آسياد أندونيسيا.. خيبات تتوالى

 

كتب- خميس البلوشي

تفرغت الجماهير العمانية في الأيام القليلة الماضية -ولا تزال- لمناقشة المشاركة الفاشلة للرياضة العمانية في دورة الألعاب الآسيوية التي اختتمت مؤخراً في أندونيسيا حيث بات الموضوع الشغل الشاغل لكل الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي..

والتي تعبت- أي الجماهير- من كل الوعود والانتظار من أجل أن ترى علم السلطنة مرتفعا في منصات التتويج بهذا المحفل القاري الكبير الذي يعتبر من حيث عدد الدول المشاركة وعدد اللاعبين هو الحدث الرياضي الأكبر بعد الأولمبياد..

المشاركة في آسياد أندونيسيا كانت فاشلة بدرجة امتياز، ولم نحقق فيها أي شيء، وهي المشاركة الثانية على التوالي التي نخرج فيها بأيد فارغة بعد أن كانت الوعود حسب الاختيارات بتحقيق ميداليتين على أقل تقدير ..

نشير في البداية إلى أن ما حققته السلطنة في تاريخ الآسياد هو أربع ميداليات جميعها في ألعاب القوى، إحداها ذهبية للبطل الأسطوري محمد المالكي في بكين ١٩٩٠، وآخرها فضية بركات الحارثي في جوانزو ٢٠١٠.

وبخلاف هذ الميداليات الأربع فنحن نلعق مرارة الفشل ونضرب أخماساً في أسداس على هذا الحال الذي وصلنا إليه، حتى أصبحنا متأخرين كثيراً على المستوى القاري في مختلف اللعبات إن لم يكن جميعها ..

ذهبت بعثة السلطنة إلى آسياد أندونيسيا بعد اختيارات دقيقة -هكذا قيل لنا- من لجنة مختصة لكنها عادت محملة بالهزائم والانكسار ..

بعد ٤٨ عاماً من النهضة المباركة في هذا الوطن العزيز لازالت الرياضة العمانية عاجزة عن الوصول إلى منصات التتويج في القارة الآسيوية.

وبعد ٤٨ عاماً من الاهتمام والعطاء المتنامي للقطاع الرياضي مالياً ومعنوياً ولوجستياً يعود لاعبونا ناكسي الرؤوس من المشاركة القارية لأنهم لم يحققوا ما يصبون إليه في الوقت الذي تتبادل فيه الجهات الرياضية التهم والعتب في من يتحمل مسؤولية ماحدث.

الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية ووزارة الشؤون الرياضية، ثلاث جهات مختصة بالنشاط الرياضي في السلطنة، كل طرف يلقي باللوم على الطرف الآخر وينتهي الموضوع في الأدراج ويذهب مع الرياح وينتهي بالنسيان مع مرور الوقت، ثم نبدأ حكاية جديدة بعد ذلك تقودنا إلى نفس الطريق.

نحن في السلطنة ومع كل أسف نفتقد في الأساس إلى مشروع البطل الأولمبي أو العالمي، وكل ما يحدث اجتهادات ليس لها حتى أجر الاجتهاد من كثرة الفشل المتكرر.

ليست لدينا خطة واضحة المعالم لتحقيق إنجاز في مشاركة قارية أو عالمية حتى ولو بعد عشر سنوات من اليوم، وليست لدينا استراتيجية عمل واضحة ممكن أن تحقق لنا الصعود للمنصات في المحافل الكبيرة..

نحن فقط نقيم الأفراح والليالي الملاح في البطولات الإقليمية وقليل جداً من المناسبات العربية، ونجعل من هذه الانتصارات أحداثاً ضخمة إعلامياً تظهر فيها الاتحادات بثوب البطل الذي لا يشق له غبار ونستمتع بكل أنواع التصريحات الصحفية والمقابلات والصفحات الكثيرة الملونة.

الحقيقة هي أننا لا نسير في الطريق الصحيح، ومن مشاركة قارية وعالمية ضعيفة إلى أخرى أضعف وأضعف، ولا نهتم بالتقييم وطرح الحلول ولا نفكر في الجديد القادم إلا من باب المشاركة ورفع العلم في القرية الرياضية وفي حفل الافتتاح.

نحن باختصار نمارس نفس الأخطاء وننتظر نتائج مختلفة، وفِي كل أربع سنوات يعود نفس الأشخاص للتصارع على مناصبهم في الاتحادات واللجنة الأولمبية لأن طموحهم يكبر فقط في أيام الانتخابات، وبعد ذلك يتفرغ الكثير منهم للتذمر والصراع على السفر والرحلات مدفوعة القيمة.

اليوم علينا أن نراجع لوائح الانتخابات في الاتحادات الرياضية لكي نستطيع الوصول إلى الشخصيات المميزة المتخصصة بدلاً من توزيع المناصب الذي تقوم به الأندية فيما بينها، وعلينا كذلك أن نحدد الألعاب التي يمكن أن تحقق لنا المراكز المتقدمة قارياً ودولياً والعمل على تطويرها باستمرار.

وعلينا أيضاً أن نعزز من موازنات الألعاب التي تحقق الأهداف وتقليص موازنات الألعاب التي لا تأتي بالجديد، وعلينا أن نراقب عمل الاتحادات والوقوف على جوانب النجاح والقصور، وعلينا قبل كل ذلك رسم وتنفيذ مشروع متكامل للأبطال الأولمبيين والعالميين ويكون مشروعاً وطنياً يستهدف الإنجازات الكبيرة لأن العالَم الرياضي يتقدم ونحن لا نزال واقفين نصفق للإنجازات الخليجية، ونبحث عن ميداليات قارية كل أربع سنوات!

هل يجب علي القول بعد كل ذلك بأن التخطيط السليم هو الذي يوصلك النجاحات؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى