عمان- البحرين في لقاء التكافؤ.. كومان والحلول الغائبة

تحليل- عمر الصالحي

عَبّر لقاء المنتخب العماني أمام البحرين عن حالة من فقدان الحلول لدى مدرب الأحمر الهولندي آروين كومان، في لقاء بدا للجميع في المتناول أمام خصم لم يمتلك جرأة البدايات، وأكده عبر اللعب برسم فني “بنهج دفاعي”.

وهو الشكل المقارب لمنتخبنا الوطني في توزيع اللاعبين في الملعب، جاء رسمه بصبغة هجومية معاكسة لم تأت بنتائجها، في الوقت الذي لم يحرك كومان ساكنا أمام سيل الفرص الضائعة وظل بنفس النهج..

حتى يبدو أنه استسلم لواقع اللقاء الذي مال لمصلحة البحرين في الأوقات الأخيرة ودفع بخيار أخير، بلاعب وسط دفاعي في الدقائق الأخيرة لتأمين النتيجة التي بدت كئيبة للكثيرين، مثل فيها التبديل فقدان الحلول والطموحات.

ورغم الحذر الذي طال الدقائق الأولى، لم يكن في حسبان أي من الجماهير أن ينتهي اللقاء الذي ازدادت فرصه، والتي وصل مجموعها 26 فرصة تقاسمها الفريقان مناصفة، أن ينتهي اللقاء بالتعادل السلبي، ويكون رتيبا، كان بالإمكان أن يخرج بوافر من الأهداف، لاتعكس القيمة الفنية والمستوى الذي يحمل الكثير من الرتابة.

جاء اللقاء بمحافظة آروين كومان على نهجه بالرسم 4-2-3-1، وبذات الصفات الهجومية عبر نقل اللعب إلى الجهة اليسرى بتواجد الظهير الأيسر علي البوسعيدي وأمامه المنذر العلوي.

فيما بدأت البحرين بالرسم 4-5-1 بالاعتماد على التمريرات القصيرة تارة والكرات الطولية تارة أخرى مع استغلال مهارة لاعبيه في الاستلام بين خطوط منتخبنا الوطني، وتأمين دفاعي عبر تثبيت الظهير الأيمن سيد رضا عيسى والذي يبدو بأوامر من البرتغالي هيليو سيزار الذي حضر للقاء جيدا لكبح قوة تلك الجهة وفضل تأمينها أمام العماني الأبرز المنذر العلوي.

ومع مرور ال35 دقيقة الأولى كشف مدربا الفريقين كل أوراقهما، ونهجيهما عبر ما سلف ذكره ب7 محاولات عرضية عمانية من الجهة اليسرى وفرصتين محققتين للتسجيل من المنذر العلوي..

فيما الخيار الثاني لصناعة الفرص لمنتخبنا كان عبر محسن جوهر الذي استمر به منتخبنا على نفس خاصية الصناعة بكرات ساقطة خلف مدافعي البحرين الذين كان لهم النجاح بالسرعة والاستخلاص السريع والآمن أمام مهاجم وحيد فقد المساندة الفعلية من زملائه.

فيما الجبهة الأخرى للأحمر العماني والتي كانت أقل نشاطا في المساهمة الهجومية، لم تزد عن 3 مرات، عانت من الاختراق والتوغل البحريني في 5 مناسبات، ورغم الفشل في التسجيل لكن ازدادت معها الجرأه الهجومية البحرينية، انتهى أخيرا الشوط بتفوق استحواذ بحريني بلغ 55 ‎%‎.

وبمرور دقائق الشوط الثاني بسيناريو مشابه للأول لم يختلف كثيرا مع وافر من الفرص والمحاولات من الجانبين، ورغم اعتماد كومان على الثلاثي المتمركز خلف المهاجم احتفظ كومان بورقته المتمثلة بمحمد الغافري حتى منتصف الشوط الثاني والذي لم يساهم إطلاقا في أية محاولة هجومية سواء على مستوى صناعة الفرص أو التسديد.

ليأتي التبديل أخيرا بإشراك اللاعب غير المثالي في ذلك المركز، وهو ما أثبتته اللقاءات السابقة، أرشد العلوي لم ينتج معها أية جزئيات هجومية إضافية تساعد الفريق.

انتهى اللقاء أخيرا بمناصرة كومان لأفكاره باعتماده على جزئيات معروفة عبر العرضيات وصناعة الفرص التي تتشكل فقط عبر محسن جوهر الذي لم تنجح تمريراته ال3 التي اقتربت من أن تكون حاسمة من تسهيل مهمة المهاجم الوحيد الذي أبقى عليه كومان منفردا حتى النهاية..

في الوقت الذي زج بلاعب محور دفاعي في الدقائق الأخيرة بديلا للاعب الأخطر في المباراة المنذر العلوي الذي حاول في 5 مرات من أصل 13 محاولة للأحمر افتقدت للكثير ومنها التوفيق لدخول الشباك البحرينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى