هذا ما حلّ بالزمالك في المحلة

كتب: محمد بن عبدات

لعل أكثر المتشائمين لم يخطر على باله أن يخرج فريق الزمالك المرصع بالنجوم والمتصدر للدوري المصري خاسرا أمام فريق نادي غزل المحلة العائد لدوري الأضواء هذا الموسم، والذي لا تقارن إمكانياته وقدراته بنادي بحجم وتاريخ الزمالك الذي تتوفر له كل السبل دائما لخطف البطولات والتربع عليها.

وهي حقيقة لا يختلف عليها اثنان والدليل أن ثقة الزملكاوية في أنفسهم جعلتهم يوافقون على مغامرة اللعب في استاد المحلة ومغادرة القاهرة، في حين كان غريمهم التقليدي الأهلي استطاع قبلها أن يأتي بموافقة اتحاد الكرة على تبديل ملعب مباراته أمام المحلة في الجولة الأولى من ملعب ذلك الاستاد إلى ملعب استاد السلام بحجة دواعٍ أمنية، وبعدها بجولة أو جولتين تبدد ذلك الأمر وأصبحت كل الفرق تلعب في المحلة.. !!

على كل حال كان الزملكاوية يدركون لماذا سعى الأهلي لذلك، ويعرفون تماما الصورة السيئة لأرضية ملعب استاد المحلة، وغيرها من عوامل ربما تؤثر على سعيهم لخطف الانتصار، ولكن مثل ما قلت هي لغة الواثق وربما التحدي لأكثر من اتجاه جعلت حافلة الفريق الأبيض تسلك بكبرياء الطريق الزراعي في دلتا النيل، وتتجه نحو المنصورة للمبيت في أضخم فنادقها، وهي مسألة ربما غريبة من وجهة نظري خاصة وأن المسافة برا بين المحلة والمنصورة تأخذ قرابة الساعة أو أكثر قليلا.

فالانتقال ما بين أكثر من مدينة خلال أقل من يوم واحد ربما يرهق ذهن اللاعب ويفقده جزءًا من التركيز، وهذا ما حصل فعلا في المباراة ولوحظ على كثير من نجوم الزمالك، فكان جلُّ اللاعبين في حالة توهان وشرود واضح، وهذا ما عكس نفسه على ضياع كثير من الفرص رغم السيطرة الميدانية شبه الكاملة، وهو مؤشر يعطي دلالة واضحة على أن هناك حلقة مفقودة أظهرت بجلاء كبير ضعف التركيز والتسرع وعدم الجدية في خلق الفرص الأكثر سهولة للتهديف، وهو الشيء الذي لمسه كل من تابع المباراة بعين ثاقبة تعرف أسرار وفنون كرة القدم، وليس كما ما يتصور البعض أن ما حصل هو شيء من الاستهتار.

فالحقيقة كانت عوامل مشتركة من الإرهاق والضغط النفسي والتفكير في الذهاب بعيدا بصدارة الدوري جعل تلك الأحداث تتوالى لتخلق ارتباكا وقلقا واضحا على لاعبي الزمالك، أوقعهم في كثير من الأخطاء التي كلفتهم هدفين هي هدايا صريحة لذلك الارتباك.

لهذا أرى أن الجهاز الفني هو من يتحمل مع الجانب الإداري جزءا كبيرا مما حصل وحل بالزمالك في المحلة، حيث كان من المفروض العمل قبل المواجهة على خلق أجواءٍ طيبة وإحساسٍ غير عادي بالمسؤولية لدى الفريق، مع الحرص على التهيئة النفسية والمعنوية بصورة تعطي دافعا وحماسا وتأتي معها بشيء من التركيز والجدية لخطف النقاط الثلاث.

لذلك أقول وأكرر أن ما حصل ليلة امبارح لا يشارك فيه اللاعبون وحدهم، وإنما أرى أن منظومة كاملة شاركت في ذلك الإخفاق حين تعاملت مع هذه المباراة بشيء من الثقة والتعالي وربما العشوائية وهي من أفرزت ما أشرنا له بعاليه، ليكون نتائج ذلك ليلة كبيسة على الملايين من عشاق ومحبي الفانله البيضاء أبو خطين حمر..

أخيرا فإن درس المحلة يجب على كل الزملكاوية الاستفادة منه جيدا، وإصلاح كل الأخطاء التي رافقت مواجهة أبناء ميت عقبة مع زعيم الفلاحين. فالبطولة لاتزال في الميدان، بل إنني لا زلت عند رأيي أنها لن تذهب هذا الموسم غير لاتجاه أبواب القلعة البيضاء المطلة أسوارها على شارع جامعة الدول العربية في قاهرة المعز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى