باريس سان جرمان و برشلونة.. نافاس يحبط ريمونتادا ليونيل ميسي!

تحليل / محمد العولقي

مباراة إياب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جرمان الفرنسي و برشلونة الإسباني، لم تكن لتحمل رائحة المباريات الهتشكوكية لولا أنها استندت إلى خلفية قديمة كان بطلها برشلونة نفسه ..

بارحة كامب نو تحمل ثقلها البرازيلي نيمار داسيلفا بصحبة لويس سواريز، فيما اكتفى ليونيل ميسي بالمشاهدة و الترقب ، ليلة حديقة الأمراء عرفت تفاصيل معاكسة ، برشلونة خسر ذهبا في معقله برباعية ، وبات بحاجة في ليلة باريس الصاخبة إلى ريمونتادا جديدة لا يمكن لأحد أن يتقمص بطولتها سوى ليونيل ميسي ..

بدون أسباب مفهومة بدأ باريس سان جرمان موقعة الإياب بسيناريو كئيب للغاية ، عانى من الضغط المتقدم للاعبي برشلونة ، و ارتكب خط وسطه المؤلف من جايا و باراديس و فيراتي العديد من الأخطاء ، كان رواقا باريس حيث فلومنزي يمينا و كورزاوا يسارا في حالة يرثى ..

باختصار شديد ، بعد نحو عشر دقائق من الضياع الباريسي غير المبرر بدأ و أن معجزة الريمونتادا تلوح في الأفق ، لكن أدوات برشلونة الهجومية كانت عقيمة ولم تتحل بالانتهازية المطلوبة في مباراة الهدايا فيها ممنوعة ..
أهدر عثمان ديمبلي لوحده ثلاث فرص سانحة لا تحتاج إلى فلسفة أو تهاون ، في حين أضاع ميسي ركلة حرة مباشرة في موضع قلما يخطئه البرغوث الأرجنتيني ..

أحسن رونالد كومان مدرب برشلونة إجادة الضغط العالي على خط وسط باريس سان جرمان ، ولعبت طريقة 3/4/3 دورا مباشرا في رفع النسق و الحد من مناوشات كليان مبابي العنترية، رغم المصاعب التي واجهها منجوزا ..

من ناحية بوكيتينو مدرب باريس سان جرمان، فإنه لم يغير من الشاكلة 4/3/3 لكنه اعتمد على عناصر ميتة دون سبب فني واضح، كما الحال مع اشراك الألماني دراكسلر الذي لم يرفع أو ينصب حرفا واحدا طوال أكثر من 60 دقيقة لعب ..
يقول بوكيتينو بعد أن تنفس الصعداء : تعاملنا مع المباراة نفسيا و نجحنا ..

وهذا كلام مغلوط و غير واقعي، لأن نفسيات لاعبي باريس سان جرمان كانت مضطربة و تعاني من قلق ريمونتادا 2017 ، و كان واضحا أن بوكيتينو لم يحضر لاعبيه نفسيا أو يدخلهم أجواء مباراة تنافسية قوية مع خصم جاء إلى حديقة الأمراء بحثا عن كبرياء سال لبنه على رصيف كامب نو ..

كومان كان محقا في تصوره تماما ، فباريس لا يتنفس إلا من رئة كليان مبابي ، لهذا زج بخط وسط حيوي يضغط على عمق الوسط لمنع إيصال الكرة على نحو جيد نحو مبابي ..


لعب رباعي الوسط بوكسيتش و بيدري و دي يونج و ميسي دورا في تجريد باريس من أسلحة الكونتراتاك، لكن كوارث برشلونة تمثلت في هفوة جديدة للمدافع الفرنسي كيليمنت لانجليت الذي تسبب في ركلة جزاء عكس مجريات اللعب، حولها مبابي إلى هدف عقد أمور برشلونة أكثر و أكثر ، ومع ذلك حملت الدقيقة 37 من الشوط الأول أملا جديدا في تحقيق ريمونتادا في قلب باريس ، ميسي يسجل هدفا رائعا من تصويبة بعيدة المدى، لم يحسن الحارس كليور نافاس التعامل معها ، ثم بدت الريمونتادا تلوح في أفق باريس مجددا عندما احتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة لصالح جريزمان، على إثر تدخل متهور من الكارثي كورزاوا، و يا سبحان الله ميسي الذي كان يحمل لواء برشلونة فشل في ترجمة الركلة إلى هدف ، تألق نافاس في التصدي لها ببراعة فضاغت فرصة اللقاء ، نعم أقولها بالفم المليان بإهدار ميسي لركلة الجزاء تلاشت الريمونتادا تماما ..
و الآن دعونا نستعرض أهم أربعة عوامل منعت برشلونة من تكرار ريمونتادا جديدة :

رعونة ديمبلي ..

سنحت للفرنسي ثلاث فرص محققة في الدقائق العشرين الأولى من المباراة ، في كل مرة كان يواجه نافاس يسدد إما ضعيفة إلى يدي الحارس، أو إلى خارج إطار المرمى ..

صحيح أن عثمان ديمبلي كان حيويا في تحركاته و سبب الكثير من الحرج للظهير فلورينزي إلا أنه ظل عقيما في ترجمة الفرص السانحة أمامه، و بكل حيادية عثمان يتحمل الوزر الأكبر من خروج برشلونة بدون خفي حنين من معركة دوري الأبطال هذا الموسم ..

الكارثي لانجليت..

واصل المدافع الفرنسي هفواته التصاعدية متسببا في ركلة جزاء صحيحة، عندما داس على قدم مهاجم باريس سان جرمان ماورو إيكاردي بتهور واضح للغاية ، وهو أمر كشفه (الفار)، فوضع الفرنسي على خط النار من جديد ، مبابي طبعا غالط العملاق تير شتيجن مسجلا هدفا أحبط لاعبي برشلونة كثيرا ..

لانجليت تسبب في أربع ركلات جزاء في آخر ثمان مباريات لبرشلونة ، وهو وضع محرج جدا في جولات الخطأ فيها ممنوع ..
و إذا كان ديمبلي هو المتهم الأول الذي حال بين البرشا و الريمونتادا، فلانجليت هو المتهم الثاني في ليلة خروج الفريق الكاتالوني من باب أوروبا الضيق ..

ميسي ..المتوتر ..

على غير العادة بدأ ليونيل ميسي متوترا عندما تصدى لمهمة ركلة الجزاء قبل نحو دقيقة من نهاية الشوط الأول ، وهي ركلة كانت بالفعل نقطة تحول في المباراة ..
ميسي سدد الكرة بقوة دون تركيز ، لم يختر زاوية مناسبة ولم يضبط ردود أفعال حارس باريس سان جرمان الكوستاريكي نافاس ، ومع إضاعة ميسي لفرصة اللقاء خبا حلم الريمونتادا في نفوس لاعبي برشلونة ، و تدريجيا انطفأ الحلم و السبب توتر ميسي في لحظة فارقة قضت على مفترق الطرق تماما ..
و رغم أن ميسي سجل هدفا جميلا، و كان أفضل اللاعبين حركيا إلا أنه كان المذنب الثالث الذي منع ريمونتادا تاريخية في مدينة النور باريس ..

شجاعة كليور نافاس ..

كان نجم المباراة الأول بلا منازع ، حال بين برشلونة وبين إحراز الكثير من الأهداف المحققة ، ولم يكتف برد الكرات و الذود عن مرماه ببسالة أمام الطوفان الهجومي لبرشلونة ، بل أحدث المنعرج الأهم في المباراة بتصديه لركلة جزاء ليونيل ميسي مع نهاية الشوط الأول ، ولولاه لنامت باريس حزينة، و لانطفأ وهج عاصمة النور ، عرفتموه طبعا ..؟

ومن يكون غيره .. إنه كليور نافاس الحارس الشجاع الذي لم يتهيب من خطورة اللقاء ، و كان لوحده بدرا في ليلة باريسية اختفت فيها أقمار لاعبي البي إس جي في سماء المباراة الكبيرة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى