الأحمر والعنابي..غابت الواقعية فرجحت الكفة القطرية

تحليل- عمر الصالحي

من الوهلة الأولى وقبل أن يطلق الصيني فو مينغ صافرته، لاتبدو مباراة منتخبنا الوطني العماني مع شقيقة القطري ضمن التصفيات المزدوجة متكافئة على كافة الأصعدة، بسبب الفوارق الفنية، ما فرض علينا النظر للقاء بواقعية، الأمر الذي رفضه كومان بإصراره على قناعات أجهضت أحلام الكثيرين، وبدأت كحلم وردي عابر لانتعدى مدته ثواني.

بخلاف الإسباني سانشيز مدرب قطر الذي تحصل على ما أراده كيفما شاء، رغم أن الحماس العماني كاد أن يخطف المباراة في مرات كثيرة، كما هو الحال لمنتخبه الذي قدم نسخة فنيه هي الاقل تكتيكيا أمام المنتخبات التي تقاربه أو تحاول ذلك.

بدأ كومان اللقاء بالرسم 4/4/2 بذات الطريقة التي انتهجها أمام أفغانستان الذي كان لا حول له ولا قوة، والمنهار فنياً، أراد استنساخ ذاك التفوق أمام بطل آسيا وأحد المنتخبات الأكثر تطوراً في القارة الصفراء!!.

اعتمد على رباعي دفاعي البوسعيدي في اليسار والمسلمي والحيدي في العمق، والغيلاني في اليمين، الجهة التي سببت الكثير من الأرق، أمامه الغافري، وكانو وحارب في المكان المعتاد، والمنذر يساراً، والغساني والمقبالي في خط الهجوم.

فيما انتهج سانشيز خليطا بين الرسمين 4/1/4/1 و4/3/3، في مرات كثيرة، بتحول جناحاه أكرم عفيف ويوسف عبدالرزاق للأمام قليلاً لتشكيل ثلاثي هجومي مع المعز، بالإضافة لملازمة الثنائي الهيدوس وعبدالعزيز حاتم تبادل الدخول كمحطة هجومية ثانية بجانب المعز، بشكل مستمر كان لقطر الاستحواذ المطلق على الكرة خصوصاً عند تواجد الثنائي عفيف وعبدالرزاق على طرفي الملعب والفرص المصنوعة من الجهتين في حالات متكررة.

نجح منتخب قطر في فرض الضغط العالي منذ البداية وتسجيل هدف مبكر، ومحاولة منع منتخبنا من بناء اللعب من الخلف، نتج عن ذلك 36 تمريرة خاطئه لمنتخبنا في الشوط الأول جلها في ثلثي الوسط والدفاع.

فيما كان الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو انتهاج الكرات الطولية التي وصلت ل12 كرة لم تشكل أي خطر على القطريين سوى في مرات نادرة بفضل مهارات فردية للاعبي منتخبنا في بعض الكرات الهوائية أو الحصول على الكرة الثانية.

خسر منتخبنا معركة الوسط رغم التفوق الرقمي في الشوط الأول في قطع الكرات ب11 مرة مقابل 4 مرات لم تستغل لذلك السبب.

التمريرات الخاطئة وبطء الإيقاع الهجومي لم تسعف منتخبنا أمام فريق يستحوذ على الكرة بشاكلة 3/6/1، الراوي وسلمان وأمامهما بوعلام والبقية في مشهد هجومي تكفل فيه ثنائي المحور العماني بصراع خاسر أمام رباعي قطري في أحيان كثيرة، بابتعاد العلوي والغافري والغساني والمقبالي الذين لم يكن لهم شكل دفاعي محدد في تغطية المساحات والضغط على حامل الكرة في مناطق التفوق.

طغى تفوق الأسلوب القطري بفضل أجنحته أيضاً بتمركزهم للخارج لتوسيع عرض الملعب الهجومي وتواجدهم بين الخطوط، الأمر الذي أربك الظهيرين ولاعبي الوسط، نجح عفيف ب4 مراوغات في الجهة اليمنى لمنتخبنا وخلق فرصتين للتسجيل في الشوط الأول وتسجيل هدف وصناعة ضربة جزاء كادت أن تنهي نتيجة اللقاء مبكراً، بخلاف مافعله في الشوط الثاني والتحول العكسي إلى الجهة الأخرى لصناعة فرص كحال الهدف الثاني للمعز.

كانت قناعات كومان حاضرة حتى مع تسجيل هدف التعديل من مجهود فردي وخرافي عبر العلوي في الدقيقة 65 والذي لم يحرك لها ساكنا رغم أنها بدت كنتيجة ذهبية لتقتنص نقطة أمام منتخب عتيد، وبقي على ذات النهج بكرات طولية بلغت 20 كرة مع النهاية وبدون تبديلات حتى الدقيقة 78 وبحل هجومي متوفر يتمثل بجوهر الذي أشرك في الدقائق الأخيرة، والتي أعطت مؤشرا للإدارة الفنية للقاء وبنجاح تمريرات لم يتعدى 73‎%، أمام منتخب وصلت تمريراته إلى 393 تمريرة وبنجاح تخطى 85%‎ أخيراً، ليعود المعز لتسجيل هدف في محاولته الرابعة من زاوية مغلقة.

أكد سيناريو المباراة للمشاهد على فرصة ذهبية هربت من أيدي منتخبنا بمحاولاته ال9 والتي أخطأت المرمى سوى في مرتين منها هدف العلوي والأخرى من قبل المقبالي التي نجح حارس قطر في التصدي لها.

لتذهب النتيجة لخسارة الأحمر في لقاء غلب على طابعه قناعات كومان الذي أراد مباراة بكيفية مختلفة تماما عما فعله وأراده الإسباني سانشيز الذي أكدت تدخلاته الفنية الجيدة والتحول الأخير إلى الرسم الخماسي الدفاعي بعد اغتنام النتيجة بتبديلات على مستوى الأسماء والمراكز إلى حسن التصرف وردة فعله المنطقية بعيداً عن الفوارق الفنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى