
(د ب أ)- توووفه
أكد نجم كرة القدم الإسباني السابق تشافي هيرنانديز أنه منذ انتقاله إلى قطر وهو يلمس التطور على جميع المستويات؛ بداية من الاستادات ومرورا بمشروعات البنية الأساسية ، كما أن انتقاله إلى الدوحة أتاح له الفرصة للمشاركة في بعض المبادرات الخيرية الرائعة، ومن بينها برنامج الجيل المبهر.
وقبل أربعة أسابيع ، بدأ العد التنازلي لآخر عامين على انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، والمقررة في قطر خلال الفترة من 21 تشرين ثان/نوفمبر إلى 18 كانون أول/ديسمبر 2022 حيث يتزامن اليوم الجمعة مع بدء العد التنازلي لموعد المباراة النهائية لبطولة كأس العالم في قطر وهو أيضا العيد الوطني في قطر.
وقال تشافي، في مقال نشره الموقع الإلكتروني للجنة المنظمة لمونديال 2022 اليوم الجمعة: “لم يعد يفصلنا سوى أقل من عامين عن انطلاق أول نسخة من بطولة كأس العالم تقام في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. وكلما اقتربنا من انطلاق صافرة المونديال، تنامت أجواء الحماس وزادت حدة الإثارة في قطر”.
وأوضح تشافي، أحد سفراء اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر لاستضافة المونديال: “وعدت قطر الجماهير العاشقة لكرة القدم بمهرجان كروي لا مثيل له. ومنذ أن انتقلت إلى قطر في 2015، وأنا ألمس تطورات على جميع المستويات؛ بداية من الاستادات وأماكن الإقامة والبنية التحتية إلى الطرق والسكك الحديدية، وهو ما يجعلني أؤكد بكل ثقة أن اللاعبين والجماهير تنتظرهم بطولة مبهرة”.
وقال تشافي، المدير الفني الحالي لفريق السد القطري: “قدمت إلى قطر لانضم إلى صفوف نادي السد ومواصلة مسيرتي الكروية في الملاعب. لم يكن قرارا سهلا لي ولا لأسرتي أن أغادر مدينة برشلونة ، مسقط رأسي، وأن أترك النادي الذي أكن له حبا شديدا؛ لكي أبدأ رحلة جديدة في بقعة أخرى من العالم جديدة تماما بالنسبة لي”.
وأوضح: “حينها، كنت متحمسا بشدة للاستمرار في الملاعب كعهدي دائما، ولكن من داخلي كنت اعلم أن عطائي داخل الملعب قد لا يكون بالقدر الذي اتمناه كما كان الحال في برشلونة، حيث لا بديل لك عن الفوز في كل مباراة. تحدثت لبعض الأصدقاء، ومن بينهم راؤول جونزاليس الذي لعب في الدوري القطري، وأخبروني كثيرا عن كأس العالم الذي ستستضيفه قطر، فأعجبت إعجابا شديدا بما تريد قطر تحقيقه في المونديال داخل الملعب وخارجه”.
وأضاف: “كانت فرصة رائعة لمواصلة مشوراي في الملاعب، وكذلك خارج ميدان المنافسات من خلال المشاركة في البرامج التي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث لإحداث تغيير مجتمعي إيجابي يمتد أثره لما بعد مونديال 2022 “.
وكشف تشافي، الذي يقود فريقه اليوم في نهائي كأس أمير قطر أمام فريق العربي على ملعب “الريان”، أحد ملاعب مونديال 2022 ، بعض الجوانب عن طبيعة الحياة في قطر وعشق القطريين لكرة القدم وكذلك بعض تفاصيل حياته اليومية في قطر.
وقال تشافي: “عندما تسير في أنحاء الدوحة وتقابل أهلها، تلمس في أعينهم شغفا واضحا بكرة القدم. لم أكن أعلم ما الذي ينتظرني عندما انتقلت إلى هنا أول مرة. كانت مغادرتي لبرشلونة بعد 25 عاما والسفر إلى جزء جديد من العالم له ثقافته وتقاليده المختلفة تجربة جديدة تماما لي. ولكن يجب أن اعترف أنني أحببت كل شيء يتعلق بالحياة في قطر، فطقسها مدهش، وشمسها مشرقة يوميا، وبيئة العمل فيها مريحة للغاية بفضل الاحترام والود السائد بين الناس، كما أنها بلد آمن للغاية ومعدلات الجريمة فيه شبه منعدمة ؛ لذا فهي مكان جميل لعائلتي الصغيرة”.
وأوضح: “منذ انتقلت إلى هنا وأنا أقضي أوقاتا سعيدة بصحبة زوجتي وطفلاي الصغيرين. نبدأ التدريب مساء في معظم الأيام، وأجد متسعا من الوقت لاصطحاب ابنتي إلى الحضانة يوميا، وبعدها أقضي ساعات الصباح المتبقية في اللعب مع ابني الصغير. وفي عطلات نهاية الأسبوع ، يمكنني أن أفعل الكثير من الأشياء اللطيفة”.
وأضاف: “غالباً ما أخرج للعشاء في أحد المطاعم الرائعة المنتشرة بكثرة في الدوحة. وهناك أيضا الفنادق المدهشة المطلة على السواحل، وهي مكان مثالي للاسترخاء في عطلات نهاية الأسبوع، ولكن مع ضغط المباريات ودخول الموسم الكروي ذروته مؤخرا، افتقدت هذا الجانب الممتع من الحياة في قطر نوعا ما”.
وأشار تشافي: “مع انتقالي إلى قطر، أتيحت لي الفرصة أيضا للمشاركة في بعض المبادرات الخيرية الرائعة، ومن بينها برنامج الجيل المبهر الذي يعد أحب المبادرات إلى قلبي، وهو برنامج المسؤولية المجتمعية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث… ويستعين هذا البرنامج بقوة وتأثير كرة القدم في تمكين الشباب وتثقيفهم وتعليمهم مهارات حياتية مهمة. وقد احتفي البرنامج مؤخرا بالذكرى العاشرة على إطلاقه، ولقد أسعدني أن أراه في المكانة التي وصل إليها اليوم بعد أن أحدث تغييرا إيجابيا في حياة أكثر من 500 ألف شخص في 10 دول حول العالم، ويهدف البرنامج للوصول إلى مليون مستفيد بحلول عام 2022 “.
وأوضح تشافي: “كنت قد عزمت أن أظل في قطر حتى نهاية مشواري الكروي، وحينما عرض علي تدريب فريق السد، رحبت بهذا العرض. نما في قلبي وقلب أسرتي حب قطر ونمط الحياة فيها، لذا كان هذا العرض رائعا لأخطو من خلاله الخطوة الأولى في حياتي المهنية كمدرب، وأشرف على فريق يضم لاعبين واعدين سيشاركون على الأرجح ضمن صفوف المنتخب القطري في مونديال 2022 . ولأنني كنت لاعبا ضمن صفوف نادي السد، أدركت أنه سيكون مكانا مثاليا لبدء حياتي كمدرب والمساعدة في تطوير مستوى بعض لاعبي الفريق”.
وأضاف: “استغرقت بعض الوقت لاتأقلم مع حياتي الجديدة كمدرب، ولكنني مستمتع بها للغاية. فلسفتي وأنا مدرب لم تتغير عن فلسفتي وأنا لاعب ، فأنا أحب اللعب الإيجابي. عندما كنت لاعبا، كنت أحب الاحتفاظ بالكرة وفرض الاستحواذ والهجوم وخلق أكبر عدد ممكن من الفرص للتسجيل… أرى أنني من مؤيدي طريقة اللعب القائمة على الاستحواذ وتسريع الإيقاع ، وكذلك اللعب الجماعي، وأحب أن يهاجم ويدافع جميع اللاعبين سويا. وفوق هذا كله، يجب أن يستمتع اللاعبون بممارسة كرة القدم، وأفضل طريقة للاستماع تأتي من خلال الاحتفاظ بالكرة وخلق العديد من الفرص وتسجيل الكثير من الأهداف. هذه كانت طريقتي عندما كنت لاعبا، وهي أيضا الطريقة التي أطبقها في التدريب وأريد من اللاعبين أن يستمتعوا بها”.
وأشار تشافي: “بحكم المدة التي أمضيتها هنا، أرى تطورا إيجابيا واضحا في كرة القدم القطرية. فتنظيم كأس العالم لم يجعل تركيز قطر منصبا على تجهيز المرافق والاستادات العالمية فحسب، بل وعلى تأهيل المنتخب الوطني للمنافسة في أكبر حدث كروي ضد أفضل منتخبات العالم… واستطاعت أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي، التي تأسست عام 2004 لإعداد أجيال متميزة من لاعبي كرة القدم وغيرها من الرياضات، أن تحقق نجاحا كبيرا. فالجيل الجديد من اللاعبين في قطر يتحسن كثيرا، وألمس هذا التحسن في أداء لاعبي السد، ومن حسن الحظ أنني أعمل معهم يوميا وأساعدهم في تعزيز الثقة في قدراتهم”.
وأضاف: “في ظل تنامي وتيرة التطور الذي تشهده كرة القدم القطرية، والتتويج مؤخرا ببطولة كأس آسيا، أعتقد أن قطر يمكنها أن تؤدي أداء مشرفا في أول ظهور لها في كأس العالم 2022 . هنا في قطر، تتنامى الثقافة الكروية بسرعة مذهلة، واعتقد أن كأس العالم سينتقل باللعبة لمستوى آخر، ليس في قطر وحدها بل وفي العالم العربي بأسره. وإلى أن يحين الوقت لخطوتي التالية في عالم التدريب، سأظل مستمتعا بوقتي هنا وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الإسهام بدور صغير في رحلة قطر المثيرة نحو مونديال 2022 “.