الزبير .. استقالة أم “صرخة”؟

كتب- سالم ربيع الغيلاني

هل نستطيع أن نقول أن استقالة الشيخ خالد الزبير من رئاسة اللجنة الأولمبية أمرا متوقعا، رغم أن وقع خبرها كان صادما للغالبية العظمي من الرياضيين وغيرهم ممن يعرفون الرجل؟

حتى الأمس القريب كان الزبير محملا بالطموحات والأحلام والرؤى النهضوية لرياضتنا المحلية، فما الذي حدث ليتغير هذا جميعه بين ليلة وضحاها؟ ما الذي دفع شخصية مثل الزبير للترجل قبل الوصول إلى محطته الأخيرة؟ وهو الذي عرف عنه إصراره وعدم استسلامه، وقدرته على مواجهة الضغوطات مهما تعاظمت بهدوء يثير الإعجاب والتعجب.

هل الاستقالة سببها النتائج المحبطة التي منينا بها في مشاركتنا الأخيرة في الآسياد؟ أم أن الأمر له علاقة بالسياسة العامة للرياضة في السلطنة؟ أم هي أمور أخرى متعلقة بظروفه الخاصة؟ أم ماذا؟ أسئلة كثيرة يطرحها الواقع الذي فرضته هذه الاستقالة المفاجئة.

سيفرح الكثيرون بما حدث وسيعتبرونه خطوة في طريق التصحيح وتصويب الأوضاع، لكن المتمعن في التفاصيل الدقيقة لكل ما حدث ويحدث في عالمنا الرياضي المتخبط -للأسف- في فوضاه يدرك تماما أن ما قام به الزبير ليس بسبب الانكسارات التي تعرضت لها رياضتنا، ولا دافعه الهرب من المسؤولية كما قد يتراءى للبعض..

فالانكسارات والإحباطات ستستمر، والشمس التي ننتظر أن تشرق في سماء رياضتنا ستواصل احتجابها؛ لأنه وببساطة لا يوجد بيننا من يملك عصا سحرية ليحول واقعنا الرياضي الفقير من الرؤى والتنظيم، والعاجز تماما أمام أقل متطلبات التطوير والتأهيل للرياضات والرياضيين، إلى واقع يرتقي إلى مستوى أحلام الجماهير وطموحاتها.

لقد بتنا لا نخسر المنافسات فقط، لكن الكفاءات أيضا، نحن نخسر الرجال الفاعلين والراغبين في صنع الفروقات؛ لأن هناك من يرى أن الرياضة مجرد وسيلة للترفيه وإزجاء الوقت وشغل فراغاته المملة، ومازال العديد من صناع القرار لدينا يرفضون الاعتراف بأن الرياضة تجاوزت جميع حدودها وأطرها المعروفة، وتعدى تأثيرها المسطحات الخضراء، والقاعات المغلقة ليصل لجميع مفاصل حياة الشعوب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وأنها أضحت أحد الأركان المهمة التي تقيم بها تقدم الدول ورقيها.

لا يمكن أن نلوم الاتحادات على تقصيرها ولا اللجنة الأولمبية ولا وزارة الشؤون الرياضية فالأمر أكبر من هؤلاء جميعهم؛ فنحن بحاجة لإرادة سياسية عليا لتغيير واقعنا الرياضي، فلا يمكن لاتحاد ميزانيته لا تتجاوز نصف مليون ريال أن يحقق إنجازات قارية ودولية، ولا للجنة أولمبية بصلاحيات وميزانية محدودتين أن تضع خططا نهضوية ناجحة، ولا لوزارة بإمكانيات مقننة أن تنتشل هؤلاء مما هم فيه.

الزبير الذي قرر التنحي من رئاسة اللجنة الأولمبية، أوصل رسالة واضحة للجمهور مفادها أن الأمر ليس متعلقا بالكرسي؛ فاستقالته صرخة لجميع المسؤولين والمعنيين بالأمر الرياضي في السلطنة تقول: أن الاستمرار مع وضع كهذا أمر متعسر حتى على رجل بقدرة الزبير وإمكانياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى