موسيماني.. ما قل ودل

كتب- محمد العولقي

وعدت عشاق ومحبي نادي القرن في أفريقيا (الأهلي المصري)، بعد أن هدأت عاصفة رحيل السويسري (رينيه فايلر)، ومن ثم التعاقد مع الجنوب أفريقي (بيتسو موسيماني) على جناح السرعة، أن أقول أشياء سأذكرها بما قل ودل في نقاط:

1- خيار (موسيماني) كان خيارا للعقل والمنطق معا، فالأهلي في هذا التوقيت الحرج بحاجة إلى مدرب يستوعب متطلبات المرحلة الدقيقة، ويعرف الأهلي أفريقيا أكثر من معرفته بالأهلي مصريا..
2- ضرب الأهلي سربا من الطيور بحجر (موسيماني)، فهو حافظ على رباطة جأشه ولم يبعثر حدسه في نقاش لا طائل منه خصوصا وسيف الوقت يقطع دون رحمة، كان الأهلي ذكيا وهو يستبق رحيل السويسري (فايلر) بخطوات تحاشيا لأي سيناريو كئيب قد يشكل عبئا نفسيا على كاهل الفريق الذي يتأهب لخوض موقعتين ناريتين أمام الوداد البيضاوي المغربي في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا..
3- سارعت إدارة الأهلي بعقلية تحسد عليها إلى احتواء تداعيات الطلاق المبين بين النادي و(فايلر) من خلال وضع الحلول المناسبة بعيدا عن الضغط النفسي الذي يولد في الغالب متاهة هواجس الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود ..

4- وضعت إدارة الأهلي نصب عينيها حاضر الأهلي أولا، ثم مستقبله ثانيا، وهذا يعني أن (موسيماني) عقلية تدريبية هادئة تجمع بين سرعة رد الفعل حاضرا وقدرته على البناء مستقبلا في تزاوج يشير إلى أن (موسيماني) جاهز نفسيا لكل حالات الطوارئ..
5- أهم ما يميز (موسيماني) طموحه وشغفه وغرامه بالأهلي الأفريقي بالذات، بالطبع (موسيماني) لا يمتلك عصا موسى لتلقف ما يؤفك سحرة القارة السمراء، لكن سيرته مع (صن داونز) بالذات تمنحه حصانة قاريا، يمكن أن تشكل حجر الزاوية في علاقته مع الأهلي حاضرا ومستقبلا..
6- سيقبل (موسيماني) على عمله باندفاع عاطفي جارف، وسيبدأ مشواره في الحوار مع مجال الحذق التدريبي من حيث انتهى سلفه (فايلر)، وهذا مريح جدا للطرفين الأهلي و(موسيماني)، لأنه بهذه الاستراتيجية يحافظ على محاسن (فايلر) التكتيكية رغم قلتها من وجهة نظري طبعا..
7- معنويات (موسيماني) حاليا تملي في العلالي .. كيف ..؟

لم يصدق (موسيماني) أن حلمه بتدريب نادي القرن تحقق في ظرف استثنائي، وعليه أن يتقدم بجزيل الشكر لهذا الظرف الاستثنائي لأنه منحه فرصة عمره التي لن تتكرر، ومن دون شك سيتمسك الجنوب أفريقي بالفرصة بيديه وأسنانه ليصنع مجدا شخصيا لن يتحقق إلا مع الأهلي بالذات، بالنظر إلى أن مقومات النجاح وأدوار التكامل لا تتوفر إلا في هذا الكيان الكبير الذي أصبح قدوة يحتذى به على مستوى العالم ..
8- لاشك أن (موسيماني) منبهر بالأضواء المسلطة عليه، فقد جعل منه الأهلي محورا للكون قبل أن يمارس عشقه على الهواء دون قيود، وجعل منه نجما يستئثر بحب جمهور أحمر لا يعتدل مزاجه إلا والأهلي يحلق عاليا في القمة بعيدا عن السفوح والأخاديد ودراويش الصوت العالي..

9- عندما يبعث رئيس جمهورية أفريقيا الجنوبية برقية تهنئة لمواطنه (موسيماني) ﻷن الأهلي فضله على خواجات أوروبا وأمريكا الجنوبية، فهذا يضخ في شرايين وأوردة المدرب الجديد لترات من دماء الثقة الحارة، ويؤكد أن مثل هذا الحدث الاستثنائي بكل صخبه وضجيجه لن يرى النور إلا إذا كان صاحب العرس هو الأهلي الذي عودنا على اعتناق الأفكار العظيمة التي يرى فيها مستصغرو الشرر مجازفة توقف القلوب..
10- الكرة الآن في ملعب (موسيماني)، يمكنه أن يصنع لنفسه تاريخا كبيرا أفريقيا، ويمكنه بعد ذلك أن يطلق العنان لفكره كمدرب مستقبلي ينقل رؤاه فنيا وتكتيكيا من الرأس إلى الكراس في بيئة أهلاوية حاضنة لكل جديد ومفيد ..

11- أثبتت صفقة التعاقد مع (موسيماني) رغم تحفظات البعض واستنكار البعض الآخر أن إدارة الأهلي عبقرية في تطويق أزمة رحيل (فايلر) في توقيت قاتل وعصيب دون أن تترك الباب مفتوحا أمام التأويلات، تعاملت الإدارة مع هذا الطارئ بثقة نفس تهزم الخوف وتتحدى الصعاب، مع قدرتها الفائقة على الجمع بين الحرص والشجاعة، لأن الانتصار عند الأهلي قبل أن يكون لياقة ومهارة داخل الملعب، هو أيضا طموح وخيال جميل لا يغفل تفاصيل الحرص على هوية وشخصية الأهلي، وهو وضع يبرر سخاء الإنفاق ويضع الفواصل التاريخية بين نادي البطولات والصولات والجولات حبيب كل الملايين، ونادي الملاليم الذي يدعي أنه ند للبطولات وأفريقيا لا تقر له بذلك..

مسك الختام .. أقول للمدرب الجديد (موسيماني): أبسط يا عم، فوسائل وأسباب النجاح مع الأهلي متوفرة من طقطق للسلام عليكم، من لاعبين هم الأجود فنيا على الساحة المصرية والأفريقية، إلى جمهور أهلاوي وفي وعاشق إيحابيته تحرك الصخر، وإدارة تدرك وسائل تحقيق التوازن النفسي والمعنوي للاعبين قبل كل مباراة، وكما ترى يا (موسيماني) كل شيء أمامك متاح، وما عليك سوى ممارسة عملك في حماس وأنت تردد مع الفنانة الراحلة سعاد حسني: الدنيا ربيع والجو بديع قفل لي على كل المواضيع..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى