ليلة جماهير الأهلي

 

كتب- أ.د.حسني نصر

مبدئيا ودون الدخول في تفاصيل، نقول إنه ليس من اللائق أن تتطاول جماهير الأهلي المصري بهذا الشكل العنيف والسوقي على تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية خلال مباراة فريقها الأحد الماضي أمام “حوريا الغيني” في الدور ربع النهائي لبطولة دورى أبطال أفريقيا.

ومن منطلق حقيقة أن “المؤمن ليس بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء”، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإننا ندين ما صدر عن هذه الجماهير من سباب فاحش وبذيء طال أيضا أشخاصا آخرين وأندية منافسة.

صحيح أن الغضب الجماهيري من تدخلات آل الشيخ مالك نادي بيراميدز له أسبابه ويمكن تفهمه، ومع ذلك فإن الصورة السلبية التي عكستها الألفاظ النابية التي استخدمها الجمهور الأهلاوي في عتاب آل الشيخ تسيء للمصريين جميعا وليس للأهلي وجماهيره فقط.

باستثناء هذا التجاوز الأخلاقي كان من الممكن أن تكون ليلة الأحد الماضي هي ليلة جماهير الأهلي بامتياز، لأنها لأول مرة منذ سنوات يسمح لها بحضور مباريات فريقها بهذا العدد الكبير (40 ألفا).

ولأول مرة منذ سنوات يرى المصريون عبر شاشات التلفزيون هذه الصورة الجميلة لشباب يزينون الملاعب التي أجبروا على هجرها، مرتدين القمصان الحمراء ، ويهتفون بتناغم شديد ومن قلوبهم مطالبين بالإفراج عن زملائهم المحبوسين من روابط الأولتراس التي تم حلها.

حالة الهلع التي أصابت الإعلاميين وأعضاء مجلس اتحاد الكرة المصري المنتفعين من غنائم آل الشيخ، من هتافات جماهير الأهلي يؤكد أن هذه الواقعة لن تمر مرور الكرام.

خاصة مع نشر أخبار عن إعلان انسحابه من الاستثمار الرياضي في مصر، وهو ما قد يصيب هؤلاء المنتفعين في مقتل.

صحيح أن لا أحد يستطيع القبض على الآلاف الذين شاركوا في السباب، ولكن الخوف كل الخوف أن تتكرر مأساة استاد بور سعيد مرة أخرى للانتقام من هذه الجماهير، ولذلك أقول لجماهير الأهلي من شباب الأولتراس :” خذوا حذركم في المباريات القادمة إذا سمحوا لكم بحضورها، فقد تكون فخا جديدا لكم،لقد ضاعت أصواتكم المطالبة بحق زملائكم بسبب الشتائم”.

فلم يقف أحد أمام هتافكم بإطلاق سراح المعتقلين، وانشغل الجميع بوقائع وفيديوهات السباب التي أضرت بقضيتكم العادلة.

فلتعلم جماهير الأهلي المخلصة أن الرجل لم يضرب أحدا على يديه لكي يُسمح له بالتدخل في الشأن الرياضي المصري.

اشترى بأمواله، وربما بأموال غيره، ناديا مغمورا يلعب في الدوري الممتاز، وغير اسمه وجلب له مدربين ولاعبين وحكام ومذيعين وإعلاميين، وعين له مديرين وأعضاء مجلس إدارة معظمهم من أبناء الأهلي، وكان على وشك شراء الأهلي نفسه من خلال تمويل الحملة الانتخابية لرئيسه الحالي لولا الصحوة المتأخرة للخطيب وجماهير الأهلي.

وليعلم جمهور الأهلي أيضا أن اللوم والعتاب في كل ما حدث ويحدث وسيحدث في قادم الأيام لا يقع على عاتق آل الشيخ فقط، وأن قائمة من يستحقون غضبه طويلة جدا، ولا تقتصر فقط على مرتضي منصور رئيس الزمالك بالإكراه، والمذيع التلفزيوني المتصابي مدحت شلبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى