أسد الأطلس يهدد عرش الديك

كتبت- ترياء البنا

اليوم أمر، كما يقول العرب، يوم للتاريخ فأحد المنتخبات العربية يواجه بطل العالم للنسخة الماضية لكأس العالم، في نصف نهائي مونديال قطر 2022، في حدث يسجله التاريخ للمرة الأولى للكرة العربية والأفريقية.

أسود الأطلس اليوم على موعد لكتابة تاريخ جديد، أو الخروج من السباق بأبهى حلة وبكل شرف وفخر، بعد أداء وحضور أبهر العالم أجمع، ودفع أكبر الأندية لمحاولة استقطاب نجوم المغرب.

وإحقاقا للحق، فخلف هذا الإنجاز رجل يستحق الثناء والتقدير، المدافع الصلد الذي حمل على عاتقه مهمة الدفاع عن سمعة الكرة العربية ونجح في أصعب تحد في مسيرته الكروية.

وليد الركراكي الحائز على وسام الشرف من الملك محمد السادس، هو كلمة السر وراء ما شاهدناه من إعجاز أسود الأطلس، حيث واصل مسيرة التحدي الكروي التي عاشها منذ كان لاعبا بدوري الدرجة الثانية الفرنسي، وصعد بفريقه أجاكسيو إلى الدرجة الأولى 2002، مع الفوز بجائزة أفضل مدافع، كما كان الركراكي عنصرا أساسيا في وصول المغرب إلى نهائي أمم أفريقيا 2004، ورغم فقد اللقب لصالح تونس، فاز الركراكي بجائزة أفضل مدافع بالبطولة، وفي 2007 توج أيضا بجائزة أفضل مدافع مغربي.

ولم تنته التحديات مع الركراكي بمغادرة المستطيل الأخضر، فقد بدأت تحديات من نوع آخر، حيث عمل أولا محللا للدوري الفرنسي، قبل أن يتولى القيادة الفنية لنادي الفتح الرباطي، والذي كان غائبا لسنوات طويلة عن تحقيق الإنجازات والبطولات، فعمل الركراكي على مشروع بناء يتضمن شراكة بين الفئات السنية بالنادي وأكاديمية محمد السادس، ومع أول التحديات نجح رأس الافوكا(كما يحلو للمغاربة تسميته)، في تحقيق البطولات حين توج بكأس العرش 2014، ووصل إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي، ولكن وضعه الحظ أمام الزمالك فأقصاه بفارق الأهداف بعد التعادل ذهابا وإيابا أمام بطل أفريقيا وصاحب التاريخ الطويل قاريا.

واستمر الركراكي أصغر مدرب بالمسابقات المحلية، في تسجيل النتائج الإيجابية فوصل في 2015 إلى نهائي الكأس ولكن لم يحالفه الحظ فخسره بركلات الترجيح، ولكن أنصفه الله وتوج جهوده بتحقيق لقب الدوري المغربي للمرة الأولى في تاريخه، وتوج حينها بوسام الشرف الملكي.

حقق الركراكي المدرب العديد من البطولات داخل وخارج المغرب، فحقق مع الفتح الرباطي كأس العرش والدوري، ومع الدحيل الدوري القطري 2020، قبل أن يحقق دوري الأبطال الأفريقي مع الوداد المغربي، مسبوقا بالدوري المغربي.

أخيرا.. أفضل مدرب مغربي 2014، 2016، 2020، وأفضل مدرب عربي وأفريفي حاليا يواجه تحديا هو الأشرس خلال مسيرته ربما لن يتكرر ثانية، فهل ينجح أفضل مدافع بالدوري الفرنسي في الدفاع عن حق الكرة العربية وتحقيق آمال وطموحات العرب في مواجهة الديك الفرنسي والذهاب إلى النهائي الحلم؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى