في غياب الأموال.. لابورتا يحيي البرسا بالكلام

في كلمة- محمد مبارك

منذ أن ارتبط اسمه بالعودة لرئاسة البرسا لحقبة ثانية وفي وضع لا يحسد عليه أي رئيس يرث حطام ما خلفته رئاسة جوسيب ماريا بارتوميو لاح لنا شبح برشلونة المفقود منذ سنوات.

وكانت كارثة الكامب نو أمام باريس سان جيرمان التي خسرها الفريق في دوري الأبطال أداء ونتيجة هي التحول والسر خوان لابورتا، وبكلامه الذي يخرج من القلب كمحب أولا وليس كرئيس، بدأنا نلاحظ استفاقة
انطلقت من إشبيلية لتستمر في باريس رغم الخروج، وغيرها من المباريات في الدوري.

فهو الرئيس المحبوب الذي عشقته جماهير البلاوجرانا في كل مكان، لم يكن مجرد رئيس يصدر القرارات من على مكتب فخم بل كان يلعب كرة القدم بعقله، من كان يتصور بعد أن تسرب ديفيد بيكهام من بين يديه وذهب للغريم التقليدي ريال مدريد أن يلتقط الساحر رونالدينيو في صفقة تشهد بالعبقرية الفذة لهذا الرجل.

مرحلة سابقة من رئاسته للعملاق الكتالوني شهدت أعظم النجاحات وتزاحمت الألقاب على خزينة النادي مع فريق غير مفهوم كرة القدم ووضع أساسات الكرة الحديثة وتكفيه مقولته الشهيرة : “في عهدي لم يتوج ريال مدريد بدوري الأبطال”.

لابورتا يعلم جيدا ماذا يريد من كرة القدم وهو أيضا العارف بإدارة فترة الانتقالات وهو أمر لا يحمل الشك بعد سنين التخبطات حيث من هب ودب ارتدى قميص البرسا، وهو كذلك الرئيس الشفاف عكس سلفه بارتوميو، قال إنه يريد ميسي وسيقدم عرضا لا يمكن رفضه ولكن وفق إمكانيات النادي.

امتلأ خطاب عودته لتسيير البيت الكتالوني بالكثير من العواطف والشجن خاصة فيما يتعلق بميسي وأعطى الثقة للجميع بدءا بالمدرب رونالد كومان الذي اعتبره الجميع أول ضحايا الانتخابات فكانت رسالته الاستقرار قبل انطلاق المشوار.

من جهة أخرى هي فترة إحياء اللامسيا هكذا يرى لابورتا الأمر، فهي خزان المواهب الذي لا ينضب والذي أخرج أعظم اللاعبين وحتما هناك تعاقدات تطبخ في عقل الرجل لتشكل خلطتة التي يريدها.

فالأداء المبهر الذي يقدمه الفريق خلال المباريات الأخيرة بوصوله لنهائي كأس الملك، كما أنه لازال يقاوم من أجل لقب الليجا، يعطي مؤشرات بأن اللاعبين يدركون أن برشلونة لن يكون كما كان وأن لابورتا لن يرحم من لا ينزف عرقا من أجل الفريق.

بسلاح الكلام الذي يخرج من القلب جاء لابورتا وأمامه جسد النادي المنهك بتأثيرات فيروس كورونا وما خلفته الإدارة الفاشلة لمدة خمس سنوات بالإضافة إلى الرواتب الانفجارية للاعبين وبقاء أسطورة الفريق ليونيل ميسي وأمام خزينة خاوية وأزمات متلاحقة رياضيا وإداريا، فهل ينجح الكلام المباح أمام الواقع المتاح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى