تحليل- محمد يوسف
بعد المشاركة بالفعل في اللحظات الأخيرة في خليجي 24، يجد الأخضر السعودي نفسه في نهائي البطولة، بعد الفوز على المستضيف وبطل آسيا العنابي القطري.
بدأ الفرنسي هرفي رينارد برسم خططي أقرب إلى 4-2-3-1، برباعي الدفاع سلطان عبد الله الغنام، ومحمد عبده خبراني، حسان محمد تمبكتي، وياسر الشهراني، أمامهم ثنائي الارتكاز عبد الإله سعد المالكي، وعبد الله عطيف، وثلاثي وسط من محمد إبراهيم كنو، ونواف العابد، وفراس البريكان، وفي الأمام المهاجم عبد الله الحمدان.
بينما اعتمد الإسباني فليكس سانشيز على رسم خططي أقرب إلى 4-4-2، بدفاع مكون من بيدرو ميجيل، وبوعلام خوخي، وطارق سلمان، عبد الكريم حسن الحاج، ورباعي الوسط حسن خالد الهيدوس، وكريم بوضياف، وعبد العزيز حاتم، وأكرم حسن عفيف، مع ثنائي الهجوم المعز علي، وسالم الهاجري.
كان الحذر، ومحاولة السيطرة على مناطق وسط الملعب، واللعب على أخطاء المنافس هي السمات المميزة لمعظم أوقات الشوط الأول.
لعب فليكس سانشيز على فتح أطراف الملعب منذ البداية، وجاءت المحاولة الخطيرة الأولى للعنابي في الدقيقة السادسة، من خلال انطلاقة الظهير الأيمين بيدرو ميجيل، وإرساله كرة عرضية أضاعها المهاجم المعز علي بعد هروبه من الدفاع السعودي داخل المنطقة.
بينما اعتمد الأخضر السعودي على انطلاقات المهاجم الشاب فراس البريكان، وجاءت الهجمة الخطيرة الأولى في الدقيقة السادسة عشر، من خلال تسديدة على المرمى من فراس بعد اختراقه من القلب، والتي تصدى لها الحارس القطري سعد الشيب.
لم يتمكن المنتخب السعودي من خلق المساحات المطلوبة للتحرك والتمرير في حالات الهجوم، بسبب تقارب خطوط العنابي القطري وتضييق مساحات الملعب، لكن وجد السعوديون إيقاعهم المفقود اعتباراً من الربع الساعة الثانية من عمر المباراة..
وتحرك نواف العابد في المساحات الخالية التي خلفها صعود الظهير الأيمن للقطري بيدرو ميجيل للمساندة الهجومية، وفي الدقيقة 29 استغل مهاجم الأخضر السعودي عبد الله الحمدان تمريرة عرضية من الجهة اليُمنى من سلطان الغنام، أخطأ بها الحارس والدفاع القطري، ليسجلها المهاجم السعودي، معلناً تقدم الأخضر السعودي بالهدف الأول.
استمر الضغط القطري وفتح الملعب في محاولة لتعديل النتيجة، مع استغلال الانطلاقات السريعة للظهير الأيمن بيدرو ميجيل، وتفوقه الواضح على الظهير السعودي ياسر الشهراني.
حاول العنابي تنويع اللعب، وخلق بعض المحاولات الخطرة على المرمى السعودي، لكنه واجه دفاعاً سعودياً منظماً وتألقاً من الحارس فواز القرني، لينتهي الشوط الأول بتقدم الخضر بهدف مقابل لا شيء.
بدأ ضغط العنابي سريعاً في الشوط الثاني، مع استمرار الصراع في مناطق الوسط، لكن تسرع لاعبي العنابي واستعجالهم على تعديل النتيجة أدى إلى تضييع الفرص وكثرة التمريرات الخاطئة. ليواجه المنتخب السعودي المحاولات القطرية بانضباط تكتيكي في الوسط، وامتصاص اندفاع لاعبي قطر، بالاستحواذ وكثرة التمرير.
تأخرت محاولات فليكس سانشيز في مزيد من المجازفة، وزيادة الكثافة العددية في الوسط والهجوم، ليجرى تغييرين في الربع ساعة الأخيرة من عمر المباراة، بنزول لاعب الوسط إسماعيل محمد بديلاً للظهير بيدرو ميجيل، وكذلك المهاجم محمد مونتاري بديلاً للمدافع سالم الهاجري.
بينما بقي الأخضر السعودي في مناطقه، محافظاً على تنظيمه الدفاعي، بإغلاق زوايا التمرير في العمق، ومحاولة إيقاف المد الهجومي القطري بالتحول إلى 5-4-1 لزيادة الكثافة في المناطق الدفاعية، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة..
ليعزز هرفي رينارد من دفاعاته بالتخلي عن المهاجم عبد الله الحمدان ويدفع بقلب الدفاع زياد الصحفي. وفي هجمة سريعة كاد محمد إبراهيم كنو أن ينهي المباراة بتسديدة قوية اصطدمت بالعارضة القطرية، لترتد إلى ياسر الشهراني الذي سددها وتصدى لها الحارس القطري سعيد الشيب.
توالت هجمات وضغط العنابي في محاولة لإدراك التعادل، لكن نجح المدرب السعودي هرفي رينارد في إبطال فاعلية العنابي بفرض حصار دفاعي قوي في الوسط وفي مناطق الدفاع، ليبقى الحال كما هو عليه من الشوط الأول، ويتأهل في النهاية المنتخب السعودي لمواجهة الأحمر البحريني في نهائي البطولة.
