نهائي قريات.. رسالة جماهيرية!

كتبت- ترياء البنا

بالأمس الأول أقيمت مواجهات الجولة السابعة عشر من دوري عمانتل، وعلى مدار جولات الدوري ولقاءات كأس جلالة السلطان المعظم، وكأس الاتحاد العماني، سادت حالة الحزن على كل من يرى مدرجات ملاعبنا خالية من الجمهور، في مشهد متكرر دائما، حتى جماهير السيب المتصدر، الذي يأكل الأخضر واليابس خلال هذا الموسم وصاحب سلسلة النتائج الإيجابية المتواصلة، والذي أصبح على بعد سنتيمترات من حصد لقب دوري عمانتل، غابت عن مبارياته.

وعلى الجانب الآخر، وفي مشهد مغاير تماما، تعج مدرجات ملاعب مباريات البطولات الأهلية بالجماهير، وبأعداد تدعو إلى الدهشة، وهذا الأمر ليس وليد اليوم، وإنما هي صورة اعتدنا عليها، ولكنها- للأسف الشديد- مرت على الجميع مرور الكرام، ولم يتعد الحدث سوى أن يكون مزحة بين جماهير ورواد مواقع السوشيال ميديا، بمقارنة مدرجات البطولات الأهلية بمدرجات منافسات الاتحاد العماني.

ويظل الوضع كما هو، حتى يأتي يورسلاف شيلهافي، مدرب منتخبنا الوطني، والذي لم يمر على تسلمه مهمة الأحمر سوى أيام، وينتبه لهذا الأمر( وهذا في حد ذاته شهادة عليا لهذا الرجل، تؤكد أنه يسير في طريق سليم نحو بناء منتخب قوي، من وجهة نظري الشخصية)، فقد فطن الرجل المتابع الجيد لما يكتب في الإعلام( وهذا أيضا أمر يحسب له)، الفارق الشاسع والعجيب والغريب، والذي لم نشاهده في أي بلد.

وبعدما أعرب شيلهافي عن تعجبه من حضور الجمهور العماني بكثرة في مباريات البطولات الأهلية، عكس البطولات المحلية، جاءت الخطوة التالية، بحضوره بالأمس مباراة نهائي كأس قريات، والذي جمع فريقي دغمر واتحاد الساحل، وانتهى بفوز دغمر بركلات الترجيح 4/2 بعد مباراة مثيرة وصور أكثر من رائعة لتفاعل الجمهور المتواجد بالمدرجات، في سابقة لم تحدث من أي جهاز فني تولى قيادة منتخبنا الأول، وهي المباراة التي شهدت تنظيما أكثر من رائع، خلال البطولة التي استحوذت على متابعة إعلامية وجماهيرية كبيرة.

بالطبع انتباه مدرب المنتخب الوطني للبطولات الأهلية مبكرا أمر جيد، وحضور المدرب ومساعديه لنهائي كأس قريات يؤكد تفوق البطولات الأهلية على بطولات الاتحاد، رغم كل ما يبذله الاتحاد العماني لكرة القدم من محاولات لجذب الجماهير، وتقديم الحوافز الكبيرة والتي وصلت إلى سحب على سيارة في بعض المباريات لاستقطاب الجمهور، والذي لم يهتم لكل تلك التحفيزات، ليؤكد أن المستوى الفني والمهاري والفعاليات التي تمثل الثقافة العمانية، أهم لديه من درع يدخل خزينة ناد، ويبعتها رسالة واضحة، بأن الجمهور العماني عاشق لكرة القدم ولم يهجر مدرجات المباريات لأنه لا يأبه للعبة، ليضع الكرة في ملعب مسؤولي الرياضة العمانية لبحث سبل استعادته للملاعب، ليس فقط فيما يخص بطولات الاتحاد، وإنما أيضا المنتخبات الوطنية، وعلى رأسها المنتخب الأول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى