سامي الجابر.. أيقونة الزعيم وأسطورة الكرة السعودية

تقرير – ترياء البنا

ولد سامي عبد الله الجابر في 11 ديسمبر 1972، بمدينة الرياض، تخرّج من الجامعة العربية المفتوحة تخصص إدارة أعمال.

البداية

جاءت بداية المشوار الكروي لـ أبو عبدالله عام 1987 مع ناشئي زعيم آسيا، فتدرّب على يد المدرّب بروشتش، وأظهر مهارات فاقت سنّه وشارك بالكثير من البطولات، وفي 1988 حقق مع فريقه بطولة الخليج للأندية تحت 17 عاما، والتي أقيمت بالكويت، وتم استدعاؤه لفريق الشباب وحقق معه درع الدوري، وحقق هو شخصياً لقب هداف الدوري على مستوى الشباب برصيد 18 هدفا.

أواخر عام 1989 استدعي للخضوع لتدريبات الفريق الأول، فكان يلعب في فريقي الشباب والأول، وسجل أول هدف له للفريق الأول في هذا الموسم وهو لايزال رسمياً في درجة الشباب، في مباراة الفريق الأول للهلال أمام الروضة على ملعب سمو الأمير فيصل بن فهد، حيث أحرز الجابر هدفين في تلك المباراة، ما أثبت مهارته وقوته في الملعب ليعقد الاتفاق مع الفريق الأول مع بداية 1990.

بعد انضمامه للفريق الأول فاز الهلال بكأس الاتحاد ودرع الدوري الممتاز، وفاز سامي الجابر بلقب هداف الدوري برصيد 16هدفا، كما فاز بالحذاء الذهبي كهداف للعرب.

عام 1991 حقق سامي الجابر لقب وصيف هداف الدوري برصيد 14 هدفا، وفي عام 1992 كان ظهوره الأول مع المنتخب السعودي في كأس الأمم العربية، وفي 1993 أقيم أول دوري للمحترفين وفاز الجابر من خلاله بلقب الهداف، كما حصل على جائزة أفضل لاعب، وفي مايو 1993 سجل أول هدف دولي له ضد منتخب ماكاو في تصفيات كأس العالم امريكا 1994، حيث تأهلت السعودية بعد تلك المباراة لنهائيات كأس العالم، لعب الجابر في هذه الكأس مباراتين، وسجل من ركلة جزاء أمام المغرب في مباراة فاز بها المنتخب السعودي 1-2.

بعد انتهاء مباريات كأس العالم عاد لنادي الهلال، وشارك في نهائي كأس ولي العهد السعودي لعام 1995 وسجّل هدف الحسم بعد نزوله الملعب بدقيقتين فقط، وحصل معه على كأس ولي العهد وكأس البطولة العربية، كما حصل على جائزة هداف البطولة العربية وأفضل لاعب.

في عام 1996 حصل الأسطورة على لقب أفضل لاعب في كأس الكؤوس الآسيوية بعد تألقه مع الهلال في البطولة الآسيوية، عندما تواجه الهلال مع ناغويا الياباني بالرياض وانتهى اللقاء 3-1 لصالح الهلال، بعد أن سجل سامي الهدف الأول وصنع الثاني، كما حصل مع فريقه على كأس الاتحاد السعودي والدوري الممتاز في العام ذاته، وفي يونيو 1997 حصل على لقب أفضل لاعب آسيوي، وحقق مع الزعيم كأس السوبر الآسيوي الثالثة، وفي عام 1998 فاز بكأس الأندية الخليجية وشارك مع المنتخب السعودي في كأس العالم، وكان من أبرز مبارياته لقاء السعودية مع إنجلترا على ملعب ويمبلي الذي انتهى بالتعادل السلبي، حيث أظهر في هذه المباراة مهارات فائقة جذبت إليه الأنظار، وجعلته مطمعا لأغلب مدربي النوادي الإنجليزية.

ولفرهامبتون واندرز

في 22 أغسطس 2000، وافق ولفرهامبتون واندرز الإنجليزي على شروط توقيع الجابر بعد أن أثار إعجاب رئيس النادي وولف كولين في الاختبارات الأولية، كانت الصفقة عبارة عن فترة إعارة مدتها خمسة أشهر مع خيار الشراء مقابل 1.2 مليون جنيه إسترليني، فكان أول لاعب سعودي يلعب في إنجلترا، استغرق الأمر حوالي شهر قبل إعطائه التصريح للعب، وتمكن من تسجيل أول ظهور له في السادس عشر من سبتمبر 2000 كبديل في مباراة انتهت بالتعادل في ويمبلدون 1-1، كما فعل الشيء نفسه في المباراتين التاليتين في الدوري (ولعب مباراة كاملة بكأس رابطة أندية المحترفين) قبل أن يضطر إلى المغادرة للظهور في كأس آسيا مع المنتخب السعودي، ثم عاد من اللعب الدولي وكان يعاني من إصابة في الفخذ تركته على دكة الاحتياط لمدة شهر.

استعاد الجابر لياقته لكنه لم يتمكن من اللعب أساسيا، ثم عاد إلى وطنه في إجازة بعد أن مرض والده خلال فترة أعياد الميلاد، وعند عودته إلى إنجلترا تمت إقالة كولين لي واستبداله بديف جونز، الذي طالب بتمديد فترة الاختبار للسماح له بالتقييم الشخصي ولكن الهلال رفض ذلك وعاد الجابر إلى دياره بعد ثمانية أشهر لعب بها خمس مباريات فقط وبدون أهداف، وعلى الرغم من عدم استمراره في إنجلترا، قال الجاير: “تعلمت كل شيء في هذا النادي الإنجليزي وكنت سعيدًا حقًا بوجودي خلال تلك الفترة”.

الغرافة

أعير الجابر إلى الغرافة القطري عام 2001 للمشاركة في كأس الأمير وشارك في النهائي.

وفي نفس العام عاد إلى الهلال وحصل معه على كأس النخبة العربية السابعة، وكأس السوبر السعودي المصري، كما خاض مع المنتخب الوطني التصفيات التمهيدية لكأس العالم 2002 وتأهل المنتخب بسهولة إلى التصفيات النهائية بعد أن أحرز خمسة أهداف بالرغم من تواجده في منتصف الملعب كصانع ألعاب، وفي 2002 فاز مع الهلال بكأس الخليج، وكان قائداً للمنتخب السعوي في تلك الفترة، كما صنّف المؤثّر الأول في مشوار منتخب بلاده من قبل الفيفا.

وفي عام 2005 عُيّن سفيراً للنوايا الحسنة من قبل الأمم المتحدة، كما تابع مع المنتخب التحضيرات لكأس العالم 2006، وكان قائد الفريق، وأحرز ثلاثة أهداف في أربع مشاركات في هذه الكأس، حيث شارك الجابر في أربع بطولات لكأس العالم أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، لعب 163 مباراة دولية ويأتي في المرتبة الثانية بعدد الظهور الدولي بعد محمد الدعيع في تاريخ المنتخب السعودي.

النهاية

ارتبط الجابر ارتباطا وثيقا بزعيم آسيا والذي سجل له خلال مشواره 177 هدفا، حتى جاء صيف 2007 وقرر الأسطورة الاعتزال بعد أكثر من 20 عاما داخل المستطيل الأخضر وفي جنبات نادي الهلال، وأقيم له حفل اعتزال في يناير 2008 بحضور مانشستر يونايتد بكامل نجومه، وقد تكفل بالحفل الأمير عبد الله بن مساعد وأخوه الأمير عبد الرحمن بن مساعد (رئيس نادي الهلال آنذاك)، وأقيمت المباراة بالرياض على استاد الملك فهد وقد شاركه بالاحتفال عدد من نجوم الكرة السعودية إضافة لفريق الهلال مكتمل الصفوف والكثير من الشخصيات الرياضية البارزة، وانتهت المباراة لصالح الهلال بـ3 أهداف مقابل هدفين.

بعد اعتزاله عمل لفترة قصيرة مديراً لنادي الهلال وخضع لعدّة تجارب وتأهيلات لتدريب الفرق الرياضية، ثم انتقل لنادي أوكسير الفرنسي كمساعد للمدرّب جيرو، كما كان أحد المحللين الرياضيين بقناة الجزيرة في كأس الأمم الأوروبية 2008، التي أقيمت في سويسرا والنمسا، وفي 2009 جاء الجابر بأهم تقارير الاتحاد الدولي لكرة القدم فصُنّف ضمن قائمة أساطير كرة القدم على المستوى العالمي، باعتباره أسطورة كروية في بلاده، ومع نهاية الموسم الرياضي 2013-2012 قررت الإدارة الهلالية برئاسة عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود تعيين سامي الجابر مدرباً للفريق الأول بديلا لزلاتكو لمدة عامين قابلة للتجديد، مع كافة الصلاحيات لاختيار اللاعبين، إلى أن جاء قرار إقالته في مايو 2014، ثم تم تعيينه مديرا إداريا لنادي العربي لمدة موسم ونصف، وعندما انتهت المدة المتفق عليها عام 2015 أصبح الجابر مديراً فنياً للوحدة الإماراتي.

وفي 2016 عين مديراً فنياً للفريق الأول لنادي الشباب السعودي، وفي سبتمبر 2017 أعلنت إدارة الشباب عن إقالة سامي الجابر من منصبه، وفي أبريل 2018 تم تعيينه رئيسا لنادي الهلال لموسم واحد من قِبل رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ وذلك بعد قرار الأمير نواف بن سعد الرئيس السابق للنادي بترك المنصب، وفي سبتمبر 2018 أُعفي سامي الجابر من رئاسة الهلال السعودي بناءً على إعلان من تركي آل الشيخ الذي قرّر تعيينه مستشاراً للهيئة العامة للرياضة ومسؤولاً عن العلاقات الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى