أين البطولات العربية ..!

كتب – فاضل المزروعي

 

منذ عقود .. وحتى منذ نشأتها لم تحظ البطولات العربية باهتمام الدول الأعضاء، ولم تحظ أية بطولة يوما من الأيام بمشاركة مكتملة من الدول العربية مهما كان نوعها أو حجمها .

ولعل أكبر مشاركة عربية سجلها التاريخ هي آخر نسخة لبطولة الألعاب العربية في الدوحة عام 2011 والتي شاركت فيها 21 دولة عربية باستثناء سوريا التي اعتذرت لدواع سياسية، مع العلم أن المسابقة انطلقت عام 1953 في مصر .

وساهمت الجوائز النقدية والحوافز المادية التي قدمتها قطر في استقطاب أشهر الرياضيين العرب أبرزهم آنذاك السباح الأولمبي وبطل العالم التونسي أسامة الملولي نجم الدورة وأبرز الرياضيين المشاركين .

قدمت قطر 5 آلاف دولار للميدالية الذهبية للفردي و3 آلاف للفضية و2000 للبرونزية، وقدمت 7 آلاف دولار للميدالية الذهبية للفرق و3 آلاف للفضية و2000 للبرونزية إلى جانب 5 آلاف لأي رقم يتم تحطيمه و70 ألف دولار لأفضل لاعب بالبطولة .

أغرت هذه الحوافز الدول ورياضييها على المشاركة وسجلت البطولة أعلى نسبة مشاركة على مر تاريخها بمشاركة ما يقارب من 6000 رياضي عربي.

وبالمرور إلى كافة المسابقات الأخرى كرة القدم والطائرة والسلة والقوى واليد والمسابقات الجماعية والفردية الأخرى لم تسجل يوما مشاركة مكتملة إطلاقا ،إما لظروف سياسية أو إدارية (وغالبا خلافات).

خلال العقود الست الماضية لم تفلح القيادات الرياضة في الدول العربية في إنقاذ البطولات وجعلها نقطة بداية ينطلق منها الرياضي العربي إلى الاستحقاقات القارية ثم العالمية والأولمبية .

ولم تسهم البطولات لا من قريب ولا من بعيد في إعداد رياضي ناجح، ومن يقول عكس ذلك فهو واهم!

أود أن أذكركم بكأس العرب وأطلق عليها في بعض الفترات (كأس فلسطين) تضامنا مع القضية الفلسطينية.

انطلقت هذه البطولة عام 1963 في لبنان وأقيم منها تسع نسخ فقط كانت آخرها 2012 في السعودية ويعتبر العراق الأكثر تتويجا بأربع مرات .

كان من المفترض أن تقام هذه البطولة كل أربع سنوات لكنها توقفت وكان العرب في انتظار النسخة العاشرة التي كان مقررا أن تستضيفها السودان 2016.

سبق البطولة اعتذارات وانسحابات بنفس أسباب الانسحاب من الألعاب العربية، كما أن هذه البطولة فقدت بريقها لعدم الجدية في المشاركة، فشاركت الدول بمنتخباتها الأولمبية وأحيانا الشباب، كما لم تلتزم بمواعيد تنظيمها، فتتوقف لسنوات ثم تعود.

فأين هذه البطولة التي تعد منتخباتنا في أمس الحاجة إليها كمحطة إعداد لبطولتي أفريقيا وآسيا وحتى لكأس العالم والألعاب الأولمبية؟.

وعودة إلى دورة الألعاب العربية التي كانت تشكل ملاذا لرياضيينا خصوصا في لعبات مثل اليد والطائرة والسلة والرماية والألعاب الفردية الأخرى كالقوى والجودو والتايكوندو والتنس والطاولة والمبارزة وغيرها.

اختفت هذه الدورة بعد نسخة الدوحة والموعد من المفترض في بيروت 2015 بعد أن تسلم الوفد اللبناني علم الدورة من قطر في الدوحة، لكن للأسف الشديد لم يأت حتى ذكر الدورة في السنوات الأخيرة ولم تطرح أي بدائل أو مقترحات .

ويأتي ذلك بسبب الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة (سياسيا) والتي انعكست على الجانب الرياضي .

الاتحادات العربية الرياضية عاجزة عن لم الشمل العربي في تظاهرات رياضية ربما تمثل متنفسا للاحتقان السائد عند بعض شعوب الدول تجاه بعضها، لأن الرياضة قامت بكثير من أوجه التقارب بين الشعوب وفعلت مالم تفعله السياسية في كسر الجليد .

ولعل آخر الأمثلة البيان المشترك الذي أعلنته الكوريتان أثناء قمة بيونج يانج بعزمهما تقديم ملف مشترك لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2032 .

فالاتحادات العربية الرياضية نفسها عاجزة عن لم شتاتها، وكثيرا ما نرى الاتحاد الواحد ينقسم إلى قسمين وأحيانا ثلاثة، جزء منه في الشرق وآخر في الغرب، ونظل تائهين لا نعلم شرعية الاتحاد ..هل هي لأهل الشرق أم أهل الغرب؟.

من هذا المنطلق لا نقول للرياضة العربية، سوى عليك السلام !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى