مارادونا العرب.. أمير الصحراء الذي أبهر العالم

تقرير- ترياء البنا

ولد سعيد العويران في 19 أغسطس 1967، بزغ نجمه مبكرا مع نادي الشباب، حيث بدأ معه في السادسة عشرة من عمره، تدرج من الناشئين إلى الشباب ومن ثم الفريق الأول وختم مسيرته مع نادي الشباب، ورغم تلقيه عدة عروض للاحتراف إلا أنه فضل البقاء حتى اعتزاله مع الشباب، وفي موسم 1987، حقق الشباب بقيادة العويران أول لقب رسمي في تاريخه، وأدهش سعيد الجميع بأدائه السلس رغم أنه لم يكمل العشرين من عمره وقتها، ولم تقف موهبة سعيد عند هذا الحد بل قاد النادي للحفاظ على اللقب في الموسم التالي، لكن خفت نجم سعيد فاقترن به الشباب وتدنى مستواه لعامين، لكن سرعان ماعاد سعيد ليحرز للشباب أول لقب بالدوري السعودي مطلع التسعينيات، وزاد تألقه ليحقق اللقب ثلاث مرات متتالية كأول ناد سعودي يحقق هذا الإنجاز، توج في 1992 كهداف للدوري وقاد الشباب لتحقيق الرباعية التاريخية عام 1993 عندما أحرز النادي الدوري السعودي وكأس الخليج ودوري العرب وكأس ولي العهد.

بعد المستوى الذي قدمه سعيد مع الشباب، ضمه مدرب المنتخب إلى التشكيلة المشاركة في كأس القارات، حيث لعب المنتخب على اللقب أمام الأرجنتين التي كانت وقتها المصنف الأول في قائمة فيفا.

واستدعي سعيد في التشكيلة التي ستخوض التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 1994، ضمن قائمة ضمت عددا كبيرا من النجوم، لعب المنتخب لقاء وديا أمام فريق الكوكب، واستطاع سعيد أن يسجل أحد الأهداف السعودية، بعدها بدأت التصفيات بلقاء مكاو، سجل سعيد هدفين، وفي اللقاء الرابع لسعيد في التصفيات أيضاً أمام مكاو استطاع تسجيل هاتريك، واختتم التصفيات الأولية بهدف في مرمى الكويت في آخر لقاءات التصفيات، اللقاء الذي انتهى لصالح السعودي بهدفين، ليتوج سعيد هدافاً للمنتخب بـ6 أهداف من أصل 20 هدفا، قاد بها الأخضر السعودي للتصفيات النهائية.

استمر سعيد على رأس القائمة المشاركة في التصفيات النهائية، لعبت قبلها السعودية مباريات ودية بدأتها بلقاءين أمام المنتخب التايلاندي، سجل فيها سعيد هدفين ثم خسر أمام المنتخب الكوستاريكي بثلاثة أهداف لهدفين سجلهما سعيد العويران، عاد بعدها في اللقاء الآخر لينتصر على المنتخب الكوستاريكي بثلاثية كان لسعيد منها هدف، كما كان لسعيد حضور في التصفيات بتسجيله هدف التعادل أمام العراق في خامس لقاء خاضه الأخضر، وأبقى هدف التعديل الآمال السعودية لمنافسة الكويت على بطاقة العبور، ليتأهل بعدها المنتخب السعودي بفضل أهداف سعيد التي وضعته على قائمة هدافي المنتخب، لأول كأس عالم في تاريخ الممكلة، وتوج سعيد هدافاً للعالم آنذاك مع المنتخب السعودي بـ 18 هدفا.

لعب المنتخب السعودي أول لقاء في التصفيات أمام المنتخب الهولندي ورغم الهزيمة إلا أن مستوى الأخضر كان جيداً أمام منتخب مثل هولندا، وكان سعيد النجم الذي خطف إليه الأنظار ، وخاض سعيد ثاني لقاء له أمام منتخب المغرب وقدم أداء رائعا، ولكن لم يظهر سعيد في التصفيات بالشكل المطلوب رغم أن الآمال كلها كانت معقودة عليه، وكان لسعيد كلمة بالدقيقة الخامسة في لقاء بلجيكا عندما انطلق بالكرة من منتصف ملعب المنتخب السعودي، بعد تمريرة محمد عبد الجواد وشق طريقه نحو الشهرة ضارباً بآمال المنتخب البلجيكي عرض الحائط ومحطماً دفاعه، ليسجل أحد أفضل الأهداف التي شهدتها كرة القدم على مر التاربخ، والذي سيبقى عالقاً في الأذهان للأبد، لينال سعيد جائزة أفضل لاعب في اللقاء ويقود السعودي لدور الـ 16 كأفضل إنجاز له في كأس العالم ويصبح بطلاً قومياً، واللاعب رقم واحد في قلوب السعوديين.

اختار فيفا هدف سعيد العويران كأفضل هدف في البطولة وكأفضل ثاني هدف في تاريخ كؤوس العالم، كما اختار سعيد العويران في قائمة أفضل 22 لاعبا بكأس العالم 1994.

وحقق هدف العويران في بلجيكا العديد من الأرقام، فكان أفضل هدف في كأس العالم 1994 باختيار فيفا، أمام أفضل حارس في البطولة، وأفضل ثاني هدف في تاريخ كؤوس العالم باختيار فيفا أيضا، وأفضل رابع هدف في تاريخ كرة القدم باختيار وورد سوكر، وأفضل هدف في تاريخ كؤوس العالم باختيار وكالة الأنباء الألمانية، وأفضل ثالث هدف في التاريخ من قبل الـ بي بي سي، وأفضل ثاني هدف في كؤوس العالم من قبل كوب فانس، وأفضل سادس هدف في تاريخ كؤوس العالم في استفتاء شمل 400 ألف شخص.

وفي كأس القارات 1992 سجل العويران أجمل أهداف البطولة في مرمى منتخب الأرجنتين صنفته جريدة بريطانية بأنه ثالث أجمل هدف في تاريخ كؤوس العالم قاطبة وهذا إنجاز عربي كبير.

وفي كأس العالم 1998 استمر سعيد العويران بمستواه المعروف، وكان من أبرز اللاعبين ولكنه هذه المرة ركز على مركز الوسط أكثر من النزعة الهجومية، وسجل هدفاً واحد في التصفيات وتأهل مع المنتخب لمونديال فرنسا، وحينما وصل السعودي لفرنسا حاصرت القنوات والإذاعات والمجلات والصحف سعيد العويران وكان من أشهر لاعبي تلك البطولة، ولكن المنتخب في ذلك الوقت لم يكن كما كان في مونديال 1994 حتى في ظل وجود سعيد الذي كبر في السن ولم يكن في مستوى مونديال الولايات المتحدة.

الإنجازات

حقق العويران مع الشباب الدوري السعودي الممتاز 3 مواسم متتالية 1990 1991، 1991- 1992، 1992- 1993،وكأس الخليج للأندية مرتين 1993– 1994، وكأس النخبة العربية عام 1996 وكأس ولي العهد 1996، وكأس الكؤوس الآسيوية 2001، وكأس ولي العهد 1999،وكأس الأندية العربية أبطال الدوري مرتين، 1992، 1999.

ومع الأخضر السعودي، حقق كأس الخليج العربي 1994، والتأهل إلى دور الـ16 في كأس العالم 1994، والتأهل لمونديال 1998.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى