بيرلسكوني يتطلع لإعادة مجده عبر بوابة مونزا

(د ب أ)-توووفه

لم تكن السنوات القليلة الماضية لطيفة مع سيلفيو بيرلسكوني، مع تلاشي ثرواته السياسية وتراجع صحته بشكل متزايد.

لكن رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق والملياردير، الذي يتعافى حاليا من إصابة خطيرة بفيروس كورونا، يسعى للعودة إلى طريق المجد، على الأقل في ملاعب كرة القدم.

ويستهل مونزا، أحد أندية دوري الدرجة الثانية لكرة القدم، الذي أشتراه بيرلسكوني قبل عامين، مبارياته في الموسم الجديد للبطولة غدا الجمعة، بطموح في الصعود إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه البالغ 108 أعوام.

وقال فيليبو أنتونيلي مدير الكرة بفريق مونزا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “نحن لا نتكبر عندما نقول إن هدفنا هو دوري الدرجة الأولى. يجب أن يفكر لاعبونا في هذا كل يوم”.

وأضاف أنتونيلي: “اللعب لبيرلسكوني يمنحنا طاقة هائلة، مشيدا بمالك النادي، الذي وصفه بأنه شخصية إيجابية ومتوازنة، فاز بالفعل بكل شيء مع ميلان”.

وتحت ملكية بيرلسكوني، التي استمرت ما بين عامي 1986 و2017، حصل ميلان على 29 بطولة، من بينها ثمانية ألقاب في الدوري الإيطالي وخمسة ألقاب بدوري أبطال أوروبا.

وتوقفت سلسلة انتصارات ميلان بعد عام 2011، وعندما باع بيرلسكوني النادي، أوضح أنه لم يعد قادرا على التنافس مع كبار الفرق المنافسة الذين تمولهم أموال النفط الروسية أو الشرق أوسطية.

ومع مونزا، وهي بلدة تقع على بعد 20 كيلومترا فقط شمال شرق ميلانو، وجد بيرلسكوني فرصة لبدء رحلة جديدة بميزانية أكثر معقولية وبمساعدة صديق قديم هو أدريانو جالياني.

وكان جالياني يشغل منصب الرئيس التنفيذي لميلان خلال فترة رئاسة بيرلسكوني للنادي، كما يشغل المنصب نفسه حاليا في نادي مونزا، مسقط رأسه الذي يعد أحد مشجعيه طوال حياته.

وقال أنتونيلي: “جالياني هو الذي أقنع بيرلسكوني بالاستثمار في النادي”، مضيفًا أن الرجلين يتحدثان باستمرار عن كرة القدم.

وفي مقابلة أجراها مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية في تموز/يوليو الماضي، وصف جالياني نادي مونزا بأنه “النجاح الخامس في الحياة” لبيرلسكوني، بعد مداعباته السابقة مع العقارات والإعلام وميلان والسياسة.

بينما يتم ترك الإدارة اليومية بين يدي جالياني، يحب بيرلسكوني وضع بصماته بدءا من الشعارات المكتوبة في غرفة ملابس اللاعبين.

أحد هذه الشعارات يقول: “إذا كنت تؤمن بها، فإنك تقاتل، إذا كنت تؤمن بها، يمكنك التغلب على جميع العقبات، إذا كنت تؤمن بها، فإنك تفوز”.

وحاول بيرلسكوني أيضا فرض قواعد اللباس الخاصة بالفريق، وتوقع أن يكون لدى اللاعبين شعر مرتب، دون لحية أو ارتداء أقراط، و”بلا وشم على الإطلاق”، كما تتكون جميع عناصره من الإيطاليين فقط.

ولطالما كان المظهر مهما لبيرلسكوني، كما يتضح من بين أمور أخرى، من خلال لجوئه المكثف إلى الجراحات التجميلية، لكن ثبت أن سياسة مونزا الخاصة به مستحيلة التنفيذ.

ويضع كريستيان بروتشي مدرب الفريق، الذي سبق له اللعب في صفوف ميلان وتولى إدارته من قبل، وشم مثل العديد من اللاعبين، كما تعاقد النادي هذا الصيف مع اثنين من خارج إيطاليا هما الدنماركي كريستيان جيتكيار والكرواتي ميركو ماريتش.

وأوضح أنتونيلي: “نعم، لدينا الآن عدد قليل من الرجال الذين يضعون وشما”، لكن مونزا ما زال يحب أن يكون لاعبيها “ذو وجوه نظيفة وأن يتصرفوا بشكل لائق داخل وخارج الملعب”.

وفي حزيران/يونيو الماضي، قال بيرلسكوني لصحيفة (إل سيتادينو)، التي تصدر في مدينة مونزا، إنه يحب النادي “تماما” ، وكان يتعامل بنشاط مع المدرب واللاعبين، “مثلما كنت دائما أفعل ذلك مع ميلان”.

وتابع: “أستمع إليهم، وأعطيهم النصيحة، وأثني عليهم وعلى سلوكهم على أرض الملعب، وأذهب إلى حد تقديم بعض الملاحظات إذا كان هناك خطأ في سلوكهم”.

ويتم ترفيه اللاعبين بانتظام من قبل رئيسهم: في هذه المناسبات، عرف عن بيرلسكوني أنه يتباهى بمهاراته الكروية الشخصية أو يمزح عن حياته العاطفية.

وفقا لجالياني، أرادت شركة (نتفليكس) الترفيهية الأمريكية عمل فيلم وثائقي عن مونزا خلال عهد بيرلسكوني، لكن كان يتعين إسقاط المشروع بسبب جائحة فيروس كورونا.

ومن المحتمل أن يكون عملا تلفزيونيا جيدا، لكن بغض النظر عن التمثيل المسرحي لبيرلسكوني، فإن دانييل بارون، الصحفي في محطة (سكاي سبورت إيطاليا)، المتخصص في متابعة فعاليات دوري الدرجة الثانية الإيطالي، يبدو مقتنعا بأن مونزا لديه ما يلزم للنجاح.

وقال بارون لـ(د.ب.أ): “على الورق، لدى مونزا كل ما يحتاج إليه لموسم رائع” ، محذرا في الوقت نفسه من أن الدرجة الثانية لا يمكن التنبؤ بها بشكل ملحوظ، وأن الفرق التي تبدو قوية في بداية الموسم يمكن أن تخيب الآمال.

وشدد بارون على أن بيرلسكوني وجالياني يريدان تحويل مونزا إلى فريق قادر على الاحتفاظ بـ “مركز مستقر” في النصف الأول من جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي “خلال السنوات الخمس المقبلة”.

وأضاف: “من الواضح أن نموذجهم هو فريق أتالانتا”، في إشارة إلى فريق منطقة بيرجامو الذي احتل المركز الثالث في ترتيب الدوري الإيطالي الموسم الماضي وبلغ دور الثمانية في النسخة الأخيرة لبطولة دوري أبطال أوروبا.

ورغم ذلك، لايزال هناك بعض الطريق الذي يتعين على مونزا قطعه، كما يتضح من المباراة الودية التي خسرها الفريق بنتيجة 1-4 أمام ميلان في 5 أيلول/سبتمبر الحالي، حيث تلاشى الماضي والحاضر في حياة بيرلسكوني الكروية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى