(د ب أ)-توووفه
من الأفضل في تاريخ اللعبة البيضاء؟، هل هو روجيه فيدرر؟ أم رافايل نادال؟ أم بيت سامبراس؟ أم بيورن بورج؟، سؤال يطرح نفسه بقوة بين محبي وعشاق رياضة التنس في العالم أجمع ولم يلق إجابة حتى الآن.
وبعيدا عن عدم جدوى المقارنة بين لاعبين ينتمون إلى حقب زمنية مختلفة، تغفل الجماهير خلال بحثها عن الإجابة على السؤال المذكور عن اسم أحد اللاعبين لديه كل المقومات التي تؤهله للدخول بقوة في هذا الجدل الدائر عن لاعب التنس الأفضل في التاريخ، هذا هو رود ليفر.
وكان اللاعب الأسترالي الذي بلغ اليوم الخميس عامه الـ 80 النجم الأبرز في عصره عندما كانت ممارسة رياضة التنس لا تزال مقصورة على الطبقات الراقية في المجتمع.
وتوج ليفر مرتين بالبطولات الأربع الكبرى “جراند سلام” في سنة ميلادية واحدة.
ورغم تقدمه في العمر يحرص ليفر الملقب بـ “الصاروخ” على أن يظل قريبا متابعا لما يجري في رياضته المفضلة كما كان الحال خلال سنوات نجوميته وتألقه في الملاعب خلال عقد الستينيات من القرن الماضي.
وفي العام الماضي تقرر إقامة بطولة تضم اللاعبين الأفضل في العالم تحمل اسم اللاعب الأسترالي الكبير.
وحققت هذه البطولة التي تحمل اسم “كأس ليفر” في نسختها الأولى التي أقيمت في العاصمة التشيكية براغ في 2017 نجاحا هائلا، وجمعت بين اللاعبين المحترفين الأفضل في القارة الأوروبية في مواجهة نجوم من شتى بقاع العالم.
ويستغل اللاعبون الكبار في الوقت الراهن مثل فيدرر ونادال مشاركتهم في هذه البطولة لمنح أنفسهم قدر من التسلية بطريقة مختلفة وتكريم رود ليفر في الوقت نفسه.
وتحدث ليفر عن النسخة الأولى من البطولة التي تحمل اسمه، قائلا: “كان حدثا كبيرا”.
وتقام النسخة الثانية من كأس ليفر هذا العام في مدينة شيكاغو الأمريكية بعد انتهاء بطولة أمريكا المفتوحة.
ولا يمكن الجزم بأن ليفر سيستمر في الطواف حول العالم لاستكمال دوره كسفير لرياضة التنس نظرا لتقدمه في العمرو ووضعه الصحي غير المستقر.
وأصيب ليفر قبل 20 عاما بسكتة دماغية فقد على إثرها النطق والقدرة على الحركة، مما اضطره إلى بدء عملية تأهيلية طويلة من أجل العودة مرة أخرى لحالته الطبيعية.
ولم يكن التشخيص الصادر عن الأطباء المعالجين للاعب السابق مشجعة في البداية، حيث فهم من تقاريرهم حول الحالة أن ليفر لن يتعافى بشكل كامل.
ولكن ورغم ذلك، وجد ليفر خلال تلك اللحظات العصيبة في رياضته المفضلة الدافع الحقيقي لاستمراره على قيد الحياة.
وتحدث ليفر عن تلك الفترة قائلا: “لقد قالوا لي أنني على الأرجح لن أتمكن من العودة للعب ولكن التنس كان أحد الأسباب التي دفعتني للتعافي، المرة الأولى التي عدت فيها إلى الملعب بعد التعافي كانت أمرا رائعا”.
وخلال حقبته كلاعب، تعرف ليفر على أسرار اللعبة البيضاء كما لم يفعل أي لاعب أخر في عصره ليتوج في موسم1961/ 1962 ببطولات “جراند سلام” مرتين.
والسبب الوحيد الذي يعود إليه عدم فوزه بألقاب “جراند سلام” مرة أخرى خلال مسيرته الذهبية هو احترافه لرياضة التنس في 1963.
وفي تلك الفترة كانت رياضة التنس منقسمة إلى نصفين، أحدهما للهواة والأخر للمحترفين، فلم يكن يسمح للمحترفين بالمشاركة في بطولات “جراند سلام”، نظرا لأن اللاعبين الذين كانوا يمارسون هذه الرياضة في ذلك الوقت من أجل كسب المال لم يكونوا يحظوا بالتقدير أو نظرات الاحترام.
ومع حلول العام 1968 وبداية عصر البطولات المفتوحة تغير هذا الحال، وتوج ليفر في العام التالي بالبطولات الأربع الكبرى ليكون هو اللاعب الوحيد الذي يفوز بهذه الألقاب في عام واحد.
ولم يكن ليفر يتمتع بالمواصفات البدنية التي تؤهله ليكون نجما بارزا في عصره، فقد كان يبلغ طوله 73ر1 مترا ولم يتعد وزنه 68 كيلوجراما.
وأضاف ليفر قائلا: “كنت طفلا صغيرا ورفيعا وخجولا، وكان لدي الكثير من البقع الصغيرة في وجهي وساقين مقوستين”.
ولكن تحول هذا اللاعب الصغير في وقت لاحق إلى أيقونة كبيرة للكثير من نجوم التنس الذين جاءوا بعده.
وقال رافايل ناديال متحدثا عن رود ليفر: “هناك الكثير من الأشياء التي توحي بأن ليفر هو الأفضل في التاريخ، لقد فاز بألقاب جراند سلام”.
فيما قال فيدرر: “اللعب مع رود هو بمثابة حلم بالنسبة لي”.
وأدلى ليفر برأيه حول السؤال المعضل الذي يحير عقول جماهير التنس والذي يتعلق بهوية اللاعب الأفضل في التاريخ، حيث قال: “لا أعتقد أنه بإمكاننا أن نقارن بين حقب زمنية مختلفة، يمكنك أن تكون اللاعب الأفضل في عصرك، ولكن لا أعتقد أن هناك أحد يستحق لقب الأفضل في التاريخ”.
هكذا أجاب ليفر عن هذا السؤال اللغز، ليعطينا انطباعا بأنه كان بإمكانه أن يكون دبلوماسيا رائعا كما كان لاعبا كبيرا.