أسطورة الكرة البرازيلية البرتو بيريرا يكمل عامه الـ 75 

 

 (د ب أ)- توووفه

هو يصف نفسه دائما بأنه شخص هادئ محب للرسم ومدرب كرة قدم بالصدفة، هذا هو كارلوس البرتو بيريرا، الذي قاد البرازيل بأسلوبه الرصين والممتع في 1994 إلى التتويج بلقبها الرابع في بطولة كأس العالم بعد 24 عاما من الغياب.

وكان بيريرا في تلك الأثناء مدربا معروفا في الكرة البرازيلية، بعد أن كان في العام 1970 برفقة المنتخب الأسطوري للبرازيل الذي ضم بيليه وريفيلينو وتوستاو وفاز بلقب مونديال المكسيك.

وكان بيريرا آنذاك ضمن فريق الإعداد البدني للمنتخب البرازيلي ولم يكن يحلم بأن يصل يوما إلى منصب المدير الفني للبرازيل.

وقال بيريرا، الذي يتم غدا الثلاثاء عامه الـ 75، في مقابلة صحفية العام الماضي: “لقد تحولت إلى مدرب كرة قدم بالصدفة، حلمي كان دائما أن أكون معدا بدنيا”.

وبعد نصف قرن تقريبا من مشاركته في أول مونديال وبعد مرور 24 عاما على أكبر إنجازاته الرياضية (الفوز بمونديال 1994)، يعيش بيريرا هذه الأيام معزولا عن عالم كرة القدم.

وحقق بيريرا في أخر تجاربه بالمونديال فشلا ذريعا عندما عمل مع المدرب لويز فليبي سكولاري، الذي قاد البرازيل للفوز بمونديال 2002، في منصب المنسق الفني خلال مونديال 2014.

وذاق بيريرا من على المقعد المجاور لسكولاري مرارة الهزيمة الثقيلة التي مني بها المنتخب البرازيلي أمام نظيره الألماني في المونديال الأخير (7 / 1).

وقال بيريرا عن تلك الهزيمة التي تجرعها منتخب بلاده على ملعب “مينيرو” بمدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية: “لقد كانت صدمة، وكان هناك فقدان تام للسيطرة داخل الفريق لا أجد ما أفسر به هذا”.

وبعد تلك الليلة، شهد ملعب “منيرو” لحظة وداع المدربين اللذين منحا البرازيل لقبيها الرابع والخامس في المونديال.

ولكن نجم بيريرا أنطفأ في الحقيقة قبل ذلك التاريخ بثمانية أعوام، عندما سقطت البرازيل في دور الثمانية لمونديال ألمانيا 2006 أمام فرنسا بهدف نظيف في الوقت الذي كانت تعج فيه بالنجوم مثل رونالدو ورونالدينيو وكاكا.

فلم يصمد هذا الفريق الكبير أمام سحر اللاعب الفرنسي السابق زين الدين زيدان، الذي كان يعيش في تلك الفترة خريف مسيرته الكروية، فقد بدت الطريقة التي انتهجها بيريرا لتحقيق النجاح في مونديال 1994 عتيقة الطراز في مونديال ألمانيا.

ورغم أنه لم يحظ في أي مرة بشهرة المدرب الكبير، نجح بيريرا في تحقيق ما عجز عنه مدربين كبار أخرين تولوا تدريب منتخب “السامبا” مثل تيلي سانتانا، رائد الكرة الإبداعية، في 1982 و1986، وسيباستياو لازاروني، مدرب البرازيل في مونديال 1990 والمعروف بأسلوبه الدفاعي.

ولكن بيريرا اختلف عن سابقيه بالرهان على حسن الطالع واضعا كامل ثقته بنجوم الفريق، مما جعله يفتح الطريق مرة أخرى لعودة روماريو لصفوف المنتخب رغم الخلافات التي نشبت بينهما في وقت سابق على مونديال 1994.

ورغم اشتهاره بالعناد وافتعال المشكلات مع مدربيه، كان روماريو أحد أيقونات الصحافة البرازيلية خلال تلك الفترة.

وتحدث بيريرا عن عودة روماريو قائلا: “كان الفريق مستعدا لظهوره من جديد”.

وضم المدرب البرازيلي السابق روماريو في الجولات الأخيرة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 1994.

ورد بيريرا على الشائعات التي صاحبت عودة روماريو لمنتخب البرازيل قائلا: “لم يحدث ذلك بضغط من أحد، إذا كانوا قد قصوا رواية أخرى، فهذه هي الصحيحة”.

وشكل المهاجم البرازيلي السابق ثنائيا هجوميا رائعا مع مواطنه بيبيتو وأصبح النجم الأبرز لمونديال 1994.

وولد بيريرا في عام 1943 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وبدأ مشواره في ميدان العمل منذ الصغر بالإضافة إلى ذهابه إلى المدرسة.

واختار بيريرا فيما بعد دراسة التربية الرياضية، والتي كانت بمثابة شغف سيطر عليه منذ الصغر وقاده إلى العمل في مجال كرة القدم.

وخلال مسيرته الطويلة، تولى بيريرا المهمة الفنية لستة منتخبات، حيث قاد الكويت في مونديال 1982 والإمارات العربية المتحدة في مونديال 1990 والمملكة العربية السعودية في مونديال 1998 وجنوب أفريقيا في 2010، كما عمل مع المنتخب البرازيلي خلال حقبتين زمنيتين في الفترة ما بين عامي 1992 و1994 والفترة من 2003 وحتى 2006.

وعلى مستوى الأندية، قاد بيريرا كل من فلومينسي وكورنثيانز وساوباولو (البرازيل) وبلنسية الإسباني وفناربخشه التركي وميتروستار الأمريكي.

وكان بيريرا يحلم بالتقاعد قبل أن يقنعه سكولاري بالانضمام لجهازه الفني في مونديال البرازيل 2014، ليضطر إلى تقسيم وقته بين الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وشركته التجارية التي تعمل في مجال السيارات والآلات.

وفي تلك الأيام، اعترف المدرب البرازيلي السابق أنه بعد التقاعد سيخصص وقتا أكبر لهواية أخرى زاحمت عشقه لكرة القدم، حيث قال آنذاك: “أحب الرسم والتصوير الفوتوغرافي”.

ويعمل بيريرا منذ عدة أعوام كرسام هاو، وقال في 2017: “لا أعتبر نفسي فنانا، الرسم مجرد هواية”.

وأضاف خلال حديثه مع مجلة “ايبوكا” البرازيلية على هامش افتتاح معرض لأعماله الفنية في ريو دي جانيرو العام الماضي: “أنا شخص هادئ ومتزن ورسوماتي هكذا أيضا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى