عمان-الهند.. حقيقة الأرقام في حضرة الانتصار

توووفه- عمر الصالحي

مع البداية الملحمية وأمام 24 ألف متفرج زينوا مدرجات مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، بدأت الأفكار متشابهة بين الهولندي كومان مدرب عمان والكرواتي ستيماتش مدرب الهند من حيث الإيقاع الفني للوصول لمرمى الآخر.

حيث الاعتماد على الكرات الطولية، بدأ معه صراع كان عنوانه الالتحامات الهوائية والبدنية والتي ألقت بظلالها على سير المباراة وعلى بعض اللاعبين الذي أنهوا اللقاء منهكين بدنيا، فيما لم يستطع بعضهم الاستمرار ووجد نفسه ينقل خارج المستطيل الأخضر كحال غالبية التبديلات التي ذهبت بشكل اضطراري للهند وتبديلي عمان.

تخلى الضيف الهندي مبكراً عن معركة الوسط لمصلحة المستضيف بانتهاجه الرسم الأولي 4-3-3 بمثلث وسط مقلوب والاعتماد على أقصر الطرق في ايصال الكرة عبر محوره الثابت إلى خط المقدمة بمساندة مستمرة من المحورين الآخرين اللذين أجبرا لاعبي وسط منتخبنا في التراجع قليلا في كثير من أحيان الشوط الأول.

فيما الأسلوب العماني الذي عاد لرسمه المعتاد سابقاً 4-2-3-1 والذي واجه به الهنود لم يختلف، حيث الكرات الطولية والالتحامات التي ازدادت تدريجيا مع محاولات لبناء اللعب بعدد تمريرات أكبر وتنويع اللعب بشكل بسيط، ولكن السمة بقيت حتى الأخير بإرسال 16 كرة طولية وبنسبة نجاح لم تتجاوز 57 ‎%‎ لم تكن كفكرة سديدة صعبت من مهمة الأحمر الذي تخلى مسبقا عن فكرة الاستمرار بالاعتماد على العرضيات التي انتهجها في مبارياته الأخيرة.

الأحمر العماني والهند

اعتمد المنتخب الوطني على العرضيات في 5 مرات وهو رقم لا يتجاوز 25 ‎%‎ من متوسط عرضيات منتخبنا في المباريات السابقة ذهبت معظمها إلى طريق مسدود من قبل لاعبي الهند سوى في مرتين، شكلت خطوة للخلف في صناعة الفرص للمهاجمين والقادمين من الخلف الذين سنحت أمامهم 12 فرصة إجمالا بين الخطيرة والبسيطة بما فيها هدف اللقاء وضربة الجزاء الضائعة.

ومع التبديلات الاضطرارية الهندية في الشوط الأول التي جعلت مدربه الكرواتي يغير الرسم إلى 4-4-2 لم تتغير ملامح الشكل الفني الهندي الذي واصل النهج حتى بلغ 21 كرة طولية، أخيرا وبتسديدتين لم يستفد منهما الفريق الأزرق وأخطأتا مرمى حارس عرين عمان علي الحبسي.

تجسد المشهد الآخر في الشوط الثاني بعدما خسر الأحمر الاستحواذ على الكرة للضيف لينقلب اللقاء رأسا على عقب، وجد فيه الأحمر بدون أي حلول لتدارك الموقف مجبرا على التراجع وليفقد أفضلية الاستحواذ للهنود بنسبة 51 ‎،%‎ ورغم الفارق البسيط ولكنه يخفي بعض الجوانب في عودة الهنود بعد شوط أول كان للأحمر كلمته في الاستحواذ المطلق.

عول الأحمر أيضا على صناعة الفرص من عمق الملعب من قبل جوهر الذي كان له كلمة الحسم في تمريرة الهدف الوحيد وصناعته ل4 فرص أخرى، فيما التسديدات ال11 للأحمر بلغت نسبة نجاح وصولها للخشبات الهندية الثلاث 64 ‎%‎ كمعدل نجاح رقمي أقل من اللقاءات السابقة للأحمر باستثناء لقاء قطر.

 

أخيرا في لقاء الانتصار الهام خسر الأحمر بعض نقاط تفوقه في لقاءاته السابقة أمام منتخب هندي ظهر هو الآخر بدون حيلة، أكد مدربه الكرواتي خلال المؤتمر عن احتياج المنتخبين لفرص لعب مباريات أكبر لتعزيز الجانب البدني والفني والذي يبدو أنه لم يتناسب مع اللقاء، والذي أشار إليه كومان بحديث آخر حول ارتباط المسابقات المحلية وضعفها في تجهيز اللاعبين والتي لا تجعل اللاعبين يصلون لأفضل حالاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى