مع أسد الحراسة اليمنية.. كان اللقاء صدفة

✍️محمد بن عبدات

كنت من زمن معجب بمستواه وأدائه الأكثر من رائع بين الخشبات الثلاث ومن حسن حظي أنني شاهدت أول مباراة رسمية له مع نادي الميناء عام 1983في مسابقة الدوري التصنيفي وكانت أمام نادي شباب القطن، كنت حينها لازلت في مراحل مبكرة من عمري وأتذكر أنه لفت انتباهي بقوة في تلك المواجهة التي شهدها ملعب جواس بسيئون، وزاد أنه تصدى لضربة جزاء بكل فدائية وحينها قلت في قرارة نفسي سيكون لهذا الحارس شأن كبير.

ولعل حدسي لم يخب حين رأيت فيما بعد تألق هذا الحارس الفذ، والإشادة تأتي له من هنا وهناك ليتم اختياره بعدها لمنتخب الناشئين الذي قدم معه مباريات كبيرة في التصفيات الآسيوية بالرياض، التي تصدر المنتخب فيها مجموعته ومعها التأهل لنهائيات كأس آسيا التي أقيمت في قطر 1985، لينال بعد ذلك ثقة الناخب الوطني ويصبح حارسا أساسيا لمنتخب الشباب ثم المنتخب الوطني الأول وكان له الشرف أن يكون ضمن أول منتخب يمني موحد عام 1988، إنه أسد الحراسة اليمنية ابن مدينة القلوعة عبدالجبار عباس الذي طالما تمنيت اللقاء به لكي أغوص في رحلة مشواره وإبداعه وتألقه المثير للإعجاب بين خشبات المرمى.. ولكن لم يرد الله خلال تلك السنوات التي مرت من عمرنا ولم تشأ الظروف أن يكون اللقاء غير صدفة ويقولون رب صدفة خير من ألف ميعاد.

فحين كنت بعد مغرب الأربعاء أحاول التوقف بسيارتي أمام ساحة القصر السلطاني بمدينة سيئون راودتتي فكرة أن أرتشف فنجانا من الشاي في أحد المقاهي الواقعة في محيط القصر وفي لحظة البحث على (طربيزة) خالية من الزبائن إذا أمامي هذا الأسد فكان العناق والترحاب، جلسنا في لحظة شوق وسعادة تخللها حوار جميل مليء بالمواقف والذكريات والكلام في رياضة الأمس واليوم كشف لي فيه عبدالجبار كثيرا من الرؤى والأفكار وبعض تنقاضات الرياضة وإدارة شأنها في مراحل مختلفة، وهو الشيء الذي يظهر كم هي ثقافة وفكر وتميز لاعبي الأمس.

لهذا كنت أتمنى أن تطول بنا الجلسة والحديث ولكن إقامة صلاة العشاء كانت تنادي، فلم يكن مني إلا الذهاب للمسجد، فيما هو في حكم المسافر الذي جمع صلاتي المغرب والعشاء، لذلك ودعته على أن يكون للحديث بقية، لذلك وضعت له رقم هاتفي حال إذا تأخر موعد سفره نلتقي مرة أخرى ونواصل ذلك الحوار الشيق ونقوم معه بواجب الضيافة والترحاب كما يجب أن يكون في مقام واحد ممن سطروا أروع وأجمل إبداعات فنون حراسة المرمى في ملاعب كرة القدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى