كتب- أحمد نبيل
لا يوجد من يفقه في كرة القدم، سينكر قيمة لاعب الفورتنايت الفرنسي جريزمان، فهو لاعب حيوي يعطي الكثير لفريقه، وقد قدم مستويات كبيرة مع أتلتيكو مدريد، الذي يُعتبر فريقا دفاعيا أو على الأقل ليس بالفريق الهجومي في طريقة لعبه، تحت قيادة المدرب الأرجنتيني سيميوني.
كأية صفقة جديدة، هناك العديد من المميزات والسلبيات، والعيوب تكون أكثر عندما نتحدث عن انتقال لاعب لناد بحجم برشلونة، وذلك بسبب الآمال الكبيرة المرتقبة من اللاعب الجديد.
كما يُقال، جمهور برشلونة هو الأفضل والأسوأ في نفس الوقت، في لحظة يمجدونك ويجعلونك النجم الأول، واللحظة التي تليها تكون “عاهة” ويجب التخلص منك في أقرب وقت ممكن.
لا شك أن صفقة جريزمان ستجلب الكثير لبرشلونة، خاصة في الوقت الحالي، حيث يعاني الفريق الكاتالوني من العقم الهجومي الكبير بعد خروج نيمار، تقدم لويس سواريز في السن، ورجوع ميسي كثيراً لوسط الملعب لصناعة اللعب، بما أن الفريق لا يملك صانع لعب حقيقي حالياً.
انطوان هو خليط ما بين المهاجم رقم 9 الصريح، اللاعب رقم 10 والمهاجم رقم 9 الوهمي (false 9)، يستطيع اللعب في أكثر من مركز، حسب مجريات المباراة وطريقة اللعب المتبعة ويستطيع اللعب في أية خطة، وهذه واحدة من مميزاته المهمة جداً التي لا يوجد مثلها الكثير في سوق الانتقالات حالياً.
الشيء الثاني أن اللاعب خطير جداً أمام المرمى، بمعنى أنه مع أتلتيكو مدريد-الذي يعتبر فريقا دفاعيا-سجل 37 هدفاً الموسم الماضي، وانضم لقائمة أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في الدوري الإسباني، فما بالك عندما يلعب مع فريق هجومي كبرشلونة، ويجد الكرات السهلة التي يضعها ميسي للمهاجمين ليجعلهم منفردين أمام المرمى، هي نقطة ثانية رابحة بكل تأكيد لبرشلونة، وستقلل من العقم الهجومي الحالي في الفريق.
أيضاً من مميزات اللاعب، عدم الأنانية واللعب من أجل الفريق، انطوان بكل تأكيد لاعب جماعي ويقدم ما عنده من أجل الفريق، وليس من أجل سِجله الشخصي، وقد رأينا ذلك بالفعل في العديد من المناسبات.
ولكن كما أن للاعب مميزات كثيرة، هناك السلبيات العديدة حتى لو كنت لاعبا مثاليا، فأنت تلعب في برشلونة وليس أي ناد آخر، فكما قلت سابقاً، اليوم أنت نجم في السماء، وغداً يجب التخلص منك، وفيليب كوتينهو أقرب مثال.
من سلبيات اللاعب الأساسية بالنسبة لي، عدم وجود “الجرينتا”، أي الروح والدافع المعنوي، وهو أمر رأيناه من اللاعب في أتلتيكو مدريد، هو يقدم كل ما عنده، ولكن عندما تسوء الأمور قليلاً، تجده أول من فقد الأمل وأصبح خارج المباراة.
الشيء الآخر أنه لا يُعتبر رجل النهائيات أو المباريات الصعبة والقوية، وإذا اعتمدنا على لغة الأرقام والإحصائيات (الصماء)، سنجد أنه لا وجود له في المباريات الكبيرة، سواء على مستوى النادي أو المنتخب.
في الختام أقول إن الصفقة رابحة في كل الأحوال وبكل تأكيد، فاللاعب يملك الكثير ليقدمه، كما أنه مازال في فترة جيدة من مسيرته، ومازال أمامه وقت للتطور وليبلغ ذروة مستواه، خاصة أنه سيلعب مع أفضل الهدافين في العالم وسيجد الكثير من الكرات السهلة ليسجلها.
ولكن السؤال الأهم، والذي بناء عليه سيتم تحديد ما إذا كانت صفقة جريزمان ناجحة أم لا، هل سيستطيع المدرب ارنستو فالفيردي توظيفه ليخرج أفضل ما يملك؟ خاصة مع وجود العديد من النجوم في خط الهجوم (ميسي، سواريز، ديمبيلي، كوتينهو، مالكوم)، أم سنرى نسخة جديدة من كوتينهو وما حدث معه في برشلونة، اللاعب الذي كان متألقاً مع فريقه السابق ليفربول، والذي لعب بصورة جيدة أيضاً مع منتخب البرازيل في كوبا أمريكا، ولكنه لم يجد نفسه في برشلونة.
إذاً نجاح صفقة جريزمان من فشلها لا يعتمد على اللاعب وحده، بل سيحدده المدرب ارنستو فالفيردي.
