الكرة السعودية نموذج مشرف يدعو للدراسة

كتبت- ترياء البنا

بالأمس استحوذ لقاء الهلال والنصر السعوديين في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، على اهتمام أكثر متابعي كرة القدم، خاطفا الأنظار من أهم مباريات الأندية الكبرى بدوري أبطال أوروبا، وحقيقة استحقت المواجهة السعودية الخالصة والخاصة بين كبيري المملكة، هذا الاهتمام، حيث قدم الفريقان وجبة كروية دسمة ومشبعة لعاشقي الساحرة المستديرة، مع 3 أهداف كل منها يمثل قصة فنية وتكتبكية تدرس، ( هدفان للهلال، وواحد للنصر)، ليتأهل زعيم آسيا للنهائي الثامن في تاربخه، ويضرب موعدا مع اللقب الرابع الذي يرتقبه عشاق الأزرق.

ومع متابعة اللقاء، لفت انتباهي التطور الكبير الذي تعيشه الكرة السعودبة حاليا، ناديان في قبل نهائي دوري الأبطال، ومنتخب أول متصدر المجموعة الثانية بالتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال كأس العالم قطر 2022، بالعلامة الكاملة بعد 4 جولات، ومنتخب أولمبي وصيف بطولة غرب آسيا التي استضافتها السعودية مؤخرا، مع بروز أسماء لمعت بقوة داخل المستطيل الأخضر.

بالطبع هذا التوهج الذي تشهده الكرة السعودية لم يأت من فراغ، وإنما هو نتاج عمل قد يكون بدأ منذ سنوات، مع دعم كبير لهذا القطاع الذي أظهر الكرة السعودية في أبهى صورة، خاصة وأن اللاعب السعودي يمتلك الموهبة وتاريخ اللاعبين السعوديين دليل دامغ على ذلك، سواء في البطولات الخليجية أو الإقليمية وحتى الدولية( كأس العالم).

بدأ الاهتمام بالكرة السعودية منذ أواخر الثمانينيات وبعد الفوز بكأس العالم للناشئين، حيث تواصلت النجاحات بعد الاهتمام بالقطاع الأهم في كرة القدم، وهو قطاع الناشئين، واستطاعت المملكة التأهل لنهائيات مونديال أمريكا 1994، بل والوصول إلى الدور الثاني، وفي 1996 بالإمارات، توج الأخضر السعودي بكأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه.

ذلك الاهتمام بالقطاع الحيوي في الكرة، لم يقف عند هذا الحد وإنما واصلت المؤسسات الحكومية دعمها السخي للعمل على تنمية قطاع الناشئين موفرة كل ما من شأنه النهوض بالكرة السعودية على كافة المستويات والفئات السنية، وهو ما قاد في الأخير إلى التأهل لنهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية، فرنسا 1998، كوريا واليابان 2002، وألمانيا 2006، وأخيرا روسيا 2018.

إذن، العمل السليم للنهوض بكرة القدم يرتكز على أسس واضحة وخطط مدروسة مفادها تطوير الشباب وصقل المواهب والعمل على تنمية الجوانب الذهنية والبدنية والفنية للفئات السنية التي تمثل نواة المنتخب الأول، فالخلاصة تتمثل في العودة للجذور وتنميتها، ومنحها الثقة، وهذا ما تجسد في ظهور أسماء خالدة للآن بالسعودية، أمثال: فهد الهريفي، عبدالرحمن الرومي، أحمد الجميل، سعود السمار، وفهد المهلل، وجاء في مرحلة تالية،: عبيد الدوسري، خميس العويران، مبروك زايد، وفيما بعد، : سلمان الفرج، منصور الحربي، يحيى الشهري، عبدالفتاح عسيري، سالم الدوسري، فهد المولد، معتز هوساوي، عبدالله عطيف، وغيرهم من مخرجات قطاع الناشئين.

ختاما.. كلمة السر في النهوض بكرة القدم هي تطوير الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى