفرص، الأهداف، ولعب التمريرات التي تسبق التسديدات أو ما يعرف بالـ Key passes.

في رسم برشلونة الحالي، لا يزال الوقت مبكرا لمعرفة ملامح وشكل فريق كومان، لكن في كل الأحوال يستطيع الهولندي توظيف لاعبه البرتغالي كجناح حقيقي على اليمين، سواء في رسم 4-4-2 بتواجد جريزي وميسي بالعمق، أو 4-2-3-1 بتواجد البرتغالي أيضاً على الطرف، وقطعه في العمق للقيام بدور صانع اللعب، وبالنسبة لي سيجيد أيضاً إذا لعب كوسط ثالث في رسم 4-3-3.

المهم أن يحصل هذا اللاعب على دقائق كافية، والأهم أن يوفر برشلونة صفقة الظهير الأيمن الهجومي، لأنه بات ضرورة لا محالة، فـ ترينكاو عندما يقطع من الطرف إلى العمق، يحتاج إلى ظهير يقوم بدور الجناح على الخط الجانبي من الملعب، وينتظر الجناح المقابل على اليسار الذي ينتظر تمريرته داخل منطقة الجزاء “أنسو فاتي على سبيل المثال”، واللاعب الذي يربط معه في العمق ويصنع بالتبادل معه الفرص ويخلق الفراغات “ميسي”، فهل سيوفر كومان هذا الإطار التكتيكي اللازم لتألق البرتغالي الصغير؟

مارتن أوديجارد

أوديجارد في المقابل، يلعب أكثر في الثلث الأخير ويعود كثيراً إلى الوسط من أجل الحصول على الكرة، لكنه ضعيف بعض الشيء في الشق الدفاعي والضغط على لاعبي الخصم مع افتكاك الكرات في نصف ملعبهم، ويعوض ذلك النقص بإيجابياته العديدة على مستوى التمرير والحيازة والمراوغة، مع تسجيل الأهداف وصناعتها والجرأة في أداء التسديدات بعيدة المدى من الأطراف والعمق.

في رسم 4-3-3، مع رباعي خلفي صريح أمام المرمى، وثلاثي هجومي ينقسم إلى مهاجم صريح وثنائي على الأطراف، يكون الوسط عبارة عن ارتكاز دفاعي وآخر مساند، غالباً كاسيميرو وكروس أو فالفيردي، ومارتن أوديجارد كلاعب وسط ثالث مائل لليمين بالمركز 8 هجومياً.

تمركز مارتين الهجومي ربما يساعد إحياء الجبهة اليمنى الضعيفة للريال، بسبب عدم وجود جناح أيمن حقيقي على الخط، مع صغر سن رودريجو وسوء مستوى بيل، وتباين مستوى كارفخال بين الصعود والهبوط، بالإضافة إلى انخفاض مردود مودريتش -باستثناء فترة ما بعد كورونا محلياً-، لذلك فإن النرويجي سيكون أفضل داعم للكرواتي، حيث سيلعب مكانه في بعض الأوقات، يريحه أحياناً، ويكون لاعب وسط هجومي صريح أو حتى صانع لعب في المركز 10، إذا تحول زيدان لـ 4-2-3-1.

في النهاية يبقى الملعب هو الفيصل بالتأكيد، سواء في مسألة تألق ترينكاو مع برشلونة أو لعب أوديجارد أساسياً رفقة ريال مدريد، في انتظار الموسم الجديد بفارغ الصبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى