اتخذ نهجا جديدا.. اتحاد الهوكي يخرج من (المحلية) ويفرد جناحيه آسيويا

 

توووفه – فاضل المزروعي

 

تعتبر لعبة الهوكي من أقدم اللعبات الممارسة في السلطنة والتي جاءت من قبل بعض الجاليات الآسيوية، حيث بدأت ممارستها في أوائل القرن الماضي وانحصرت منافساتها بين فرق وأندية مسقط بعدها انتشرت اللعبة بين أفراد المجتمع العماني خلال السنوات الماضية ودخلت منافساتها فرق من محافظة ظفار ومنطقة الباطنة.

تأسس الاتحاد العماني للهوكي في عام 1973 وهو أول اتحاد رياضي يتم تأسيسه  وكان السيد هلال بن بدر البوسعيدي هو أحد مؤسسي رياضة الهوكي في السلطنة  وتم  إعادة إشهار الاتحاد العماني للهوكي بالقرار الوزاري رقم 59/83 في 18 أكتوبر 1983م وكان أول رئيس للاتحاد بعد إشهاره نايف بن عبيد السلامي وانظم  الاتحاد لعضوية الاتحاد الدولي عام 1978م ولعضوية الاتحاد الآسيوي عام 1977م ولعضوية الاتحاد العربي عام 1990م.

يشارك في عضوية الاتحاد  ما يقارب من 24 نادياً من مختلف مناطق السلطنة ، وينظم الاتحاد العماني للهوكي أنشطة متعددة ومتنوعة حيث ينظم سنوياً مسابقة كأس حضرة صاحب الجلالة والتي بدأت منذ عام 1971م، كما يقيم مسابقة الدوري العام للأندية للدرجتين الأولى والثانية، إلى جانب مجموعة من المسابقات الأخرى.

 

إنجازات الهوكي لم تكن كثيرة رغم عراقة اللعبة ورغم مشاركاتها المستمرة على المستوى القاري والألعاب الآسيوية فقد نجحت المنتخبات  في تحقيق المركز الثاني والميدالية الفضية في البطولة الآسيوية المؤهلة لدورة الألعاب الآسيوية (الدوحة 2006) والتي أقيمت في بنجلاديش وتوج منتخب  الشباب لقب كأس آسيا للهوكي للشباب في البطولة الثانية،  وحقق، المنتخب الوطني للهوكي المركز الثاني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي الثالثة للرجال والتي أقيمت بسنغافورة في يونيو 2008.

ولم يتعاقب على اتحاد الهوكي الكثير من الرؤساء فبعد نايف بن عبيد ترأس سعيد البلوشي رئاسة الاتحاد لفترة وجيزة  ثم المهندس داود بن أحمد الرئيسي الذي ظل لفترة طويلة جاء بعده محفوظ آل جمعة وأخيرا القبطان طالب الوهيبي.

 

البوصلة نحو آسيا

 

يحمل القبطان طالب الوهيبي الرئيس الذي جاء منذ أقل من عامين إلى سدة الاتحاد رؤية مختلفة وأفق أوسع بعد أن أعلن نيته تغيير خارطة الهوكي العمانية وتوجيه البوصلة إلى مهد اللعبة قارة آسيا وبالتحديد وسط آسيا والتواجد مع الكبار بمبدأ “وجودك مع الكبار يعلمك الكثير”.

وأقام الهوكي علاقات قوية مع الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة ونجح في استقطاب اجتماع الكونجرس الآسيوي في الفترة من 29 إلى 30 مارس الماضي بحضور الأمير الماليزي عبدالله شاه رئيس الاتحاد الآسيوي والدكتور نارندرا بترا رئيس الاتحاد الدولي للهوكي والأمير خالد بن بندر بن مساعد آل سعود ممثلا للوفد السعودي الذي تمت دعوته للحضور للمرة الأولى، وحضور وفود 33 دولة منها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والجمهورية العراقية التي تشارك للمرة الأولى والتي سعى الاتحاد العماني إلى ضمها للأسرة الآسيوية.

ووقع الاتحاد مذكرات تفاهم مع الاتحادين الدولي والآسيوي للاستفادة من الخبرات الدولية والإمكانيات في تطوير اللعبة بالسلطنة وينتظر الهوكي إعلان إقرار السلطنة كمركز إقليمي لنشر اللعبة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

 

واستضاف الاتحاد بطولة ثلاثية في مسقط الشهر الماضي بمشاركة منتخبات باكستان واليابان والسلطنة لاقت صدى جيدا من متابعي اللعبة، كما استضافت السلطنة مؤخرا المجموعة التأهيلية لدورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في أندونيسيا أغسطس المقبل وضرب اتحاد الهوكي عصفورين  ربما أكثر بحجر واحد عندما نجح في التنظيم وتأهل المنتخب إلى الألعاب الآسيوية والفوز بكأس التصفيات التي ضمت كل من بنجلاديش وتايلند وهونج كونج وأفغانستان وسيريلانكا والصين تايبيه وكازاخستان وجاءت الاستضافة بعد منافسة مع بنجلاديش وهونج كونج وسنغافورة استطاعت السلطنة تقديم الملف الأبرز والأنجح والفوز بالاستضافة.

 

الحدث الأكبر

ويترقب محبو اللعبة ليس في السلطنة فحسب بل في القارة الآسيوية كافة الحدث الأكبر الذي ستستضيفه السلطنة في أكتوبر القادم وهو كأس النخبة الآسيوي الذي يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط والمنطقة بإشراف الاتحاد الآسيوي وبمشاركة كبار القارة الآسيوية مثل باكستان والهند والصين وماليزيا، وستنقل البطولة مباشرة عبر ستار سبورت الآسيوية الناقل الحصري للبطولة ويتوقع أن يشاهدها أكثر من 50 مليون مشاهد في القارة الآسيوية. وتمثل هذه الاستضافة نقلة كبيرة للعبة الهوكي بالسلطنة إلى جانب مساهمتها في الترويج للسلطنة سياحي.

ويواصل المجلس الحالي لاتحاد الهوكي حضوره القاري والإقليمي من خلال المشاركة في التصفيات المؤهلة لأولمبياد الشباب (لمنتخبات تحت 18 عاما في بوينس أيرس) خلال الفترة من 25 إلى 29 إبريل المقبل في بانكوك. كما تشارك في بطولة آسيا تحت 21 عاما في يناير من العام المقبل 2019 والتي يتطلع أن تستضيفها السلطنة.

اتحاد الهوكي الحالي لديه طموحات كبيرة وغير محدودة في الارتقاء باللعبة وقد يكون اللقب الأخير باكورة الإنجازات للمجلس الحالي وما خطط له، كما أن القبطان طالب الوهيبي وهو لاعب من رواد لعبة الهوكي بالسلطنة اختزل الفترة الماضية في فترة وجيزة لينجح في خلق سيرة ذاتية متميزة للعبة الهوكي في السلطنة من خلال ما قام به الاتحاد وما حققه في أقل من عامين وسجّل له حضورا متميزا على مستوى الاتحاد والعلاقات بين المنتخبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى