أتليتكو مدريد.. هل يكون البريمو هذا الموسم؟

تقرير – محمد العولقي

من المبكر جدا القول إن أتلتيكو مدريد يسعى بجدية نحو معانقة لاليجا الإسبانية، لمجرد أنه هزم برشلونة أخير في المترو بوليتانو ، لكن يبدو أن تعثرات ريال مدريد وبرشلونة معا يحفزان دييجو سميوني على تكرار تجربة العام 2014 ..
ورغم أن سميوني أخير تنفس الصعداء بعد أن حقق أول فوز له على برشلونة بعد سبعة مواسم عجاف، إلا أن الأرجنتيني يبدو حذرا في الإقرار أن فريقه لا يختلف كثيرا عن الفريق الذي فاز ببطولة الدوري عام 2014 .. هل فعلا هذا الفريق يشبه ذلك

 

الفريق الذي حطم أسطورة البرشا و الريال قبل ست سنوات ..؟سميوني يجيب عن هذا السؤال بطريقته الخاصة :
لا.. لا يوجد تشابه بين النسخة الحالية و نسخة 2014 ، لكنهما يتفقان فقط في الحافز ..
هنا نسأل أي حافز يقصد سميوني ؟
لا شك أن تطلعات الأتلتيك الكبيرة لا تستند فقط إلى نفسيات لاعبيه ، لكنها تستند على الخدمات المجانية التي يقدمها فريقا ريال مدريد وبرشلونة ..

ريال مدريد يتأرجح يمينا و شمالا ، أحواله في لاليجا غير مستقرة ، مرة فوق و مرات تحت ، وهذا التذبذب في المستوى جعله ينزف نقاطا كثيرة رفعت من الروح المعنوية للاعبي أتلتيكو مدريد ..

وبرشلونة هو الآخر يقدم تيكي تاكا عرجاء لا طعم لها و لا لون ، وقد أصبح فريقا يتوقع خسارته في كل جولة ، وهو الآخر محاصر بإرهاصات المرحلة و تغيير جلد الفريق ، وفي ظل هذه القتامة و مشاكله الجانبية مع ليونيل ميسي يهدر الكثير من النقاط لمصلحة أتلتيكو مدريد ..

نعم من المبكر جدا الرهان على أتلتيكو مدريد ، الفريق الذي يصعقك أحيانا عندما يسقط أمام صغار لاليجا بسذاحة ، لكن دييجو سميوني يعلم تماما أنه أمام فرصة ذهبية لتجريد ريال مدريد من لقبه و القفز فوق كل أسلاك برشلونة ..


 سواريز .. قوة إضافية 

بعيدا عن ترنح الريال و البرشا يبدو أن أتلتيكو مدريد كسب بالفعل البريمو ، و البريمو هنا هو المهاجم لويس سواريز ، فهذا المهاجم الذي عاقبه برشلونة، و حمله وزر أخطاء الموسم الماضي، دخل في الموضوع مع فريقه الجديد دون جس نبض مسجلا خمسة أهداف كان يمكن أن ترتفع النسبة لولا أنه أصيب بفيروس كورونا، و بالتالي غاب عن مواجهة برشلونة التي انتهت للروخي بلانكوس بهدف وحيد من إمضاء البلجيكي كراسكو ..

يحاول سميوني قدر المستطاع تقديم حماية كاملة لسواريز من خلال تسخير خط وسط قوي من الناحية الذهنية، كل مهامه تتمحور في إمداد سواريز بالكرات و تحريره من الرقابة ، إنه المهاجم الوحيد الذي يستطيع تقديم خدمات كبيرة للأتلتيك في المباريات الصعبة التي ينتهج فيها سميوني أسلوبا دفاعيا قاتما ..


 سميوني .. مشكلة و تناقض 

يمتلك الأتلتيك فريقا قويا في مختلف الخطوط ، وهو حاليا أكثر كمالا و جاهزية من ريال مدريد وبرشلونة ، لكن تبقى مشكلة الأتلتيك في سحابة الشك التي تمطر أحماضا ليس فيها فائدة لا لزرع و لا لضرع ..
مشكلة الأتلتيك أنه يعاني من انفصام في شخصيته من مباراة إلى أخرى ، فهو كبير و عنيد أمام الكبار ، و صغير و قزم أمام الصغار ، وهذه قصة خلقت من سميوني مدربا بوجهين أو قناعين ..
يصر سميوني على غرس مبادىء الكرة الأسمنتية القاسية لإيمانه أن اللجوء إلى تعاليم أستاذه هيلينيو هيريرا هو السبيل الوحيد لردم الهوة أمام الريال و البرسا ..

ربما كان سميوني في أمس الحاجة إلى مهاجم متحفز دائما مثل لويس سواريز، تتلخص و ظيفته في تجسيد رأس الحربة الكلاسيكي كما يجب أن يكون ، لكنه بحاجة ماسة إلى خلق شخصية البطل إذا أراد أن يستغل سبات برشلونة و نعاس ريال مدريد ..

لم تكن المفكرة التكتيكية هاجسا في رأس سميوني ، كان و لازال يحتاط كثيرا و يعرف كيف يلعب المباريات الشائكة و المعقدة بأسلوبه هو لا بأسلوب لاعبيه ، من هنا يختلط الأمر عليه عندما يحاول تحرير لاعبيه من العقلية الدفاعية في المباريات التي يواجه فيها خصوما أقل شأنا ، حيث تضيع هوية الفريق، و لا يجد غطاء تكتيكيا يعيد للاعبيه التوازن النفسي المطلوب ..

سميوني

سيجد سميوني نفسه مطالبا بأن يضغط على أنفاس ريال مدريد وبرشلونة في الجولات القادمة ، لكن تبقى الإشكالية في كيف و أخواتها ، أعني أن سميوني قد يلجأ إلى تحرير لاعبيه نوعا ما و ممارسة بعض الإغراء الهجومي، و هو يمتلك الأسلحة الفنية التي تمكنه من تغيير وجه الفريق مثل ساؤول و كراسكو و سواريز و حتى لورانتي و الصغير البرتغالي جواو فيلكس ..

 وماذا بعد فك عقدة برشلونة ..؟

يمكن أن يشكل فوز الأتلتيك على برشلونة بداية مرحلة جديدة تدفع سميوني إلى الوثوق في حظوظ فريقه في لاليجا ؟، فالطالما اشتكى الأرجنتيني من عقدة برشلونة بالذات و من عدم قدرته على تجاوز هذا المطب نفسيا، ولأن لكل عقدة حلال ، فسميوني لأول مرة يخلق فرصا أكثر من برشلونة ، مع حيوية كاسحة في الوسط و الهجوم ، فهل هذا المستوى بداية لتغيير فكر و جلد الفريق في موسم مضطرب و غير واضح المعالم، و في ظل ترنح الريال و البرشا على أكثر من جبهة ..؟


نعم يمكن أن يشكل هذا الانتصار بداية عهد جديد لسميوني ، و هذا العهد لابد أن يرتبط بثورة تصحيح شاملة في الطريقة و الأسلوب، مع منح لاعبيه الثقة الهجومية المطلوبة ، فما يلوح في أفق لاليجا من هرولة الكبار و تغيير في خريطة المنافسة سيدفع سميوني إلى رفع الجاهزية إلى الدرجة القصوى ..

والسؤال الذي يبرز من بين رماد مخلفات لاليجا :
هل فك عقدة برشلونة سيحدث انقلابا في تكتيك الأتلتيك في قادم الجولات، و من ثم الانتقال من القتامة الدفاعية إلى الحيوية الهجومية ..؟، سميوني وحده يملك الإجابة في الوقت الراهن ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى