خسارة اليمن.. شتات خططي وتوظيف غريب وتغييرات مثيرة

كتب- محمد بن عبدات

منذ انطلاق صافرة البداية لمباراة اليمن وفلسطين ظهر جليا للمهتم والمتابع لمشوار المنتخب اليمني أن الشاكلة التي بدأت المباراة لم تكن المثالية وكان ينقصها تغييرات أساسية في بعض مواقع ومعها تغيير الخطة الغريبة التي فاجأنا بها الجهاز الفني ولكن إصابة الوجيه أعادت خطة اللعب كما يجب أن تكون، إلا أن إقحام بعض أسماء كان يجب من وجهة نظري ألا تشارك، ربما أثر هو الآخر على واقع أداء المنتخب كثيرا، إضافة إلى عدم التوفيق في مسألة توظيف بعض اللاعبين وخاصة النجم ناصر محمدوه الذي وجد نفسه وحيدا كلاعب ارتكاز في ظل غياب الجلال، وكان الأفضل أن يلعب عماد منصور ومحمدوه جوار بعضهما وهذا ماكان يعتمد عليه الكابتن سامي رحمه الله.

والغريب أن إشراك عماد في شوط المباراة الثاني كان على حساب عبدالواسع المطري والمفروض خروج الجلال الذي ظل شبه غائب في المباراة وبعدها ينقل محمدوه في موضع لعب المطري، وهذا أثر على محمدوه كثيرا، تحول مواقع اللعب هنا وهناك فيما تغيير جهاد عبدالرب وأحمد ماهر لم يكن موفقا إطلاقا، وكان من الأفضل أن يلعب ماهر والمطري في الجناحين نظرا لسرعتهما ومهاراتهما فيما يلعب الداحي من البداية مهاجما صريحا، وخلف الثلاثي الهجومي النجم جهاد عبدالرب وهذا المكان الذي تألق فيه مع أهلي تعز في الدوري التنشيطي، ولكن كل ذلك لم يحصل.

لهذا استغل المنتخب الفلسطيني هذه الدربكة وغياب منتصف الملعب اليمني ومعه فقدان الخطورة الأمامية، مما جعله يندفع بقوة مستغلا المساحات وسوء التغطية والمتابعة ولولا يقظة وبراعة الحارس محمد أمان وزملائه في خط الدفاع وخاصه القائد أحمد الصادق الذي قدم أداء مميزا، لكانت النتيجة أكثر من ثلاثه أهداف.

ولعلنا قد أوضحنا في أطروحات سابقة عقب مباراتي السعودية وأوزباكستان أن هناك قصورا وأخطاء في شاكلة المنتخب تحتاج لمعالجة سريعة، حيث من غير المعقول مثلا ان يلعب بعماد منصور أمام السعودية خلف المهاجمين، وهو من قدم نفسه مع محمدوه بصورة طيبة في محوري الارتكاز منذ بطولة غرب آسيا، فالاثنان يمتلكان إمكانية الإجادة في الشقين الدفاعي والهجومي وصناعة اللعب والقدوم من الخلف وتسجيل الأهداف وهذا ماشاهدناه في غرب آسيا والمباريات السابقة في التصفيات.

إذن ما حصل من شتات خططي في الشاكلة الأساسية أمام فلسطين ثم التغييرات الغريبة بخروج أحمد ماهر والمطري وجهاد، والإصرار على بقاء السروري والجلال، حيث أن الأول يبذل جهدا في الغالب دون أن يستفيد منه زملاؤه ويفتقد للعب الجماعي، والثاني مثلما أشرنا من قبل أنه من المبكر مشاركته لقلة خبرته ولهذا ظهر بعيدا في أوقات كثيرة عن أجواء المباراة واستغربت أنه ظل إلى صافرة النهاية، فالمباريات القوية والحساسة تحتاج دائما إلى لاعبين لديهم من الخبرة والإمكانيات التي تساعد المجموعة في تقديم المستوى الذي يحقق الهدف المطلوب.

بصراحة أقول إن الجهاز التدريبي أضاع في هذه المباراة كل شيء وكان فاقد الرؤية الفنية ولم تكن قراؤته كما يجب أن تكون، لا أريد أن أكون قاسيا على الكابتن أحمد علي قاسم الذي وضعته الظروف في تحمل قيادة دفة المنتخب التدريبية إثر وفاة الكابتن سامي النعاش رحمة الله عليه، ولكن كان يجب أن يستمر على أقل تقدير على نهج وفكر وخطط وتكتيك رفيقه النعاش وهما من كانا معا طوال رحلة المنتخب من بطولة غرب آسيا مرورا بالتصفيات المزدوجة وكأس الخليج الاخيرة ويعرف ابن قاسم كل كبيرة وصغيرة عن قوام شاكلة المنتخب، وبالتالي في استطاعته التعامل معها كما كان يفعل النعاش رحمة الله تعالى عليه.

خلاصة الكلام كان بمقدورنا فعل أكثر مما آلت إليه نتيجة مباراة فلسطين، ولكن ماحصل من دربكة في خطة اللعب منذ البداية وإشراك بعض اللاعبين غير المؤثرين، ووضع آخرين في غير مراكزهم وأخطاء التغييرات مثلما أشرنا بعاليه، كان مردوده أن يظهر أفراد المنتخب بهكذا صورة مؤلمة تائهين فاقدين للتركيز والترابط الفعلي بين خطوط الفريق، وهو الشيء الذي أضاع بكل تأكيد خطورة وحضور اللاعبين واكتفوا بالنتيجة والخسارة وعدم زيارة الشباك الفلسطينية ولو بهدف شرفي يحفظ ماء الوجه.

أخيرا شكرا لأحمد علي قاسم ورحم الله سامي النعاش.. وهكذا نحن نظهر دائما، والمؤسف أننا لانتعلم ولانستفيد من الدروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى