برانكو ينهي سيطرة “الغربيين” على الكرة العمانية

توووفه– وليـد العبـري

احتاج الاتحاد العماني لكرة القدم أسبوعين للإعلان عن إقالة المدرب الهولندي كومان عقب الخروج المبكر من خليجي 24، وبعد ذلك انتظر الشارع الرياضي 35 يوما من أجل الإعلان عن خليفته وهو الكرواتي المحنك برانكو إيفانكوفيتش، ليقود الأخير أحلام الجمهور العماني للوصول لمونديال 2022.

شرق أوروبا تعود مجددا

برانكو هو الاسم الأجنبي الـ27 في تاريخ الكرة العمانية من سبعينات القرن الماضي، حيث كانت البداية عام 1974 مع المصري الراحل ممدوح خفاجي، بينما كان الإنجليزي جورج سميث عام 1979 أول مدرب أجنبي غير عربي يقود الأحمر العماني، وكانت البداية من خليجي 5 بالعراق.

بذلك يكون برانكو قد أنهى سيطرة مدارس أوروبا الغربية على الكرة العمانية والتي استمرت لـ 12 عاما، كانت البداية مع الفرنسي كلود لوروا 2008 حينما جاء خلفا للأوروجواياني سيزار ريباس، وتوالت بعد ذلك مدارس غرب أوروبا بالفرنسي بول لوجوين 2011-2015، ومن ثم الإسباني لوبيز كارو ثم جاء الدور على المدربين الهولنديين الراحل بيم فيربيك ومواطنه إيروين كومان.

بالرغم من أن مدرسة شرق أوروبا لم ترفد الكرة العمانية إلا بثلاثة أسماء طوال 46 عاما، لكنها الأكثر تأثيرا على الكرة العمانية بعد تواجد التشيكي ميلان ماتشالا خلال 3 فترات مختلفة، الأولى في 2001 خلال المرحلة الأولى لتصفيات مونديال 2002، وتمكن من الوصول لأول مرة للمرحلة النهائية حينها، وعاد ماتشالا بعد ذلك 2003-2005، 2006-2007 وحقق نجاحات غير مسبوقة للكرة العمانية.

أول وصول لمدرسة شرق أوروبا للأحمر كان نهاية عام 1996 من خلال السلوفاكي جوزيف فينغلوس، في تجربة لم تستمر طويلا، وقضى الكرواتي ستريشكو يوريتشيتش عاما مع الأحمر من بداية 2005 وحتى فبراير 2006، حيث ودع الأحمر بالخسارة من الإمارات بهدف في دبي بتصفيات أمم آسيا 2007، ليكون مواطنه برانكو هو الكرواتي الثاني الذي يقود دفـة الأحمر.

مواجهـة وحيدة ضد الأحمر

خاض المدرب الكرواتي صاحب الـ 65 عاما في بداية الألفية الجديدة أولى تجاربه في الشرق الأوسط مع رفيق دربه ميروسلاف بلاوزفيتش بعد أن قادا معا كرواتيا للمجد العالمي لأول مرة في مونديال 1998 بالحصول على المركز الثالث، قدم إيفانكوفيتش للشرق الأوسط كمساعد لبلازفيتش في تدريب المنتخب الإيراني في 24 أبريل 2001 من أجل التأهل لمونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، وفي هذه الفترة لعبت إيران مباراة وحيدة أمام الأحمر العماني تحديدا في 8 أغسطس 2001 ببطولة “أل جي” الودية بطهران والتي شاركت فيها أيضا البوسنة وجنوب أفريقيا، كانت المنتخبات الآسيوية تستعد حينها للمرحلة النهائية من تصفيات المونديال وخسر الأحمر العماني 5-2، وسجل للفريق المضيف غلام محمدي وسيروز دينمحمدي والعملاق علي دائي، بينما سجل هدفي الأحمر عبدالله الشين وفوزي بشير.

بعد فشل إيران في الوصول للمونديال بالأمتار الأخيرة رحل بلازفيتش للدوري الكرواتي وأصبح برانكو إيفانوفيتش مدربا للمنتخب الإيراني واستمر قرابة 4 سنوات منذ فبراير 2002، وحقق نجاحات بإحرازه الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية “بوسان2002” بعد الفوز على اليابان في النهائي 2-1، وتأهل مع إيران لمونديال ألمانيا 2006 بعد الغياب في 2002، كما احتل المركز الثالث في أمم آسيا 2004.

وخلال فترة إشرافه على إيران كمدرب لعب مواجهة وحيدة أمام المنتخب العماني وعانى حينها الأمرين في أمم آسيا 2004 بمدينة تشونجينج، حيث تقدم الأحمر بهدفين في الشوط الأول قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل 2-2 بعد تدخلات مؤثرة وفاضحة من طاقم التحكيم آنذاك.

البداية من دوشنبه

الآمال كبرت لدى الشارع الرياضي العماني بعد الإعلان الرسمي عن التعاقد مع برانكو إيفانكوفيتش بسبب الخبرة القارية التي يمتلكها المدرب في المنطقة، فقد أمضى سنوات عديدة في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بخبرات تراكمية جيدة بإشرافه على تدريب منتخب قاري من منطقة غرب آسيا، بالإضافة لأندية لها صيتها وهي الأهلي والاتفاق في السعودية والوحدة الإماراتي وبيرسيبوليس الإيراني، وتجربة واحدة في الشرق الآسيوي، وكل هذه محطات تأمل الجماهير أن تكون بمثابة وقود من أجل انطلاقة قارية جديدة للكرة العمانية.

وضعية الأحمر حاليا في التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2022 وأمم آسيا 2023 مثالية، فهو يحتاج لست نقاط أو ربما أقل من ذلك أمام أفغانستان وقطر وبنجلاديش من أجل الوصول للمرحلة النهائية لتصفيات مونديال قطر، وتأكيد وصوله لأمم آسيا الصين2023، والبداية ستكون من خلال العاصمة الطاجيكية دوشنبه 31 مارس القادم بمواجهة أفغانستان، والتي ستكون المحطة الرسمية الأولى للعجوز الكرواتي، بكل تأكيد الوصول للمرحلة النهائية للتصفيات المونديالية لن يكون إنجازا حيث سبق للأحمر الوصول في سباق 2002 و2014، ويبقى الإنجاز هو العبور بالكرة العمانية نحو المجد العالمي في شتاء 2022 التاريخي.

سيتواجد المدرب رفقة طاقمه الأسبوع القادم لمباشرة عمله مع الكرة العمانية، وسيُبقى عينيه مفتوحتين في ملاعب الدوري لاختيار اللاعبين الـ23 حتى نهاية الجولة الـ24 من الدوري 21 مارس القادم، حيث سيكون التجمع الأول للمنتخب قبل السفر لطاجيكستان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى