ماذا يواجه السيب؟

كتبت- ترياء البنا

بعد تحقيقه للثلاثية المحلية الموسم الماضي، والتي كان لها مفعول السحر على أبناء الإمبراطور في مواصلة المشوار بكأس الاتحاد الآسيوي، اليوم السيب على موعد جديد لكتابة تاريخ مضيء ليس فقط للنادي، ولكن للكرة العمانية، فإذا استطاع الفريق تخطي عقبة الرفاع البحريني في مباراة هذا المساء التي نستضيفها على أرضنا( وهذا في حد ذاته أول الإيجابيات)، سيكون أول ناد عماني يصل إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي.

ورغم نشوة السيب والطفرة الكروية التي يعيشها وكذلك المباراة على ملعبه، إلا أن المهمة هذه المرة لن تكون سهلة أبدا، فالخصم عنيد وقوي، يمتلك مقومات الفوز أيضا، وهو المتمرس في مثل هذه البطولات.

إذا نظرنا إلى فريق الرفاع سنجده ينعم بالاستقرار الفني، رغم مستواه الهابط خلال الفترة الأخيرة قبيل لقاء اليوم، حيث تلقى هزيمة محلية، ويعاني قليلا على مستوى الأداء، ولكن هذا الأمر لا يمنحنا الاطمئنان، لأن المواجهات القارية تختلف كليا عن مشوار المسابقات المحلية، خاصة إذا تحدثنا عن الرفاع الذي يمتلك فعليا 10 لاعبين دوليين ( 7 في منتخب البحرين الأول، و2 من المنتخب الأولمبي، ولاعبنا الدولي عمر المالكي)، ويقود تلك الكتيبة الحديدية علي عاشور المدرب الكبير الذي تولى مهمته مع الفريق منذ 2018 ونجح في حصد 7 بطولات خلال 5 مواسم، كما أن عاشور يمتلك رؤية ثاقبة فهو قارئ جيد للمنافسين، دائما يتابع الخصوم ويركز على نقاط الضعف لديهم، وهذا لا يتوفر في كثير من المدربين، فقط مدرب البطولات هو من يحرص على مذاكرة الخصم.

لا أقول ذلك بغية التخويف وإنما من باب اعرف خصمك ولا تستهين بقدراته وتاريخه فقط لأنك على ملعبك وبين جمهورك وأنت البطل المحلي المغوار الذي حصد كل البطولات، وأعتقد أن مدربنا الكبير صاحب الخبرات رشيد جابر يدرك ذلك جيدا، ونوقن تماما أنه الاختيار الأمثل لإدارة نادي السيب التي فكرت باحترافية حين استعانت بقدرات جابر لأنه الوحيد في الوقت الحالي القادر على الذهاب بعيدا بالفريق وتحقيق لقب تتمناه الجماهير العمانية قاطبة.

عانى رشيد جابر حين انضم لاعبوه إلى قائمة المنتخب المتوجهة إلى بطولة الأردن الودية، وهو الذي تسلم القيادة قبل أيام من المباراة الحاسمة، وهذا ما أكده هو بالأمس، وعانى علي عاشور منذ وطئ أرض السلطنة كما أكد أيضا بالأمس، خاصة من أرضية ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، حيث شكا سوء أرضية الملعب وبدا غاضبا جدا وعلت نبرة صوته حين تحدث عن ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة، لكنه في الوقت نفسه توعد وتعهد بأن مثل هذه الظروف (المختلقة على حد تعبيره) لن تزحزحه عن خطف البطاقة من ملعب السيب، وأنه مر بمثل هذه الأوضاع في ذات البطولة من قبل.

المباراة صعبة أمام خصم عنيد جاء إلى السلطنة واضعا نصب عينيه صناعة تاريخ لبلده ببلوغ نهائي البطولة للعام الثاني تواليا، ولكننا نطمح ونأمل أن يسطر أبناؤنا تحت قيادة مدربنا الوطني، تاريخا جديدا يكون البداية لطفرة كروية عمانية نتوق إليها منذ وقت طويل، والسيب الآن ممثل الوطن في محطة تمثل مفترق طرق لكرتنا فإما التقدم وتغيير الصورة أو البقاء حيثما كنا، ولكننا نثق في أبنائنا لأنهم قادرون على تحقيق ما نصبو إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى