ليلة رشيد جابر

كتبت- ترياء البنا

ليلة للتاريخ ومباراة أسطورية لم يتوقعها أكثر المتفائلين، سطر جديد في تاريخ الكرة العمانية كتبه لاعبو الإمبراطور السيباوي بالحبر الثقيل بقوة 4 درجات على مقياس ريختر زلزلت شباك الرفاع البحريني في نهائي الغرب، ليكون أول ناد عماني يحقق هذا الإنجاز بالوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي.

ورغم أن عنوان النصف الأول من اللقاء كان شوط الفرص الضائعة، إلا أن لاعبي السيب لم يمهلوا المنافس المتراجع إلى مناطقه، كثيرا فمع بداية الشوط الثاني افتتحوا أهداف اللقاء عن طريق النجم عبدالعزيز المقبالي، ما اضطر علي عاشور مدرب الرفاع إلى تغيير خطة اللعب والدفع بعناصر جديدة تساعده على العودة، ولكن نجومنا كانوا في الموعد وأتبعوا الهدف الأول بالثاني للبديل أحمد السيابي، وهو ما أصاب لاعبي الرفاع بالإحباط خاصة في ظل الاستحواذ الكامل للسيب على مجريات الأمور وتسيير اللعب وفق سيناريو المدرب الكبير رشيد جابر، ولكن تغييرات عاشور آتت ثمارها باحتساب ركلة جزاء للرفاع كانت كفيلة بقلب الطاولة وتعكير فرحة الجمهور العماني الذي أتى من كل حدب وصوب يدعم ممثل السلطنة في البطولة الآسيوية، والذي عبر عاشور عن تفاجئه به، مؤكدا أنه كان عامل السحر في أداء السيب والضغط على لاعبيه، ولكن التوفيق لم يحالف الرميحي( اللاعب الدولي)، وأهدر الكرة، ليواصل السيب خططته ويدك شباك الرفاع بالهدف الثالث لرجل المباراة والعنوان الأبرز حاليا للكرة العمانية صلاح اليحيائي، ثم الرابع للبديل داوودا كوزموس.

في تلك المباراة، شاهدنا لاعبي السيب كما لم نشاهدهم من قبل، فرغم تحقيق الدوري والكأس والسوبر محليا، ومباريات الأدوار السابقة في كأس الاتحاد الآسيوي، لم نر مثل هذا الإيقاع وهذا الأداء، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن شيخ المدربين، العملاق رشيد جابر هو كلمة السر، فهو من صبغ اللاعبين بصبغته ونجح في أن يخرج أفضل ما لديهم، رغم الفترة البسيطة التي قضاها مع الفريق والتي تقارب الأسبوعين فقط، ولم ينضم إليه لاعبو المنتخب الوطني إلا قبل أيام قليلة.

أثبت رشيد جابر للجميع أن المدرب الوطني إذا امتلك الأدوات يستطيع أن يحلق بكرتنا عاليا، ويصنع تاريخا فشل الجميع في الوصول إليه.

شكرا جمهور السلطنة العريض الذي كان اللاعب رقم 1 هذه الليلة، وكان له مفعول السحر على لاعبينا وكذلك لاعبي الرفاع الذين انبهروا من هذا المشهد في المدرجات وهذه الأصوات التي أخارت قواهم وأضعفت تركيزهم، والشكر الجزيل للكبير رشيد جابر الذي أثبت اليوم الكثير والكثير لمسؤولي الكرة العمانية، فحين يكون المدرب ابن البيئة، فهو الأكثر قدرة على فهم اللاعبين، أضف إلى ذلك كم الخبرات كلاعب بطل وكمدرب بطل، رشيد جابر الذي لا يتوقف أبدا عن التطوير عكس معظم المدربين الذين بتسمون في عملهم بالجمود، ومع تحقيق الإنجاز والفرحة العارمة التي عمت السلطنة الليلة، لا يسعنا إلا أن نطلق عليها ليلة رشيد جابر الذي أسعد الملايين مع كتيبة أبطال الإمبراطور، نفرح اليوم وغدا نفكر في الليلة الكبرى لتكون الكأس الآسيوية سيباوية بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى