نجوم عربية بين المجد والوفاء ( 1 )

تقرير – زياد عطية

أضحت معاني الإخلاص و الوفاء في كرة القدم زمن الاحتراف وقوة الاستثمار عملة نادرة في هذا الوقت. إذ لم يعد يجمع اللاعب بالفريق رابط قوي رغم عشق الجماهير له وتوفير كل ظروف الراحة في ظل العروض المغرية والسعي الدائم في البحث عن شهرة و نجومية أكبر.

غير أن ذلك لا يخفي كون مناطق كثيرة عبر العالم عرف لاعبوها بتجسيد الوفاء والانتماء لأنديتهم منها المنطقة العربية، ما جعل هؤلاء يسجلون نجاحا باهرا في مشوارهم الكروي و يصنعون مجدا منقطع النظير.

وتسلط ” توووفه ” الضوء على عدد من اللاعبين العرب الأكثر وفاء لأنديتهم وتسجيلا للأمجاد عن غيرهم، عبر سلسلة من الحلقات تستعرض نجومية هؤلاء.

إسماعيل مطر: أسطورة الوحدة الإماراتي

إسماعيل مطر

الفتى الذهبي لكرة القدم الإماراتية و نادي الوحدة ظل متمسكا بالقميص رقم 10 مع نادي أصحاب السعادة رغم كل العروض الخليجية و الأوروبية التي ما انفكت ترافق مسيرته مع كل إنجاز.

كسب مكانة خاصة في قلوب الجماهير بفضل متعة وروعة أدائه مع طاقته الفنية المتجددة وعطائه الغزير رغم تقدمه في السن. لمع اسمه مبكرا مع عام 2003 حينما نال جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب ليبدأ معها مشوارا كرويا فريدا يستمر إلى اليوم مع العنابي الإماراتي الذي تربطه معه علاقة حب لا حدود لها.

عرفت الجماهير العربية والآسيوية، إسماعيل مطر، منذ بداية مسيرته مع الفريق الأول بنادي الوحدة موسم 1998-1999 كلاعب قيادي مميز بروح قتالية عالية وبقدرات فنية خاصة جعلته يلفت الأنظار ويستطقب عطفا كبيرا.

أكثر من 20 عاما من العطاء في قلعة الوحدة لم يترك خلالها الفريق سوى لفترة قصيرة لم تتعدّ الشهرين في 2009، حين انتقل بنظام الإعارة إلى السد القطري وشارك معه في كأس أمير قطر.

نجح مطر في قيادة الوحدة الإماراتي إلى إنجازات غير مسبوقة محليا وخارجيا منها لقبا الدوري الإماراتي 2005 و 2010، وحقق الوحدة لأول مرة في تاريخه إنجازا آسيويا بقيادة إسماعيل مطر مع بقية رفاقه محمد الشحي، مامادو باكاياكو، صالح المنهالي، وعبدالرحيم جمعة حينما تأهل إلى المربع الذهبي من مسابقة دوري أبطال آسيا 2007 وخصوصا الاطاحة بالهلال زعيم كرة القدم السعودية وأحد كبار كرة القدم الآسيوية.

نال مطر العديد من الجوائز الفردية، أبرزها جائزة أفضل لاعب عربي صاعد لموسم 2003-2004، أفضل لاعب في كأس الخليج 2007 وهداف البطولة بـ5 أهداف حين قاد فيها منتخب الإمارات إلى اللقب الأول خصوصا هدفه التاريخي في مرمى السعودية في آخر دقيقة في لقاء الدور نصف النهائي، إضافة إلى كونه الهداف التاريخي لنادي الوحدة الإماراتي وغيرها من الجوائز الأخرى التي لا تحصى ولا تعد.

بدر المطوع: المرعب الصغير في القلعة الصفراء

بدر المطوع

يعد اللاعب بدر المطوع واحدا من ألمع نجوم كرة القدم الكويتية، وأكثر اللاعبين وفاء وانتماء في منطقة الخليج العربي خاصة والمنطقة العربية عامة، حيث ظل في صفوف القادسية منذ بداية مسيرته في فئة الناشئين عام 1994 وانقطع فقط لمدة قصيرة على القلعة الصفراء الكويتية حينما انتقل إلى نادي النصر السعودي ثم إلى قطر القطري فيما لم يكتب لتجربة ملقا الأسباني أن ترى النور لأسباب خارجة عن نطاق اللاعب.

قاد ” بدران ” نادي القادسية إلى الحصول على أكثر من 30 لقبا محليا وخارجيا ما جعله أحد رموز الفريق بل والكرة الكويتية عامة، ويظل لقب كأس الاتحاد الآسيوي اللقب الأهم خارجيا في خزينة القادسية والتي كان فيها النصيب الأوفر لقائده بدر المطوع خاصة بعد ثلاثيته في المربع الذهبي أمام جايابورا الإندونيسي ثم تخطى أربيل العراقي بركلات الترجيح في اللقاء النهائي معلنا تتويج الفريق بلقب سيظل راسخا في عقول وقلوب عشاق القادسية.

ويعتبر المطوع ثالث أفضل هدافي مسابقة كأس الاتحاد الاسيوي وجاء ثانيا بين أفضل لاعبي قارة آسيا في عام 2006 والثالث في عام 2010 إضافة إلى جوائز فردية أخرى عديدة.

ويمتلك بدر المطوع قدرة تهديفية عالية وحسا هجوميا راقيا جعله من أفضل اللاعبين الذي مروا على كرة القدم الخليجية، ما جعله القائد والورقة الرابحة في نادي القادسية التي يهابها الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى