بيلاتشي .. ” الثعلب العجوز”  الذي مكرت به جاهزية الأندية والثقة الزائدة!

 توووفه- خاص 
بدا مدرب نادي السويق بيلاتشي مزهوا بنفسه أكثر من اللازم، مع انطلاق الموسم الكروي الجديد 2017 / 2018 حين كان يردد بثقة أنه جاء إلى السويق كي يضيف إلى خزائنه إنجازات جديدة، مستعينا برصيد وافر من الألقاب ورصيد مهني حافل، لكن العجوز الذي أطلقت عليه الكثير من الألقاب خلال مسيرته التدريبية الحافلة بينها  “صائد الجوائز” و”الثعلب” تعرض لهزات عنيفة مع انطلاق بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي جعلته في واقع مكشوف أمام جماهير نادي السويق وإدارته المنزعجة من الظهور السيء في البطولة الآسيوية.
وقد ساعدت خطوات بيلاتشي الجامحة مع ضربة البداية تشكيلة مثالية وعدد وافر من اللاعبين الجيدين، حيث أظهرت الجرأة السويقاوية في سوق التعاقدات إمكانية استثمار أكثر من لاعب يمكن لهم تشكيل الفارق في منافسات الدوري المحلي مع وجود العديد من الأسماء التي تلعب  في صفوف المنتخب الوطني، هذا التنوع في الأسماء ربما شكل  دفعة استثنائية  في منافسات الدوري المحلي لفريق “شعاع الشمس ” فتشبث السويق منذ البداية بصدارة دوري عمانتل تحت إيقاع الحضور الجيد للاعبين مع إمكانيات أفضل تحصل عليها الجهاز الفني للنادي بقيادة الثعلب العجوز.
بداية الاهتزاز..!
ومع التحاق العديد من لاعبي السويق المتواجدين مع المنتخب في المعسكر الداخلي قبل انطلاق بطولة خليجي 23 بالكويت أظهر المدرب بيلاتشي الروماني الذي جاء مسقط ليترك شيئا من انطباع ماضيه  العريق، الكثير من التذمر معتبرا أن غياب اللاعبين خلال فترة خليجي 23 سوف يسهم في تقويض خططه التدريبية الهادفة إلى وصول أقصى أقاصي المجد، مذكرا بكأس الاتحاد الآسيوي ومايحتاجه من استعداد استثنائي مبكر،  قال المدرب عقب عودة اللاعبين من إنجاز خليجي 23 بالكويت أنه عانى الأمرين بسبب أنه لم يكن يتمرن سوى مع 8 لاعبين فقط، ما يعني أن مسألة تحقيق الجاهزية بالصورة المطلوبة بات في مرمى الشك، في البدء اعتبر البعض هذا التصريح مجرد استياء من مدرب اعتاد على ظروف مثالية في أجندة الأندية واستحقاقاتها الخارجية، بينما خشي آخرون من أن يمثل هذا التصريح أول المؤشرات على أن الثعلب تخلى عن دهائه المعتاد، وقرر أن يبحث عن المبررات وأن يسوق للسويق اعذارا ًواهية بدلا من الاستعداد لجني الثمار، وبين الترقب والحذر بدأت موجة الاستعداد للبطولة الآسيوية ومعها  آن للعجوز أن يرمي بأوراقه كاملة أمام الأجهزة الفنية الندية للفرق المشاركة في البطولة، ومن حسن الحظ أن المنازلات في المجموعة الآسيوية كات عربية ـ عربية بامتياز ، قبل أن تبدأ موجة الخسائر التي أثارت الشبهات حول الثعلب، مثيرة العديد من التساؤلات عن اختفاء قصص الدهاء من موقعة إلى أخرى ومن لقاء كروي إلى آخر .
ضربتان في الرأس..!
كان على الثعلب العجوز أن يجد تفسيرا لهذا الظهور الباهت للسويق في مواجهة المالكية البحريني الذي انتهى بخسارة هي أقرب إلى الفضيحة منها إلى النتيجة الطبيعية انتهى اللقاء برباعية في الشباك السويقاوية مقابل هدف يتيم، مع عرض متواضع لايرضي تطلعات السويق والجمهور العماني على وجه العموم الذي يقف في أحايين كثيرة صفا واحدا خلف النادي الذي يمثل السلطنة في المحافل الآسيوية، ولم يجد الثعلب حبل نجاة سوى رصيد وافر من الكلمات التي يجيدها ، مبررا  الخسارة بعدم الجاهزية المثالية، وغياب اللاعبين لوقت طويل مع المنتخب، وغيرها من المبررات التي بدت غير مقنعة لمحبي الأصفر، ثم جاءت مباراة التعويض لتزيد الطين بلة أمام حامل اللقب القوة الجوية العراقي، الذي لا يعرف سوى لغة التحليق والخروج بالنتيجة الكاملة في مثل هذه المواجهات، ولم تكن مراوغات بيلاتشي شافية في الخروج بنتيجة اللقاء، وعلى الرغم من الأداء النسبي للسويق في هذه المواجهة إلا أن النتيجة النهائية أثارت غبار القلق في وجه المدرب الذي اعتاد أن يدلل نفسه بلقب صائد الجوائز ، لقد بدا بيلاتشي مترنحا بعد هذه الخسارة،  ليعبر عن رغبته واستعداده التام لترك موقعه التدريبي بعد ضربة القوة الجوية الحاسمة، حيث لم تعد المبررات تجدي نفعا ولا الكلمات تستطيع مداواة الجراح، كان كل شيء يشي بأن الثعلب لم يعد له مكان، لكن قراءة هادئة لموازين الأحداث على صعيد الدوري ربما دفع إدارة نادي السويق أن تؤجل الحسم في مسالة بقاء الثعلب بعيدا عن خطوة الدفع به خارج أسوار “السويق”.
دهاء زائف..!
 مثلت مواجهة الجزيرة الأردني التي جرت يوم أمس الفرصة الأخيرة للثعلب لفعل شيء بالاستناد إلى إدارة طموحة ولاعبين جيدين، على الأقل يعدون هم الأفضل في الساحة المحلية، ويتطلعون إلى تقديم مستوى مغاير عن كل المستويات السابقة، خصوصا وأنها ثالث مواجهة تقام وسط جمهور السويق وداخل أراضيه، جاءت مواجهة الجزيرة الأردني وسط أجواء مشتعلة، حاول معها العجوز بيلاتشي أن يرمي بكل كروت اللعبة التي بحوزة “الحاوي” ،  وبعد تقدم السويق بهدفين انقلبت الطاولة 3/ 2، ومع هذه الخسارة الثالثة صار حريا بإدارة السويق أن تعلن حالة الطوارئ، وأن تطلق جرس الإنذار فالخسارة الثالثة في البطولة الآسيوية قرعت أكثر من ناقوس على صعيد  مشاركة السويق الخارجية، صحيح أن النادي غير مبرأ من هذا الواقع أيضا بشكل أو بآخر ، غير أن بيلاتشي “الثعلب” يبدو في البرواز كأكبر الشخصيات التي تتحمل عبء عدم معالجة الخلل بتلقيه الخسارة تلو الأخرى، ومع هذه الخسارة الثالثة يمكن القول أن صائد الجوائز لم يعد يمتلك أدوات الصيد، كما أنه بدا كثعلب منزوع الفرو وخال تماما من أبجديات الدهاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى