عام عربي

كتبت- ترياء البنا

مرت 2020 ثقيلة على العالم أجمع، حيث أصابته إصابات بالغة في شتى المجالات، وأهمها الرياضة، من خلال تأجيل أو إلغاء بعض الأحداث الكبرى، في سيناريو سيئ رممت أعمدته 2021، التي أقيمت خلالها أحداث رياضية عالمية على رأسها أولمبياد طوكيو، تلتها دورة الألعاب البارالمبية، دوري أبطال أوروبا، كأس العالم لكرة اليد التي استضافتها مصر، كأس العالم للأندية، ويمبلدون، بطولة العالم للفورمولا 1، والتي استضافتها السعودية لتكون ثالث دولة بالشرق الأوسط تستضيف جائزة ضمن بطولة فورمولا 1، أمم أوروبا، كوبا أمريكا، وتصفيات كأس العالم.

وبعد كأس العالم لكرة اليد التي تألقت مصر في تنظيمها، ونجاح الإمارات في تنظيم الطواف الدولي للدراجات الهوائية، وسباق فورمولا1 بالسعودية، جاء الختام المسك، بتنظيم فاق كل التوقعات من قطر لبطولة كأس العرب الاستثنائية في نسختها العاشرة، بعد سنوات عجاف مرت بها البطولة، حيث تقام للمرة الأولى تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتعد نسخة مصغرة لمونديال كأس العالم قطر 2022 الذي تستضيفه دولة عربية شرق أوسطية للمرة الأولى، حيث أقيمت المنافسات على 6 ملاعب مونديالية، هي استاد البيت الذي احتضن لقاءي الافتتاح والختام، واستاد أحمد بن علي، الجنوب، الثمامة، المدينة التعليمية، واستاد 974.

كانت البطولة العربية حدثا مميزا انتظرها العالم ليرى ماذا يمكن أن تقدم قطر قبيل أقل من عام على انطلاق منافسات الموندبال، فأبهرته قطر بحفل افتتاح أسطوري، وملاعب على أتم الاستعداد لاحتضان مواجهات كأس العالم، تنقل سلس بين الملاعب، فنادق إقامة لا ينقصها شيء، ملاعب للتدريبات، وكل ما يحتاجه الحدث العالمي متوفر وبأفضل شكل.

لتأتي المنافسات نفسها بقوة لم تكن متوقعة، ولعل السبب الرئيسي في ذلك اختلاف المدارس الكروية بين الأفريقية التي سيطرت على المشهد، والآسيوية التي تطورت كثيرا، فقد أثرت المنتخبات الأفريقية وعلى رأسها الجزائر وتونس والمغرب، بإدارة فنية وطنية، البطولة مؤكدة بما لا يدع مجالا للشك التطور الكبير الذي تشهده الكرة الأفريقية والعربية سواء باللاعبين المحليين أو المحترفين، حيث شارك بالبطولة اللاعبون الذين ينشطون في الدوريات العربية فقط، وغاب محترفو أوروبا.

زخم كبير شهدته البطولة خاصة مع احتدام منافساتها بكل الأدوار وحتى اللحظات الأخيرة من لقاءي الختام اللذين امتدا لأشواط إضافية، ليحسم اسم صاحب المركز الثالث (قطر) بركلات الترجيح أمام منتخب مصر، ويتحدد البطل (الجزائر) في آخر ثواني الشوطين الإضافبين أمام الوصيف تونس.

مكتسبات عدة خرج بها كل المشاركين، وكذلك الجمهور العربي الذي أصبح ينادي بضرورة الحفاظ على إقامة تلك البطولة بشكل منتظم، وذهب الجمهور الخليجي ليؤكد تفوقها على بطولة كأس الخليج، وأنه يمكن الاستعاضة بها عن الكأس الخليجية لأن الاحتكاك خلالها بمدارس كروية أخرى سيكون مفيدا أكثر في تطور الكرة الخليجية.

وأعتقد أن مثل هذه البطولة قد تكون سوقا جيدة جدا لعرض اللاعب العربي الذي يمتلك قدرات فنية كروية تؤهله للعب في أوروبا، وأنها ستفتح المجال أمام كثير من اللاعبين للاحتراف الخارجي، وهذا ما ظهرت بوادره حتى قبيل انتهاء البطولة.

أخيرا… شكرا دولة قطر على تلك الحفاوة وهذا الظهور الذي يشعرنا نحن العرب بالفخر، وعلى هذا التجمع العربي الذي أصل داخلنا بعضا من مشاعر الوحدة العربية التي كادت تتلاشى مع توجهات لا يد لنا بها، ونحن على ثقة بأن الدوحة ستقدم مونديالا استثنائيا بعد عرس عربي استثنائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى