بعد ليلة ساحرة أمام روسيا .. المنتخب الدنماركي يتطلع لمواجهة ويلز

(د ب أ)- توووفه

كانت الساعة تخطت منتصف الليل عندما تحركت حافلتي المنتخب الدنماركي لكرة القدم من ملعب باركن بينما في وسط مدينة كوبنهاجن تجمعت آلاف الجماهير للاحتفال حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.

ويعد تأهل المنتخب الدنماركي للأدوار الاقصائية في بطولة أمم أوروبا “يورو 2020″هو أبرز الأحداث العاطفية في البطولة التي تقام في جميع أنحاء القارة، كما أن ثقتهم ارتفعت قبل مواجهة منتخب ويلز في دور الستة عشر في أمستردام.

الفوز الذي حققه المنتخب الدنماركي على نظيره الروسي (4-1) يوم الاثنين، جعله أول فريق يخسر في أول مبارتين بدور المجموعات ويتأهل للأدوار الاقصائية.

وتعافى المنتخب الدنماركي من صدمة خسارة لاعب خط الوسط كريستيان إيركسن، الذي عانى من سكتة قلبية في الملعب في مباراته الافتتاحية أمام فنلندا وتم إنعاشه.

وغادر إيركسن المستشفى حاليا، وقام بزيارة عاطفية للفريق وكان من بين أوائل المهنئين للفريق عقب الأداء البطولي أمس الاثنين.

وقال ينز ستريجير لارسن: “كتب كريستيان على مجموعة (واتس آب) الخاصة بنا عقب نهاية المباراة مباشرة. كان من الرائع أن نسمع منه”.

وكتب المهاجم مارتين برايثوايت على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “يالها من ليلة. هذه المباراة من أجلك كريستيان إيركسن. دعونا نحقق المزيد”.

وتحدث الحارس كاسبر شمايكل عن تجربة مضطربة وعاطفية مر بها الفريق خلال التسعة أيام السابقة، بداية من صدمة إيركسن والخسارة بهدف نظيف أمام فنلندا، والعودة العاطفية بعدها بأربعة أيام في الخسارة (1-2) أمام المنتخب البلجيكي لنكون سعداء في النهاية أمام روسيا.

ولم يكن لدى المدرب كاسبر هيولماند شيئا إلا الثناء على رجاله.

وقال: “الشجاعة، التضامن، والصداقة بين هؤلاء اللاعبين :أخلع قبعتي تقديرا لهذا. لاعبو كرة القدم هؤلاء استطاعوا الدخول لقلوب الجماهير الدنماركية من خلال طريقة لعبهم. لقد أعطوا للفتيان والفتيات بعض المثل العليا”.

بالتأكيد ساعد هذا في مسعاهم أنهم لعبوا المباريات الثلاثة على أرضهم في كوبنهاجن، وأكدوا ذلك من خلال سحب القرعة للمباراة مع روسيا التي استضافت بعض مباريات في سان بطرسبرج- والنجاح يوم الاثنين كان ممكنا بسبب فوز بلجيكا على فنلندا في المباراة الثانية.

المشجعون البالغ عددهم 25 ألف دعموا الفريق مثلما حدث في الثمانينات والتسعينات، عندما توجت كرة القدم الدنماركية بلقب يورو 1992 من خلال فريق شارك في آخر لحظة بسبب العقوبات الموقعة على يوغسلافيا.

وتحدثت صحيفة “سود دويتشه تسايتونج” الألمانية اليوم الثلاثاء عن “نشوة لبلد بأكمله”، وأشارت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية إلى أن ” مشاهد الفرح كان لا يمكن تصورها في هذا الملعب قبل تسعة أيام”.

ولم يُسمح للفريق بدخول غرف خلع الملابس إلا بعد إكمال أربع لفات حول الملعب لتحية الجماهير، وقال هيولماند: “الدنماركيون أعطونا أجنحة. أعطونا الكثير من الحب. لم يكن أي شيء من هذا ممكنا بدونهم”.

ولن يعود المنتخب الدنماركي لملعب باركن خاصة وأن الفوز على منتخب ويلز، الذي ودع نسخة 2016 من البطولة من الدور قبل النهائي، وتغلب عليهم مرتين في دوري أمم أوروبا 2018-2019، سيرسلهم إلى باكو للعب دور الثمانية، كما أن مباريات الدورين قبل النهائي والنهائي ستقام في ويمبلي.

ولكن الذكريات ستدوم إلى الأبد.

وقال ميكيل دامسجارد، الذي سجل أحد الأهداف: “لم أكن لأحلم أبدا أن أكون جزء من شيء ضخم”.

وأضاف: “المباراة الأخيرة أمام بلجيكا كانت أعظم مباراة  رأيتها. ولكن هذا يتفوق على تلك التجربة مرة أخرى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى