النوايا مطايا.. والزمالك البطل

ربما يرى البعض أن مسرحية الكاف انتهت فصولها، ولكن هناك الفصل أو المشهد الأكثر ألما وهو ظلم ذوي القربى، حين فاجأ اتحاد الكرة المصري نادي الزمالك بأن يلعب مباراته الأخيرة في الدوري أمام الإسماعيلي قبل الموعد الذي حدده الكاف ليعلب مع الرجاء ببضعة أيام لاتتجاوز أصابع اليد..

كتب: محمد بن عبدات

لم تعد رياضة اليوم تحمل ذلك الشعار الجميل الذي يردده عشاقها ومحبوها على الدوام، ألا وهو (الرياضة فن وأخلاق)، اليوم انكسرت روح فن الرياضة بعد أن (تبعزقت) الأخلاق وصار التآمر والتحايل والكيل بمكيالين، ما يتعامل به كثير ممن يتداولون الجلوس على كراسي قيادة العمل الرياضي.

بالأمس لاحظنا كيف وضع الاتحاد الأفريقي مصلحة نادي الرجاء البيضاوي فوق كل اعتبار، وأجل مباراته مع الزمالك بحجة الكورونا التي أصبحت مدخلا للأعذار والتأويلات، بينما كان نادي حوريا الغيني والحسينية المغربي يعانيان الأمرين من هكذا ظرف صحي ولم يلتفت إليهما أحد، فيما منع النجم الكروي فرجاني ساسي وهو واحد من أهم العناصر الزملكاوية من خوض مباراة ناديه أمام الرجاء في كازابلانكا بحجة إصابته بفيروس كوفيد19(كورونا)، ثم ظهرت فحوصاته في اليوم التالي للمباراة سليمة بل إنه غادر بلده سليما إلى المغرب، وفي ظرف سويعات زاره الفيروس ومن ثم غادر!!. لتأتي بعدها بساعات أخرى الطامة الكبرى وهي أن اكثر من لاعب من الرجاء البيضاوي ممن خاضوا لقاء (ليلة امبارح) مع الزمالك مصابين بالفيروس، وهنا اكتمل المشهد الذي يكشف واقعا مؤلما تفوح منه روائح تزكم أنوف من يعشقون الرياضة بروح وفن وأخلاق الرياضة.

المهم تم المقصد، وكله تمام يافندم والزمالك عليه أن يلعب أمام الرجاء في الفاتح من نوفمبر، فيما لعبت بالمقابل مباراة الوداد والأهلي في موعدها ويرتاح من تأهل للنهائي من تلك المباراة كيفما شاء، فيما لن تكون أمام الزمالك َمهلة كافية في حال تجاوزه للرجاء الذي قدم له كل التسهيلات حتى يعود للفورمة أكثر ويصل للنهائي.

وهنا ربما يرى البعض أن مسرحية الكاف انتهت فصولها، ولكن هناك الفصل أو المشهد الأكثر ألما وهو ظلم ذوي القربى، حين فاجأ اتحاد الكرة المصري نادي الزمالك بأن يلعب مباراته الأخيرة في الدوري أمام الإسماعيلي قبل الموعد الذي حدده الكاف ليعلب مع الرجاء ببضعة أيام لاتتجاوز أصابع اليد، في حين أن هذا اللقاء كان مؤجلا إلى مابعد نصف النهائي الأفريقي، على أن يلعب في يوم وتوقيت واحد مع لقاء بيراميدز والمقاولون، حتى لايحصل أي لغط في مباراتي الناديين اللذين يتصارعان على المركز الثاني في الدوري، لهذا فإن كل ذلك يعطي مؤشرا صريحا إضاف إلى ماذكر، أن هناك من يحاول جاهدا وضع الفريق الكروي لنادي الزمالك في دائرة ضغوطات وتفكير مشتت والخ، وإلا ماذا يعني ذلك هاتوا لي جوابا. مقعنا..

أنا هنا لست مدافعا عن الزمالك كمحب أو عاشق للفانلة البيضاء بخطين حمر، وإنما مدافعا عن كلمة الحق التي يجب أن تقال فالكلمة أمانة أمام الله، سنحاسب عليها في يوم لاينفع الندم ..

الخلاصة.. أقول لكل من يريد فعل مايريد تجاه أبناء ميت عقبة إنه سيموت غيظا وكمدا حين يتوج الزمالك بطلا، لأن النوايا مطايا ولكل امرئ ما نوى.
..

عضو الاتحادين الآسيوي والدولي للصحافة الرياضية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى