الأكاديميات تبحث عن مظلة

 

كتب- فاضل المزروعي

مدارس كروية وأكاديميات.. كلها مسميات لمراكز تنشئة صغار كرة القدم، التي بدأت تنتشر بصورة كبيرة في جميع محافظات السلطنة بمستويات مختلفة.

هذه المدارس والأكاديميات هدفها ربحي، لكن في ذات الوقت، من الظلم أن نصفها بأنها ربحية بحتة، لأنها تقدم خدمة للمجتمع كونها ملاذا للأطفال خصوصا وأنها تستقطب فئات عمرية من سن الثامنة إلى السادسة عشرة، وهي فترة التنشئة والتأسيس المثلى للأطفال في كل الرياضات.

غالبية هذه المدارس تفرض رسوما ميسرة وفي متناول كل الفئات وليست مرهقة حتى وإن كان ولي الأمر يصرفها على أكثر من طفل.

وكما ذكرت اتسعت رقعة هذه المدارس في السلطنة مستفيدة من بعض مرافق الأندية وبعضها من الملاعب الخاصة التي انتشرت هي الأخرى بدرجة عالية، لكن تلك المدارس بكل أسف تفتقر للوائح منظمة تحفظ لها حقها فيما تفرزه من مواهب كروية تصقل معظمها بأساليب علمية ومنهجية سواء على المستوى المهاري أو حتى الذهني.

ولا تزال هذه المدارس تبحث عن لوائح تنظمها لأنها تمثل مؤسسات خاصة حاليا ولا تربطها بالمؤسسة الكروية الأم (اتحاد كرة القدم) أي رابط.

وفي حديث خاص مع أحد الخبراء المهتمين بتنشئة لاعبي كرة القدم والمشرفين على إحدى الأكاديميات في محافظة مسقط، أوضح أنه آن الأوان لوجود لوائح منظمة للأكاديميات، وأوضح أيضا أنه سبق أن التقى بأقرانه في الأكاديميات الأخرى والكل متحمس للفكرة ،كما سبق لهم لقاء المسؤولين بالاتحاد – حسب قوله- لكنهم لم يتوصلوا إلى أي اتفاق أو أية رؤية واضحة حتى الآن.

وتحدث عن أبرز النقاط التي يتمنون أن تشملها اللوائح، والتي منها ضرورة وجود عقود رسمية معتمدة بين الأكاديمية والناشئ، تضمن بموجبها حق الأكاديمية في حال تعاقد اللاعب مع أي ناد أو تم اختياره للمنتخبات الوطنية.

وكذلك إنشاء لجنة أو قسم بالاتحاد يكون مشرفا على قيد هذه الأكاديميات ومراقبة أنشطها، ونحن على استعداد لصياغة مواد وبنود اللائحة المنظمة -والكلام لا يزال على لسانه.

من الإيجابي في الأمر أن هذه الأكاديميات استقطبت أعدادا كبيرة من الأطفال في بيئة آمنة -أراها شخصيا- ومن واقع تجربة أفضل من الأندية ،كما أنها استقطبت أيضا مدربين من لاعبي المنتخبات والأندية السابقين الذين لم يجدوا فرصة التدريب في الأندية.

وذهبت بعض الأكاديميات إلى جلب كفاءات أجنبية متخصصة في العمل مع الفئات العمرية الصغيرة وتعليم المهارات الصحيحة لكرة القدم.

الأكاديميات والمدارس الكروية إذا تم تنظيمها ومراقبة نتائجها، فإنها بلا شك ستمثل رافدا حقيقيا لمنتخبات الفئات العمرية خصوصا إذا عدنا إلى كيفية تأسيسها.

نأمل أن نرى قريبا أكاديميات بحجم الأكاديميات المشهورة في أوروبا والتي توسع نطاقها إلى خارج القارة، كما نأمل أن توجد هذه المدارس توأمة مع مثيلاتها في القارة وخارجها، والأمل الأكبر أن نشاهد مخرجاتها تتألق في الأندية العالمية.

الفكرة ناجحة، ونستغرب لماذا لم تتبنها الأندية، وبالتالي تأخذ جانبا من التنظيم الرسمي، لأن الأندية تنطوي تحت مظلة وزارة الشؤون الرياضية، ولعبة كرة القدم بالتحديد تحت إشراف اتحاد كرة القدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى