زرقاء اليمامة وتركة الآثام..

كتب-  محمد مبارك 


تركة الآثام ليس هذا عنوان مسلسل إسباني من إنتاج مؤسسة نتفليكس الشهيرة بل هو مسلسل كتالوني نتاج الفشل الذريع عنوانه نادي برشلونة..


برشلونة الذي ودعه تشافي هيرنانديز كلاعب ليس هو برشلونة الذي يعود إليه كمدرب بعد أن كان البلاوجرانا عزيز قوم أينما حل هابه الخصوم احتراما وخوفا في نفس الوقت، أضحى اليوم شبحا تتقاذفه المشاكل من كل جانب.


غرق الفريق الكتالوني ماليا وفنيا، وأصاب إدراته الوهن لدرجة أن غدا فريسة سهلة للجميع، يرتدي قميصه الذي تعب من أجله الأساطير لجعله ثمينا بسعر الذهب كل من هبّ ودبّ بعد أن أضحت أبوابه مشرعة على مصراعيها، فكان الله في عون تشافي ماذا سيصلح وماذا سيترك؟! 


من المؤكد أن وصول تشافي لملعب الكامب نو لم يكن أولوية بالنسبة لخوان لابورتا الذي رأى فيه خصما دعم منافسه فيكتور فونت في انتخابات النادي الأخيرة. إن الضغوط وحدها أجبرت لابورتا للاستعانة بزرقاء اليمامة بعد أن عجز عن إيجاد بديل لرونالد كومان، وهو الذي كان دائما يردد: “سيأتي وقت تشافي لكنه لم يحن بعد”.


وهنا يطرح سؤال كيف ستكون علاقة لابورتا بتشافي هل سينال الدعم الكافي لإصلاح ما يمكن إصلاحه؟ هل ستكون طلباته مجابة وتكون له اليد الطولى في الفريق؟ وكيف سيتصرف مع زملاء الأمس الذين أصبحوا عبئا ثقيلا مله الجمهور؟


كل هذه الأسئلة المشروعة وغيرها الكثير تنتظر إجابات بعد أن حمل تشافي حقائبه وهرول مسرعا ملبيا نداء الأحباء، وأول تصريحاته أن يجعل جماهير البرسا سعداء وهو ما يعيد إلى الأذهان تصريحات بيب جوارديولا حينما قال إنه سيبني فريقا يفتخر به الجميع.


لكن الحقيقة أن وضع تشافي بعيد كل البعد عن وضع جوارديولا فالأخير نفسه يخيفه العودة للفريق في وضعه الحالي، كيف لا وهو الذي تعود على إنفاق أموال طائلة على الصفقات لم تشفع له لجلب دوري الأبطال مع فريقين متخمين ماليا وفنيا كفريقي بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي.


فكيف يفعل تشافي الذي لا يملك الزاد البشري ولا الأموال  التي يمكن من خلالها إجراء الصفقات المناسبة، بالإضافة إلى فريق مليء بالإصابات ويقبع في المركز التاسع بالدوري الاسباني، ويكابد في دوري الأبطال لبلوغ الدور السادس عشر  من هذه البطولة. 


منذ رحيل تشافي عام 2015 تغير الكثير أسعار اللاعبين في العالم بدت مستحيلة على نادي برشلونة، وظهرت فرق أخرى تستقطب النجوم الكبار، وأخرى أصبحت قوة ضاربة، بينما ضاع الفريق الكتالوني في الهزائم والفضائح وسوء الإدارة الذي خلفه جوسيب ماريا بارتوميو. 


لا شك أن تشافي يملك الكثير من الفلسفة التي تربى عليها في نادي برشلونة، وهو قادر  على هذه المهة شريطة أن لا يحاسب على هذا الموسم فهو بصريح العبارة قال سنحاول أن نكون في مركز يؤهل لدوري أبطال أوروبا. 


تجربة أندريا بيرلو التدريبية غير الموفقة مع يوفنتوس ليست ببعيدة عن تشافي هيرنانديز ولابد أن تظل في ذهن الجماهير، فكلاهما من أساطير وسط الملعب عبر التاريخ وكلاهما دخل باب التدريب من أوسع أبوابه عندما يتعلق الأمر بقيادة ناديك المفضل.


عاد زرقاء اليمامة إلى بيته ومن أجل نادي حياته، عاد ليخوض تجربة تخيف أكبر المدربين في العالم فلا يجب أن يكون حاله كحال كومان الذي ترك منتخب هولندا من أجل برشلونة فغرق معه فطاردته الإهانات من إدارة لابورتا تارة ومن الجماهير تارة أخرى.


التركة ثقيلة أعينوا تشافي ولا ترهقوه من أمره شيئا حتى يكون أسطورة في التدريب كما عهدناه كلاعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى