أولمبياد طوكيو.. ساحة نجاح للأطباء وإبراز دورهم أكثر منها للرياضيين

(د ب أ)-توووفه

عادة ما تشكل كل دورة ألعاب أولمبية فرصة ذهبية وساحة عالمية بالنسبة للرياضيين الذين قضوا فترة طويلة من حياتهم يعملون لتحقيق هدف التفوق في رياضة معينة، لكن الوضع ربما يكون مختلفا في الدورة الأولمبية المقبلة بالعاصمة اليابانية طوكيو.

فنجاح الأولمبياد المقرر في الشهر المقبل في طوكيو سيكون متوقفا بشكل كبير على ما سيقدمه الأطباء والممرضات وفنيو المختبرات والألاف غيرهم من العاملين في القطاع الطبي، حيث تشكل دورة طوكيو استعراضا دوليا لنجاح القطاع الطبي، حسب ما ذكرته وكالة “بلومبرج” للأنباء.

ورغم تعزيز عملية التطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد والإسراع من وتيرتها، لا تزال اليابان متأخرة بشكل كبير عن دول أخرى متقدمة فيما يتعلق بأعداد من تناولوا اللقاح.

 وإذا كان هناك احتمالات لإلغاء الأولمبياد قبل أسابيع من انطلاقه المقرر في 23 تموز/يوليو المقبل، وهي الاحتمالات التي تتراجع بشكل متزايد، فكان من المفترض أن يُتخذ هذا القرار من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بعد تزايد التحذيرات من جانب العاملين في القطاع الطبي بخطورة إقامة الدورة.

وحتى الآن، لم تلق مناشدات العاملين في القطاع الطبي أذانا صاغية.

ففي أيار/مايو الماضي، طالبت جمعية الممارسين الطبيين في طوكيو، التي تمثل أكثر من ستة ألاف طبيب، بإقناع اللجنة الأولمبية الدولية بإلغاء الدورة الأولمبية.

وحذرت الجمعية من أن المستشفيات :”ممتلئة وليس لديها تقريبا أي خيارات بديلة لتوفير أماكن (للمرضى).”

ومن جانبها، تؤكد اللجنة الأولمبية الدولية أنه “لا ينبغي لأحد أن يشك” في أنه سيجرى تطبيق تدابير شاملة لمواجهة انتشار العدوى بفيروس كورونا خلال الأولمبياد.

وفي الوقت الذي لم تجد فيه الحكومة اليايبانية خيارا سوى المضي قدما، أكدت مرارا وتكرارا على أنها “تعمل من أجل ضمان إقامة دورة آمنة عبر اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمكافحة انتقال العدوى.”

وتحدثت مجلة “ذا لانسيت” الطبية البريطانية الشهيرة،عن تلك القضية خلال هذا الأسبوع، حيث ذكرت :”هناك حاجة إلى حوار عالمي بشأن الدورة الأولمبية، ويجب أن يحدث هذا الآن.”

ولم تطالب المجلة بشكل صريح بإلغاء الدورة الأولمبية، لكنها أشارت إلى افتقاد الاهتمام بالقضية من جانب هيئات صحية كبيرة مثل منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها” الأمريكي.

وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه المنظمات كان لها دور في وقت سابق.

وذكرت مجلة “ذا لانسيت” أنه على سبيل المثال، كان مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها” الأمريكي، قد أعلن أنه لا يوجد سبب، فيما يتعلق بالصحة العامة، لإلغاء أو تأجيل أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وذلك في ظل تفشي فيروس “زيكا” حينذاك.

وأضافت المجله أنه في هذه المرة :”تلتزم المنظمات الصحية العالمية الصمت بشكل كبير فيما يتعلق بضرورة إقامة الدورة من عدمها. وهذا الصمت يشكل تنصلا من المسؤولية.”

وتجدر الإشارة إلى أن الألعاب الأولمبية لا تعتمد على الديمقراطية، حيث تدار الحركة الأولمبية من قبل لجنة تضم أكثر من 100 شخص من الإداريين والرياضيين السابقين، وليس من قبل الدول الأعضاء، حيث أنه من المفترض تعزيز مبدأ إبعاد الاعتبارات السياسية عن الرياضة.

وتسببت جائحة كورونا في أن تكون الحقبة الحالية استثنائية، لكن رغم ذلك، لا تملك اليابان سلطة كبيرة فيما يتعلق بالدورة المحفوفة بالمخاطر والمقررة على أرضها، حيث أن طوكيو ستواجه عقوبات مالية هائلة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، في حالة اتخاذ قرار من جانب واحد بإلغاء الدورة.

ويأتي الإصرار من جانب اللجنة المنظمة واللجنة الأولمبية الدولية على إقامة الدورة هذا العام، بعد أن تأجلت من العام الماضي بسبب الجائحة، رغم الاعتراض المتزايد من جانب الشعب الياباني على إقامة الدورة في ظل الظروف الحالية.

واستمر تراجع احتمالات إلغاء الأولمبياد بشكل أكبر بعد أن شهدت قمة مجموعة السبع مطلع هذا الأسبوع، التأكيد على دعم إقامة الدورة الأولمبية والدورة البارالمبية.

وجاء موقف مجموعة السبع ليلقي الضوء بشكل أكبر على حقيقة أن المنظمات الصحية الأكثر أهمية على المستوى العالمي، لم تؤد حتى الآن دورا بارزا في هذه القضية.

وأشارت مجلة “ذا لانسيت” إلى أنه حتى في حالة استمرار هذه االمنظمات في التنصل من المسؤولية، لن يكون أمام الطواقم الطبية في اليابان مثل هذا الاختيار، حيث لن يكون أمامها خيار سوى القيام بدورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى