المغرب تراهن على العروبة والجغرافيا للفوز في سباق استضافة مونديال 2026

 

توووفه- وليـد العبـري

لم يبق سوى شهران فقط على الموعد الذي أعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفـا” للإعلان الرسمي عن هوية الملف الفائز بتنظيم مونديال 2026 من خلال الكونجرس الـ69 الذي سيقام في العاصمة الروسيـة موسكو قبيل انطلاقة مونديال روسيـا بيوم واحد فقط. فهل سينتصر الملف المغربي على حساب تكتل أمريكا وكندا والمكسيك؟

المغرب قدمت ملفا ضخما لاقى إعجاب الكثيرين ولكن قرار منح شرف الاستضافة لأسود الأطلسي يستند لعدة اعتبارات سابقة وحالية؛ فالبلد العربي نظم نسختي مونديال الأندية 2013 و 2014 وأبهر العالم آنذاك فهل ستكون هاتان النسختان بمثابة ورقة مهمة لتعزيز الملف المغربي؟

آلية التصويت

في نهاية مايو من عام 2013 صادقت اللجنة العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، خلال انعقادها في موريشيوس، على تغيير طريقة اختيار هوية البلد الفائز بشرف استضافة نهائيات كأس العالم، وكانت عملية الاختيار محصورة سابقا على اللجنة التنفيذية للفيفا، لكنها أصبحت الآن منوطة بالجمعية العمومية المكونة من 209 اتحادات منضوية تحت لواء السلطة الكروية العليا، ولم تكن عملية التغيير مفاجئة، إذ سبق لرئيس الفيفا، السويسري جوزيف بلاتر، أن تبنى هذا الاقتراح خلال اجتماع اللجنة العمومية في زيوريخ عام 2011، وتم التصويت على الاقتراح الذي حصل على 198 صوتا مقابل اعتراض صوتين (يسمح لـ207 أعضاء بالتصويت من أصل 209)، وجاء هذا التغيير بعد الانتقادات التي وجهت للجنة التنفيذية بعد اختيار عام 2010 روسيا وقطر لتنظيم مونديالي 2018 و 2022. هذا الأمر سهل على المغرب حشد أصوات أفريقيا والتي تمثل ما يقارب 26% من إجمالي المصوتين بالإضافة للداعمين من العرب وأوروبا وبعض دول أمريكا الجنوبيـة.

 

استضافة المغرب لمونديال الأندية لعامين متتالين في 2013 و2014 وتميزها تنظيميا وجماهيريا في هذا الحدث يعد نجاحا مزدوجا لمعيارين مهمين من معايير اختيار البلد المنظم لمونديال 2026؛ ففي مونديال 2013 أقيمت البطولة في مدينتي مراكش وأغادير، وبلغ متوسط الحضور الجماهيري 34 ألف متفرج في المباريات الثمان التي احتضنتها البطولـة، وهو رقم مرتفع جدا في ظل تنوع مستوى، وهوية الفرق المشاركة، فباستثناء بايرن ميونيخ الألماني والذي توج بطلا والفريق المضيف الرجاء البيضاوي تواجدت 6 أندية أخرى لا تمتلك تلك السمعة العالمية الكبيرة.

كررت المغرب استضافتها لنسخـة 2014 من المونديال المصغر من خلال مدينتي الرباط ومراكش وتواصلت النجاحات وشهدت مراكش تتويج ريال مدريد باللقب بحضور أكثر من 38 ألف متفرج.

دعم عربي

تحصل المغرب  الأحد على دعم معنوي مهم من الأشقاء العرب حيث طالبت القمة العربية في دورتها الـ29، المنعقدة أمس الأحد في مدينة الظهران السعودية، الدول العربية بدعم الملف المغربي لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، في تصريح صحفي عقب اختتام أشغال القمة: “إن القمة العربية أكدت بالإجماع دعمها ترشيح المغرب لاستضافة منافسات كأس العالم 2026.”، وأضاف بوريطة “أن القمة طالبت كل الدول بتقديم الدعم التام والمساندة الكاملة لهذا الترشيح العربي.”

هذا التطور من شأنه تعزيز تماسك المغرب بين أشقائه قبل عملية التصويت، وهو أمر سيسهم في تقاطر دول آسيـا مع عرب القارة من أجل التصويت لملف المغرب على حساب تكتل شمال القارة الأمريكية الذي يعتمد كثيرا على سمعـة دولها الثلاث، ويعتبر طلب الترشح المغربي هو الخامس من نوعه، بعد الفشل في 4 مناسبات سابقة، حيث كانت الأولى لاستضافة مونديال 1994، واستضافته الولايات المتحدة الأمريكية، والأخيرة في نسخة 2010، التي ذهبت لصالح جنوب أفريقيا، وفي ترشيحه الخامس لاستضافة النهائيات، والأول لتنظيم نسخة سيشارك فيها 48 منتخبا بعد قرار رفع عدد المنتخبات المتأهلة، يعتزم المغرب استضافة الحدث الضخم على 12 ملعبا، 9 منها جاهزة، وسيتم تحديث بعضها بما يتناسب ومتطلبات استقبال البطولة، وسيتم بناء ثلاثة ملاعب أخرى حديثة بينها الملعب الكبير للدار البيضاء بسعة 93 ألف مقعد، وهو “الملعب الوطني الذي طال انتظاره من قبل المغاربة” وفقاً لملف الترشيح المغربي.

كل المعطيات تقول إن المغرب جاهز لاحتضان هذا الحدث الكبير، الذي طالما سعت خلفه، لكنه تمنع بسبب قوة المنافسة تارة، وأخرى بفعل فاعل. وما زالت الرغبة في النجاح، وتحقيق الحلم يتأجج في كل جغرافية المغرب، ويمور في روح شعبها العاشق لكرة القدم.

فهل ستحصل المغرب على الإنصاف أخيرا أم سيجافيها كما حدث في المرات السابقة؟ الثالث عشرة من يونيو القادم سيبوح بكل شيء والرهان الأكبر سيكون على العروبة والجغرافيا المتمثلين في الدول العربية وأفريقيا، وحتى ذلك الوقت على المغرب مواصلة سعيها لكسب ثقة المصوتين وعلينا كمحبين لهذا البلد الآسر الدعاء له بالتوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى