الأحمر ركب المكوك

كتبت- ترياء البنا

تأهل منتخبنا الوطني إلى نصف نهائي كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين بعد 3 مواجهات مختلفة الظروف والأداء بدور المجموعات، أعتقد موجزها أن واقعية برانكو إيفانكوفيتش صعدت بالأحمر إلى نصف النهائي.

بأية حال من الأحوال لم تكن مباراة الافتتاح سهلة أمام صاحب الأرض والجمهور، فلم يكن من المنطقي الاهتمام بالنواحي الفنية والأداء قدر الاهتمام بتحقيق نتيجة إيجابية تسهم في بقاء عمان في الصورة، وعن تلك المباراة أقول إن الأحمر أفقد العراق نقطتين ولم يكسب فقط نقطة.

وجاءت المباراة الثانية التي توقع الجميع سهولتها للأحمر، ولكني لم أكن أتفق مع هذا الحديث، حيث إن اليمن في اللقاء الأول أمام السعودية أهدر فرصة ذهبية لتحقيق نتيجة إيجابية، وصل للمرمى أكثر من مرة ولو حالفه الحظ لخرج على الاقل متعادلا، ثم جاءت الأمطار الغزيرة لتجعل من ملعب المدينة الرياضية بركة ماء تتوقف بها الكرة ويصعب التحكم فيها، وهو ما وضح جليا في ركلة الجزاء التي أهدرها أرشد العلوي حيث انزلقت قدمه قبل الوصول إلى الكرة، لذا فلم يكن هناك اي منطق للحكم على مستوى أداء المنتخب، ليتأجل الحكم للقاء الثالث والأخير بدور المجموعات وهو ما مثل التحدي الحقيقي لانه أمام بطل آسيا تحت 23 سنة وبطل غرب آسيا الذي يلعب كرة جيدة ممتعة ومقنعة تحت قيادة فنية لمهندس الإنجازات سعد الشهري.

ومرة أخرى يفضل برانكو الواقعية ويحترم المنافس احتراما شديدا وهو الذي يدخل اللقاء بفرصة وحيدة وهي الفوز وإلا فقد فقد حظوظه رسميا، ونحن نلعب بفرصتي التعادل أو الفوز، أدار برانكو اللقاء بحذر شديد خشية حدوث أية مفاجأة غير محمودة العواقب، وبعيدا عن سرد معلوم بأن الفضل لإبراهيم المخيني في تأهل المنتخب، فمن اختار المخيني ليكون اساسيا على الحارس الأول في كأس آسيا وكأس الخليج وتصفيات كأس العالم، ألا يحسب لبرانكو هذا الاختيار؟، فضل براتكو الخروج بالمطلوب وهو التأهل علما أن الأحمر قدم أداء جيدا ولولا حظ عصام الصبحي العاثر لكنا حسمنا النتيجة مبكرا، رغم أن الفريق خسر مع كل لقاء لاعبا لنهاية البطولة.

الآن الأحمر في نصف نهائي كأس الخليج، وهو أمام بطل النسخة الماضية، والترشيحات جميعها تصب في صالحنا طبقا لتاريخ المواجهات العمانية البحرينية، لكنني لا أتفق مع هذا الاتجاه، فكل مواجهة تمثل حالة خاصة ومن وصل لنصف النهائي لا تأمن مكره وخاصة إن كان هيليو سوزا، فعلينا إعطاء كل ذي حق حقه، نعم هدفنا اللقب أو أولا التأهل إلى النهائي ولكن الخصم أيضا سيتشبث بلقبه حتى آخر نقطة عرق.

نعم اختلفنا مع برانكو بعد إعلان القائمة المشاركة، ولكن كان الأهم علينا( وهذا لم يحدث إلا من قلة)، دعم الأسماء المختارة وإعطائهم كل الثقة حتى نكسب لاعبين للمنتخب الأول حتى وإلم يكن الآن فمستقبلا.

أخيرا… نحن هنا في البصرة نلمس الواقع بأنفسنا، لذلك أحترم واقعية برانكو في مواجهاته، وأثمن ثقته الكبيرة في اللاعبين، والأكثر كل الدعم للاعبينا الذين يقاتلون داخل أرضية الملعب ويسعون لتحقيق طموح الجمهور، الأحمر الآن ركب المكوك في طريقه للنهائي ويحتاج دعم الجميع حتى يصل إلى مبتغاه سالما، فدعوه يعمل كما يشاء لأنه إذا أحرز اللقب سيكون منتقدوه أول من يحملونه على الأعناق مهللين، فكل الدعم لمنتخبنا ليواصل مكوك الأحمر الانطلاق في الفضاء الخليجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى