إنتر ميلان دورتموند.. مواجهة الأبطال بنكهة قمم الكالتشيو

تحليل- محمد عصام

إنتر ميلان يحقق أول ثلاث نقاط في المجموعة السادسة، ليصبح رصيده أربع نقاط متساوياً مع بروسيا دورتموند، ويعيد خيوط مصيره بين يديه، في مباراة كان طرفها الفائز إيطالياً، وحملت بالفعل طابع قمم الكالتشيو.

قرر لوسيان فافري تعديل منظومته التكتيكية، فبعد تحامل نجم الفريق ماركو رويس على نفسه ضد ميونشنجلادباخ وهو مريض، بل وتسجيله هدف اللقاء الوحيد، قرر فافري إراحته؛ ومع غياب باكو ألكاسير للإصابة، وعدم جاهزية ماريو جوتزه بالكامل، دخل بتشكيلة 3-4-3 بالثلاثي الشاب ثورجان هازارد، جوليان براندت، وجيدن سانشو في قيادة خط هجوم الفريق.

أما أنتونيو كونتي فاستمر بطريقة 3-5-2، مع تعويض غياب سينسي بمشاركة جاليارديني في وسط الفريق.

النظرية السائدة مؤخراً أن أي فريق يلعب بثلاثي خط خلفي يعانِ بشدة ضد من يقوم باستنساخ طريقته؛ ولمّا كانت خطة كونتي معتمدة على ثلاثي دفاعي كجزء حيوي من استراتيجيته، جاءت تشكيلة لوسيان فافري في محاولة لصنع المصل المضاد أو صورة المرآة لها.

لذلك اعتمد تكتيك دورتموند على منع إنتر ميلان من التسجيل أولاً، كما اعترف فافري بعد المباراة، خصوصاً مع التزام الثنائي سانشو وهازارد بالعودة دفاعياً، والتحول إلى ما يقرب من 5-4-1، لخلق موقف دفاعي 2 ضد 1 على الأطراف في مواجهة مفاحي لعب كونتي كوادو أسامواه، وأنتونيو كاندريفا.

ما زاد الأمور تعقيداً كان افتقاد النيراتزوري لستيفانو سينسي، لاعب الوسط صاحب الإضافة الهجومية، والقادر على التقدم العمودي من الوسط؛ لذلك جاءت مسئولية التهديف كاملة على ثنائي هجوم الإنتر.

تحدث كونتي بعد اللقاء أنه لم يتوقع هذا الأسلوب الدفاعي من أسود الفيستفاليا، وأن شكل المواجهة كان مخالفاً لتحضيراته؛ لكن لحسن حظ فريقه فإنه يمتلك ستيفان دي فراي المدافع الهولندي، والذي يلعب بعقلية بناء اللعب والتقدم من الخلف مثل سلفه ومدربه في المنتخب الوطني رونالد كومان؛ لذلك قدّم أقصر طريقة لاختصار كل وسائل البناء المعقدة في تمريرة طولية بسيطة نحو المهاجم الأرجنتيني لوتارو مارتينيز، ليضع هدفه السادس هذا الموسم والأول لفريقه في شباك رومان بوركي.

الفارق الجوهري الذي أغفله فافري هو عدم امتلاك فريقه لاعب هجوم حقيقي، يقوم بتمديد الملعب طولياً، والتحرك خلف دفاع الخصوم، ويوفّر حدة كافية لهجمات الفريق؛ لذلك جاءت أول فرصة وتسديدة لفريقه في نهاية الشوط الأول عبر جيدن سانشو تصدى لها هاندانوفيتش، بعد فترات استحواذ سلبية بوضوح، وجفاف في التحرك بدون كرة من جانب الجراد الأصفر.

في الشوط الثانِ، سار اللقاء على نفس طريقة مباريات القمة في الكالتشيو، أحد الفريقين متقدم في النتيجة ويحافظ عليها، والآخر يحاول التعويض فيتركّز اللعب في مناطق التحضير، وتندر الفرص إلا في مرتدات الفريق الفائز.

مرّ لوكاكو بالأمس بمتلازمته المعتادة، أي إما التألق والبزوغ أو يخفت فلا تلاحظ وجوده؛ لذلك وبعد أن اكتفى بلمس الكرة ثمان مرات طيلة ستين دقيقة، خرج وترك مكانه للمهاجم المراهق سيبستيانو إيسبوسيتو ليشارك لاوتارو مارتينيز خط الهجوم.

بدأ دورتموند يستعيد زمام الأمور، أو سلّمها له الإنتر في الأغلب، وتمسك فافري بتركيبته أطول من اللازم حين جاء أول تغيير بخروج توماس ديلايني ومشاركة محمود داوود، بدلاً من الاستغناء عن أحد الثلاثي الدفاعي والعودة إلى نظام 4-2-3-1 الأكثر ألفة للفريق.

في النهاية فعل ذلك مع تبقي ربع ساعة على نهاية اللقاء، ووضع الدنماركي برون لارسن مهاجماً بدلاً من مانويل أكانجي، ولأول مرة ظهر دورتموند قادراً على خلق مثلثات العادة على الأطراف، مع امتلاك عمق نسبي في الهجوم.

لكن كما تنص العادة في قمم الكالتشيو أن بعد العديد من المحاولات من الفريق المتأخر تأتي المرتدة القاتلة؛ فقد جاءت تلك المرتدة مرتين، الأولى أنتجت ضربة جزاء أضاعها لاوتارو مارتينيز، والثانية لم يتردد أنتونيو كاندريفا في هز الشباك في الدقيقة التسعين ليضمن الثلاث نقاط لفريقه.

في المجمل العام استحق الإنتر الثلاث نقاط عن المواجهة، وعلى لوسيان فافر مراجعة أوراقه، خصوصاً مع وقوعه في وضعية غير مريحة بتقارير تربط دورتموند بجوزيه مورينيو، لذلك فإن الخروج من دوري الأبطال باكراً سيكون ضربة قوية بلا شك لحظوظه في الاستمرار على عجلة قيادة الفريق في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى