بطولة الشطرنج والاتحاد المدرسي

كتب: ترياء البنا

الشطرنج رياضة العظماء، يتميز ممارسوها عن أي رياضيين آخرين بالهدوء والثبات والقدرات العقلية والحضور الذهني، كما أنها ليست كأية رياضة يمكن تعلمها بالمشاهدة أو الممارسة، ولكنها ترتكز على أساس ثابت ومتين من الموهبة الفطرية، وهذا ما يؤكده فوز طفل صغير على لاعب كبير.

كما أنها تعزز قوة الشخصية لأن الطفل فيها لاعب وحكم في نفس الوقت، وضحت تلك الفكرة لدي برؤية طفل بالصف الأول( 6 سنوات)، يقف على المقعد( لقصر قامته)، صائحا: يا حكم كش ملك، وذلك حين أتيحت لي فرصة تغطية بطولة الشطرنج المدرسي التي نظمها الاتحاد العماني للرياضة المدرسية بالتعاون مع اللجنة العمانية للشطرنج، حيث اصطدمت بأشياء وأفكار جديدة، السلطنة مليئة بالموهوبين، لدينا أطفال يشرحون الصدور ويسرون الخاطر بما يمتلكون من صفات وقدرات رائعة، ينقصها فقط الاهتمام والدعم.

عايشت 48 طالبا وطالبة يمثلون مختلف محافظات السلطنة، من المرحلة الأولى للتعليم الأساسي( 1- 4) خلال 11 جولة، على مدار يومين، هؤلاء الأطفال خير نواة للمستقبل، فهم شخصيات قيادية بمعنى الكلمة، يمتلكون من قوة الشخصية والثقة بالنفس ما يؤهلهم لتمثيل عمان التمثيل الأفضل في المحافل والمجالات المختلفة، فإلى جانب الموهبة الرياضية، (وهي للعلم عامل أساسي من عوامل
النجاح الدراسي)، سنشاهد من بين هؤلاء الأطفال مستقبلا المعلم والطبيب والمهندس والقائد العسكري.

تلك التجربة تجعلني أرفع القبعة للمسؤولين عن إنشاء اتحاد الرياضة المدرسية، لأن الاتحاد سيكون له دور كبير جدا في اكتشاف وثقل المواهب التي تمتلئ بها مدارسنا، ليس فقط في الشطرنج وإنما في الرياضات الأخرى، القدم، اليد، الطائرة، التنس الأرضي وتنس الطاولة، والهوكي.

نجح الاتحاد المدرسي في البدء ببطولة الشطرنج نظرا للظروف الحالية التي تواجهها المنافسات الرياضية بسبب كورونا، ولكن على المدى البعيد، يقع على عاتقه الكثير، وينتظره من العمل الشاق والمستمر أيضا الكثير، وعليه أن يختار الكوادر التي ستنفذ استراتيجياته القادمة وعلى كافة المستويات بعناية فائقة، لأننا نضع آمالا كبيرة على دوره المستقبلي تجاه أبنائنا.

أخيرا.. ننتظر فك الحظر عن المسابقات الرياضية عقب انتهاء جائحة كوفيد 19، التي أوقفت العمل الرياضي بكل أشكاله العملية، لنرى ما سيقدمه الاتحاد المدرسي ووزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحادات الأخرى واللجان المعنية، لأطفال اليوم ورجال الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى