علي الحبسي ..من مهد كرة القدم إلى مصارعة الطواحين السعودية

توووفه ـ خاص
يعد الحارس علي الحبسي أحد أبرز الوجوه الكروية العمانية بمسيرته الحافلة التي غزت الملاعب الأوربية والعربية متسلحا بالثقة والاجتهاد المستمر ، وهو يقدم باستمرار نموذجا للاعب الذي لايستسلم في ميادين تقديم الذات بعد أن نجح في تقديم صورة مشرقة لحارس المرمى العربي في الملاعب الإنجليزية والأوربية ممثلا دور ” الملهم ” للعديد من الأجيال الكروية الصاعدة.
ويمتاز الحبسي بعنصري الصبر والعمل الدؤوب دون توقف وهو لايلتفت للأصوات المزعجة التي من شأنها أن تحد من عزيمته وقوة اذإرادته في عالم الساحرة المستديرة لذلك استحق النجم العماني الذي لم ينطفيء وهجه بعد، أن استمر كل هذه السنوات، فهو الوحيد من الجيل الذهبي العماني الذي حافظ على إمكانيات البقاء مستعيناً بأساليب التجديد في مسيرته والقدرة على التكيف مع مختلف الظروف.
تجربة الهلال !
اختار الحبسي الموافقة على طلب نادي الهلال السعودي الالتحاق بصفوفه قادما من الدوري الإنجليزي (الدرجة الثانية) بكل صولجانه وقيمته المعنوية والإعلامية الكبيرة، وقد أثارت هذه الخطوة الكثير من الجدل في الأوساط المتابعة لمسيرة اللاعب على مدى سنوات، فانقسم محبو اللاعب إزاء التحاقه بالدوري السعودي بين مؤيد ومعارض، لكن هذا الانقسام لم يكن ليتأتي سوى أنه جاء بإيقاع لاعب من العيار الثقيل ووحده الحبسي من يستطيع أن يثير هذا الصخب إزاء مسيرته العالمية.
ومكمن المخاوف تقوم على أساس التحدي الذي يمثله الدوري السعودي، ليس لأنه أصعب من الاحتراف الأوربي مع فارق التشبيه بالطبع، ولكن لما يمثله الدوري السعودي من مزاج عسير يتعلق بهوس جمهوره الذين يصعب إرضاؤهم بسهولة، بالإضافة إلى تأثير رياح الهوس الجماهيري على قرارات الإدارات في الأندية السعودية التي لاتستقر على رأي أو تثبت عند موقف في الغالب،  وبين هذه الظروف المتداخلة كان للحارس الداهية رأي مخالف فهو يدرك طبيعة قدراته جيدا علاوة على سمات استثنائية في التعامل مع مثل هذه التحديات اكتسبها اللاعب من تجريب أصعب خاضه في مهد كرة القدم.
دبلوماسية كاملة !
لم تكن البداية مع الهلال السعودي مثالية بحسب تعليق أفضل المراقبين فقد اصطدم الحارس العملاق بموقف مبدئي للجهاز الفني للهلال السعودي بقيادة المدرب الأرجنتيني رامون   دياز بعدم إتاحة الفرصة الكاملة للحارس الأمين منذ بداية الالتحاق بالهلال، بالإضافة إلى استبعاد اللاعب من القائمة الآسيوية نهاية العام الفائت، مامثل ضغطا رهيبا على اللاعب الذي لايعرف الانكسار، ومع ارتفاع درجة التحدي أثبت اللاعب علي الحبسي الكابتن والقائد أنه يجيد قيادة الدفة بدبلوماسية نادرة، كعادته التي عرف بها منذ غرس أقدامه في أوروبا، وقد شكلت المرونة والهدوء التي يمتاز بها في التعاطي مع الأحداث والمواقف رصيدا وافرا لتحقيق الاستمرار دون اهتزاز أو اتخاذ تصرف تكون عاقبته خسارة التجربة والتضحية بفكرة البقاء في عالم كرة القدم حتى أقصى حدود العطاء بحسب تصريحات الحبسي نفسه فهو يرى وفق تصريحات العام الفائت “أن التحدي الأبرز أمامه هو الاستمرار في الملاعب إلى سن الأربعين”، وهو الحلم الذي إن حققه اللاعب فسيكون وحده  الرابح الأكبر.
الاعتزال الدولي!
لم يتحدث الحبسي عن التوقيت الملائم للاعتزال الدولي فهو من وجهة نظره الدائمة لدية القدرة لقيادة المنتخب في كل الظروف وفي أحلك المواجهات، لكن الحبسي بدأ غيابه البارز في خليجي 23، وقد غاب عن مشهد التتويج الرائع الذي كان بوسعه من خلاله أن يعيش الحلم مرتين، وهو الأمر الذي أثار التساؤلات بعد رحلة جدل غير معلنة بين الهلال السعودي والاتحاد العماني لكرة القدم، هل أقصي الحبسي من الداخل أم منعته ظروف الخارج من الحضور، دون تقديم شروحات واضحة إزاء عدم تفريغ الحارس الأمين للبطولة، وفي النهاية لم يشارك الحبسي، ومع هذا الغياب كان الموعد لميلاد نجم جديد في كتيبة الأحمر العماني هو البديل فائز الرشيدي الذي قال في غير مرة “إنه تعلم الكثير من الحبسي في الاجتهاد وعدم الاستعجال على النتائج”، لكن هذه الولادة القوية للرشيدي ألقت بتساؤلات من نوع هل آن أوان الاعتزال الدولي للنجم الكبير علي الحبسي؟  ويبقى السؤال مفتوحا على مصراعية لحين اتضاح الصورة بشكل أكبر ، خصوصا وأن الهولندي بيم فيربك لم يوجه دعوة للاعب بالالتحاق بمعسكر داخلي سيبدأ في مسقط قريبا استعداد لمواجهة فلسطين،وهي مباراة رسمية تشكل أهمية للمنتخب الوطني مهما أظهرت التصريحات عكس ذلك ، فالفوز في هذه المواجهة سوف يسهل الطريق نحو مباريات أقل كلفة في نهائيات آسيا 2019، وتبقى الملاحظة الأهم أن فيربك المدرب الهولندي استدعى جميع المحترفين العمانيين في الخارج باستثناء الحبسي ما يدفع بإثارة السؤال العريض إلى الواجهة، دون رتوش وبكل وضوح هل  اقترب موعد اعتزال الظاهرة العمانية علي الحبسي للعب في المباريات الدولية.. أم أن اللاعب سيكون له رأي آخر في نهائيات آسيا بالإمارات بتسجيل حضور أخير في معركته الشاقة بالبقاء في الملاعب حتى سن الأربعين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى