الزمالك ونادي القرن وبطولة أفريقيا وصالح جمعة وووو..

كتب: محمد بن عبدات

يقولون إن ضربتين في الرأس توجع، كيف حين تكون ثلاث أو زيادة، فبعد أن أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) منذ فترة عن منح النادي الأهلي لقب نادي القرن في قرار عجيب وغريب وضرب ببطولات نادي الزمالك القارية عرض الحائط في ظل فارق واضح بينه وبين أقرب منافسيه، فوزا ببطولات الأندية الأفريقية خلال القرن العشرين..

لهو أمر فيه كثير من المغالطة والمحاباة وقلب الحقائق والتاريخ، وبالتالي من حق نادي الزمالك المطالبة باستعادة حقه المسلوب وفقا للأنظمة واللوائح والقوانين التي تكفل له اللجوء للقضاء أو الجهات المختصة في ذلك، وهو أمر لايثير أو يزعل منه أحد، ونحن بكلامنا هذا لسنا ضد النادي الأهلي الذي نكن له ولتاريخه كل المحبة والاحترام، وأرى أنه لن يرضى غير بالذي يستحقه.

لكن تحركات الزملكاوية حول ذلك أعتقد أنها أثارت غضب الكاف ورئيسه أحمد أحمد فعملت على محاولة عرقلة زحف الفريق الكروي الزملكاوي نحو خطف بطولة أبطال أفريقيا لهذا العام بكل الطرق والوسائل المتاحة، فقد اتضح ذلك السيناريو منذ مباراتي نصف النهائي أمام الرجاء المغربي..

وسبق أن شرحنا هذا في تناول سابق، ليأتي النهائي بعدها وما صاحبه من علامات استفهام كبيرة، حيث السماح لعدد كبير من جماهير الأهلي بحضور النهائي على حساب جماهير الزمالك التي التزمت بالعدد المقرر، إضافة إلى تغير الحكم الرابع، ومعه حكام فار، ولعل هذا ماجعل الفار طوال شوطي المباراة نائما في مباراة حاسمة وحساسة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، لذا هنا غابت بكل وضوح عدالة الأفريقي وحضرت بدلا عنها ابتسامة ماكرة للحكم غربال الذي حاول الكاف أن يغطي به عين الشمس، وعين الشمس لاتغطى بغربال كما عنونت مقالي السابق، ليخرج الزمالك خالي الوفاض كما أراد له..

ولم يكتف بذلك لتتوالى الأحداث عاصفة وهذه المرة من أهل الدار حين تمت إقالة مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور الذي وإن اختلفنا أو اتفقنا معه في إدارته للقلعة البيضاء، إلا أنني أرى أن التوقيت لم يكن موفقا خاصة وأن الزمالك أمامه مباراة مهمة في نصف نهائي بطولة كأس مصر وهي التي تعود الزملكاوية في السنوات الأخيرة على الاحتفال بالفوز بها، وهو ما ضرب نفسيات اللاعبين أكثر من وجهة نظري وهم من لازالوا يعيشون سيناريو حزن فقدان البطولة الأفريقية.

حقيقه لا أدري ماذا يعد لهذا النادي العربي الكبير الذي تعشقه الملايين ونحن في اليمن يتملكنا حب هذا النادي بعد أن عمق أبو الكباتن الأسطورة علي محسن بفنه وإبداعه وأهدافه الخالدة مع جيل رائع مثل حمادة إمام وعمر النور وغيرهم، هذا الحب الجارف وإن لم نكن واكبنا تلك الحقبة الزمنية التي سمعنا عنها حكايات وقصص جميلة من آبائنا والأجيال التي سبقتنا، ممن غنت يازمالك يامدرسة لعبك فن وهندسة، وظلت تغني وظللنا نحن نغني على إثرها إلى اليوم..

لهذا حين ننبري للدفاع عن الزمالك أو انتقاد أي أمر لايخدم مساره نحو الأفضل لايأتي ذلك إلا من حبنا وحرصنا على أن تظل القلعة البيضاء صامدة، وعلى أركانها ترفرف رايات التفوق والانتصار.

أخيرا كنت أتمنى أن يحقق الزمالك الكأس الأفريقية والمصرية معا ليس لكونه يستحقها عن جدارة عطفا على مستوى فريقه الأكثر من رائع هذا الموسم، وإنما لتخفيف شيء من آلامي، ورفع واقع نفسيتي البعيد ربما تأثيرهما عن الرياضة ولكن لم يحدث ماكنت أتمناه ويتمناه الكثير معي.

لهذا وجدت نفسي أبحث عن خبر سار يبدد تلك المنغصات فجاءني خبر قرب انضمام معلم الألفية وفنان الكرة العربية صالح جمعة ليرتدي القميص الأبيض أبو خطين حمر، فسعدت كثيرا كوني أرى أن ابن العريش لاعب سوبر ستار، ولم يتحصل على فرصة كافية لكي يفجر كل طاقات موهبته الكبيرة بل إنني أراه من وجهة نظر شخصية إفضل لاعب في مصر، وظلم كثيرا ولم يساعده أحد بالصورة المطلوبة وربما هناك من لايريد له الظهور كما يجب أن يكون ووجدوا لهم بعض الأعذار للتخلص من موهبة هذا النجم الكروي الذي لاتشاهد من أقدامه غير متعة كرة القدم الحقيقية..

إلا أنه وكما يقولون، ليس كل مايريده المرء يدركه، فللأسف حتى هذا الخبر لم تكتمل فرحته حين علمت أن المعلم خارج أسوار ميت عقية فانتابني حزن كوني أرى أن الفنان لايستطيع أن يجيد العزف ويطرب محبيه إلا حين يكون من حوله جماهير ذواقة وفرقة يتواجد فيها عمالقة من مدارس الفن، وبالتالي كان الزمالك مكانه الطبيعي، فهو مدرسة الفن والهندسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى