رفقاً بالجماهير 

كتب- خميس البلوشي

أحوال الجماهير في عالم الكرة العمانية ليست بالإيجابية ولا تُسر أحداً والتذمر مستمر من مباراة إلى أخرى، طوال السنوات الماضية -ولا يزال- والحلول تبقى ضعيفة ونحن الذين نطالب هذه الجماهير بالتواجد مع المنتخبات والأندية في مختلف المناسبات، وندعوها للحضور لكي تقدم المساندة والدعم لمن هم داخل الميدان، ورغم كل ما تجده هذه الجماهير من منغصات وعقبات وعراقيل، إلا أنها ظلت وفية للمنتخبات والأندية -في أغلب الأحيان- لكن مطالبها بتحسين الأوضاع تبقى ثابتة ولو بأبسط الحلول..

في كل مباراة للمنتخب مثلاً يرتفع صوت الجماهير من أجل تسهيل عملية الدخول للمدرجات وفتح المزيد من البوابات وتوفير المقاعد النظيفة ومياه الشرب وبعض المأكولات الخفيفة، خاصة ونحن نعيش في بيئة حارة معظم فصول السنة، ولكن الاستجابة  تكون ضعيفة إن لم تكن معدومة ..ورغم أننا في مباريات المنتخب ننصاع لتعليمات الاتحاد الآسيوي والدولي في ترتيبات الجماهير إلا أن أبسط الأشياء لم تتوافر إلا في حالات نادرة جداً وسط استياء مستمر من هذا الوضع الصعب..

أنا في  مسابقاتنا المحلية فالجماهير أيضاً تعاني وتستنجد من أجل توفير البيئة المناسبة للحضور والدعم المطلوب، لا نخفي سراً عندما نقول إن أغلب الحضور الجماهيري في مسابقاتنا المحلية يكون في المجمع الرياضي بصحار بسبب التواجد الكبير لجماهير نادي صحار ومعهم -في بعض الأحيان- جماهير صحم والسويق في مباريات الديربي كما نسميها وهذا الموسم مضافاً إليهم جماهير مجيس، أي أن هذا هو الملعب الوحيد الذي يتم التعامل معه بشكل شبه أسبوعي وواضح بالنسبة للحضور الجماهيري.

ورغم أنه الملعب الوحيد إلا أن ظروف الجماهير لا تزال صعبة وصعبة للغاية، فلا هي تجد الدخول السهل من البوابات، ولا هي مرخص لها إدخال عبوات المياه، ناهيك عن حكاية المقاعد غير النظيفة التي تعرفونها جميعاً.. في كل مباراة تتذمر الجماهير وتطالب بتحسين الظروف، وفي كل مباراة في مجمع صحار هناك أصوات ترتفع لكي تصف الحالة الصعبة للجماهير، ويتم تداول الكثير من الصور والفيديوهات التي تشرح الوضع والمعاناة المستمرة ..

بين هذه الجماهير هناك أشخاص ابتلاهم الله ببعض الأمراض وتحتاج مثلاً للماء والعصائر، وبين هذه الجماهير هناك الأطفال وكبار السن الذين يعشقون كرة القدم ويعشقون ناديهم ويحتاجون أيضا للماء والغذاء، حتى ولو كانت وجبات خفيفة في أغلب الأحيان ..من غير المعقول أن نطالب الجماهير بالحضور ثم نعاقبهم بهذا المنع المتكرر ومن غير المقبول أن تجد الجماهير كل هذه العقبات ثم نطالبها بالاستمرار في الحضور ..علينا أن نتفهم أنه من السهل أن تجلس هذه الجماهير في المنازل و المجالس والمقاهي وتتابع هذه المباريات وتكون المدرجات فارغة فالإنسان مهما كانت درجة حبه وولائه يبحث عن راحته في المقام الأول..

على المختصين في رابطة الدوري أو لجنة المسابقات أو حتى الاتحاد مراجعة هذا الأمر لأن استمراره يعني أن ملاعبنا ستصبح شيئاً فشيئاً بيئة طاردة للجماهير وعليهم إيجاد الحلول بالتنسيق مع رجال الأمن الذين يتواجدون في الملاعب ..صحيح أنه يجب على المنظمين خروج المباريات بالصورة الجيدة من كافة النواحي الفنية والتنظيمية والأمنية ولكن في المقابل عليهم أن يراعوا تلك الأعداد من البشر وتلك الأصوات الكثيرة التي تصدح طوال المباراة والتي تحتاج إلى كثير من الاهتمام وشيء من الاحترام في الوقت ذاته..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى