عودة “سيري آ”.. فرصة ماوريسيو ساري الأخيرة!

تقرير – محمد يوسف

مع اقتراب عودة الدوري الإيطالي “سيري آ” المقررة في 20 يونيو، ربما سنكون على موعد مع واحد من أشد منافسات أوروبا في سباق لقب الدوري. حيث تفصل نقطة واحدة فقط بين لاتسيو سيموني إنزاجي عن المتصدر يوفنتوس ماوريسيو ساري.

ومع حسم ألقاب الدوريات الأوروبية الكبرى الأخرى، باستثناء الدوري الإسباني، فسوف تجذب الأسابيع المتبقية في الـ “سيري آ” أنظار المشجعين والمتابعين في أوروبا والعالم، لمعرفة ما إذا كان بإمكان فريق آخر غير يوفنتوس الفوز باللقب للمرة الأولى منذ فعل ميلان ذلك في عام 2011.

ربما لن يسمح ماوريسيو ساري بحدوث ذلك وهو في مقعد القيادة، لكنه يكافح مع الفريق في الوقت الحالي في الدوري الإيطالي.

ماوريسيو ساري

قبل دخول إيطاليا في مرحلة الإغلاق، تلقى يوفنتوس هزيمة بهدف مقابل لا شيء في مباراة الذهاب من الدور 16 لدوري أبطال أوروبا ضد ليون الفرنسي. وفي مقابلة مع سكاي سبورت بعد المباراة، قال ساري: “لا أعرف لماذا لا أستطيع أن أجعل اللاعبين يفهمون أهمية تدوير الكرة سريعًا”.

لم يكن هذا التصريح هو العلامة الوحيدة على صراع ومكافحة ساري مع الفريق، وإذا نظرنا إلى الإحصائيات يمكننا أن نرى أن كريستيانو رونالدو هو اللاعب الوحيد في الفريق الذي سجل أكثر من عشرة أهداف في الدوري (21 هدف)، ورونالدو وديبالا هما اللاعبان الوحيدان اللذان ساهما بأكثر من عشرة أهداف لكل منهم بين صناعة وتسجيل.

هذا الاعتماد على شخص أو شخصين هو نفس المشكلة التي ظهرت في موسم ساري مع تشيلسي، حيث كان إيدن هازارد وبيدرو هما اللاعبان الوحيدان اللذان ساهما في أكثر من عشرة أهداف أيضًا.

تبدأ الإحصائيات في رسم صورة أخرى، وبشكل خاص عندما نقارن الموسم الحالي بموسم ساري الأخير له مع نابولي في “سيري آ”. إذا نظرنا إلى إحصائيات الفريقين بعد مرور نفس الفترة من الموسم، فإن نابولي كان قد سجل 10 أهداف أكثر من يوفنتوس، واستقبل 10 أهداف أقل، وكان لديه 69 نقطة مقارنة بـ 63 نقطة لفريق يوفنتوس.

ولن تحتاج إلى أرقام كثيرة لتعرف أن يوفنتوس مع ساري لا يعمل بنفس الكفاءة مثلما كان فريق نابولي معه، والذي يمكن القول إنه كان يملك حينها مواهب وأسماء أقل، وكذلك بموارد أقل بكثير من النادي الأكثر شهرة في إيطاليا.

اشتهر اسم ماوريسيو ساري في عالم التدريب بسبب تكتيكاته الهجومية وكرة قدمه الجميلة. وفي الوقت الحالي، ينتج فريقه يوفنتوس أقل عدد من التمريرات المفتاحية في المباراة بالمقارنة بالموسمين السابقين، وحتى أقل من الموسم السيء مع تشيلسي.

ومع ذلك، فإن هذه ليست مجرد مسألة تتعلق بالأرقام فحسب. فعندما تشاهد يوفنتوس وهو يلعب فستعرف من أين يأتي التصريح السابق الذي أدلى به ساري بعد مباراة ليون؛ فالفريق يعاني من نقص الإيقاع (التمبو)، ويمنح الكثير من الوقت للاعبي الخصم.

يمكنك أن تختار من المباريات التي تلقى فيها الفريق خسائر صادمة في الدوري، مثل مباراة هيلاس فيرونا حين اندفع بوريني وسط الدفاع وخط الوسط بسهولة قبل أن يحرز الهدف الثاني لفريقه. مع مثل هذه المشاكل الواضحة، قد يتساءل البعض لماذا تم تعيين ساري كمدير فني للنادي في الأساس.

ماوريسيو ساري

مثلًا عندما قرر تشيلسي أن يتعاقد مع ساري كان هذا بسبب أن فريقه نابولي حينها كان ينافس يوفنتوس لموسمين على لقب الدوري لآخر اللحظات. وبالطبع الأداء الجميل الذي قدمه نابولي مع ساري وأبهر أوروبا بأكملها والذي ذكر المشجعين بأداء بيب جوارديولا. وبعد أن فاز مانشستر سيتي ضد نابولي في أكتوبر عام 2017 في دوري الأبطال، تحدث بيب بعد ذلك وقال: “فريق ساري ربما كان أفضل فريق واجهته في حياتي المهنية”. هذا المديح يظهر مدى تقدير ساري كمدير فني، ولماذا حصل على الوظيفة في تشيلسي.

لكن العنصر الرئيسي لفريق نابولي ساري كان الكمية الهائلة من الضغط على الكرة، بجانب التمرير السريع جدًا، والكثير من خلق الفرص. لقد كان نظامًا تكتيكيًا محكمًا وحيويًا، ولكن مثل هذه الطاقة والإيقاع مفقودان في موسم يوفنتوس. وبدلًا من وجود نظام محدد يرفع قدرات الفريق، تشعر كما لو أن أغلب اللاعبين محدودي الإمكانيات.

مع الكفاح والضغط المستمرين على الفريق، كيف يمكن لـ ساري أن ينقذ نفسه؟ ما زال على يوفنتوس مواجهة ميلان وأتالانتا ولاتسيو وروما في الـ 12 مباراة الأخيرة مما تبقى من الموسم، لكن الإستراحة التي حدثت في منتصف الموسم قد تقدم خدمة لـ ماوريسيو ساري.

بالطبع المقارنات مع موسمه الأخير في نابولي لها أهمية، ولكن من الضروري أن نتذكر أن ساري كان يجهز فريقه لمدة ثلاث سنوات قبل أن يصل إلى الموسم الذي حصد فيه 91 نقطة. وعدم تأقلم لاعبي يوفنتوس مع نظامه التكتيكي وتدوير الكرة بالطريقة التي يريدها ربما يكون بسبب أنها مسألة وقت، وأن الفريق كان يحتاج إلى هذا التوقف وليس مشكلة في فشل النظام نفسه.

وبالتالي، فإن توقف الدوري يمكن أن يصبح عاملًا حافزًا في عكس تأثير ساري على الفريق. في السادس من مايو، عاد اللاعبون في يوفنتوس إلى التدريب الفردي، وفي الحادي والعشرين عادوا إلى التدريبات الكاملة للفريق. وهو ما يكون قد منحهم وقتًا كافيًا لإعادة تجميع الصفوف. الوقت لا يمكن أن يضيع هنا، وساري يعرف ذلك.

وبالنسبة للدوري الإيطالي، فإن هذه هي فرصة ماوريسيو ساري الأخيرة، وإذا عاد يوفنتوس فيما تبقى من مباريات بنفس الشكل وبنفس النقص في الإيقاع والافتقار إلى الضغط، ربما تكون هذه هي النهاية بالنسبة لـ ساري مع الفريق. وربما يخسر البطولة للمرة الأولى منذ ثماني مواسم كاملة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى