مع اقتراب شمس الغروب.. كيف استعد برشلونة لحقبة ما بعد إنييستا؟

 

  • توووفه – حسام نصر

 

يبدو أن غروب شمس أندريس إنييستا عن قلعة “كامب نو”، اقترب أكثر من أي وقت مضى، بعد أن اعترف قائد برشلونة الإسباني علنا، بأنه قد يتحول إلى ملاعب كرة القدم الصينية قريبا، وهو ما يعني أن عمالقة كتالونيا باتوا في حاجة إلى التكيف مع الحياة مستقبلا بدون مهندس خط وسط الفريق.

وتبقى فكرة رحيل قائد أوركسترا العزف الكتالوني ليست وليدة اللحظة، حيث بدأ اللاعب محادثات مع إدارة النادي نهاية الموسم السابق للبحث عن مخرج من قلعة “كامب نو”، بعد تجربته السيئة تحت قيادة المدرب السابق للفريق لويس إنريكي.

لكن في النهاية، اختار اللاعب الملقب بـ “الرسام”، البقاء وتجديد عقده مع برشلونة لمدى الحياة، وهو العقد الذي يسمح له بحرية المغادرة وقتما شاء.

ويسمح العقد أيضا وفقا لصحيفة ماركا الإسبانية، بأحقية إنييستا في المغادرة مجاناً، طالما رحل إلى نادٍ لا ينافس برشلونة، وهو الأمر الذي لن يمثل أي عائق أمام اللاعب، كونه أقرب إلى المغادرة باتجاه الصين.

لكن “ماركا” أكدت أيضا أن هذا البند، سارٍ حتى الـ 30 من أبريل المقبل، وأن على إنييستا اتخاذ قراره النهائي قبل هذا الموعد.

ولذلك، فإن الأمر لن يكون سهلا بأي حال من الأحوال على الرسام، خاصة أن الوضع قد اختلف كليا منذ يونيو الماضي، إذ كان وصول المدير الفني أرنستو فالفيردي إلى قلعة “كامب نو”، مفيدا جدا للـ “قبطان”، لأن المدرب الجديد للبلوجرانا، وثق به منذ اليوم الأول.

وإيمانا بقدراته التي لا يختلف عليها شخصين، اختار فالفيردي أن يبدأ بإنييستا في معظم مباريات البرسا كلاعب أساسي، على الرغم من أنه كان نادرا ما يكمل 90 دقيقة كاملة في الملعب مع إنريكي.

ولهذا السبب، فإن وضع صانع الألعاب هذه المرة يبدو أكثر إيجابية، كونه شعر مرة أخرى بأهميته للفريق، وهو ما جعله يشك فيما إذا كان من الأفضل الرحيل في الصيف أو الانتظار حتى الميركاتو الشتوي المقبل.

وتشير “ماركا” إلى أن اللاعب يمتلك عروضا سخية من أندية صينية تعودت على دفع أرقام فلكية للاعبين أقل شأنا بكثير من إنييستا، بجانب اهتمام عدد من أندية الولايات المتحدة بخدماته.

ويبقى أمام إنييستا أهمية اختيار التوقيت المناسب للرحيل، حيث أن مغادرته في الانتقالات الصيفية المقبلة، تعني وصوله إلى وجهته الجديدة في منتصف الموسم الكروي سواء في الصين أو الولايات المتحدة.

في حين أنه إذا غادر في يناير، فيمكنه بدء الموسم مع انطلاقته، ليتكيف شيئا فشيئا مع حياته الجديدة.

لذلك، يبدو أن الخيار الثاني هو الأكثر منطقية، إذا كانت الأندية تلك مستعدة للاحتفاظ بعروضها السخية حتى ذلك الوقت.

 

  • رد فعل برشلونة

 

رحيل بطل العالم، المحتمل عن صفوف البرسا، لا يمثل بالتأكيد مفاجأة لبرشلونة، كون النادي بدأ الاستعداد لهذه اللحظة منذ فترة ليست بالقصيرة، بعد أن ظهرت فكرة الرحيل الصيف الماضي.

تحرك الإدارة الكتالونية لم يتأخر منذ ذلك الحين، وكان هدفهم الرئيسي التوقيع مع النجم البرازيلي فيليب كوتينهو لاعب ليفربول السابق.

هذا الهدف تحقق بنجاح في الميركاتو الشتوي السابق، بصفقة هي الأغلى في تاريخ النادي، كانت ضرورية بالنظر إلى المستقبل، على الرغم من أن كوتينيو لن يفيد الفريق على المستوى الأوروبي حتى نهاية الموسم الجاري.

وكانت فكرة إدارة جوسيب بارتوميو رئيس النادي قائمة على أنه إذا غادر القائد في الصيف، مع بداية الموسم المقبل، فأنه يجب أن يكون لاعب السيليساو قد تكيف تماما مع حياته الجديدة في برشلونة وأسلوب لعب رفاق ميسي.

بالإضافة إلى ذلك، حدثت الخطوة الثانية من خطة البرسا، قبل بضعة أيام، عندما أتم العملاق الكتالوني صفقة لاعب الوسط آرثر من جريميو البرازيلي.

وبات توقيت انضمام اللاعب البرازيلي مقترنا بإنييستا، ففي اللحظة التي سيغادر فيها صاحب هدف تتويج منتخب إسبانيا بلقب كأس العالم في عام 2010، سيتم تفعيل عقد آرثر مع النادي، سواء كان ذلك في الصيف المقبل أو في شتاء عام 2019.

مع كل ذلك، فإن برشلونة يبدو أنه قد نجح بنسبة كبيرة في الاستعداد لحقبة ما بعد إنييستا، وتحضير البدائل الجاهزة لذلك، على الرغم من أن جماهير البرسا قد تحتاج إلى عشرات السنوات حتى تعرف رساما غير الرسام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى