السعودي يقهر راقصي التانجو

توووفه-ترياء البناء

في مشهد لم يتوقعه أحد، وخلال شوط ثان للتاريخ، نجح رجال الأخضر السعودي في كسر سلسلة اللاهزيمة للمنتخب الأرجنتيني منذ 2019، وعلى مدى 36 مباراة، ليعلن الصقور الخضر عن حضور لا يستهان به للكرة العربية في النسخة العربية التي ستكون كما يبدو ومثلما كان متوقعا نسخة استثنائية.

رفع رجال الأخضر رؤوس كل العرب عاليا، فرغم التأخر بهدف مبكر من الشوط الأول عبر ركلة جزاء أقرها حكم الفيديو المساعد VAR، وثلاثة أهداف ألغاها أيضا VAR بداعي التسلل، ورغم اعتماد رينارد على الدفاع المتقدم والمجازفة باللعب على مصيدة التسلل، إلا أن رجالنا لم تنكسر عزيمتهم وتماسكوا بشكل جيد بل وهددوا مرمى الأرجنتين في أكثر من لقطة، لينتهي الشوط الأول بهدف الساحر ليونيل ميسي.

وجاءت اللحظة الحاسمة مع انطلاق صافرة الشوط الثاني التاريخي، ليظهر الأخضر وكأنه ليس في مواجهة بطل أمريكا اللاتينية، الذي يضم أسطورة لاعبي العالم، ويفرض أبناء سلمان هيمنتهم على مجريات اللقاء، الذي ظهر وكأنه في الرياض، ونجح نجم الأخضر صالح الشهري في العودة إلى اللقاء مبكرا بهدف من جملة تكتيكية وليس ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني، ولم يفكر رفاق المايسترو الذي خسره الأخضر بسبب الإصابة في الشوط الأول، سلمان الفرج، في التراجع بل ظلوا ضاغطين بكل قوة، حتى نجح سالم الدوسري في إحراز هدف سريع في قمة الجمال، ليضع الأخضر في المقدمة، وبكل استبسال ورجولة، حافظ نجوم الأخضر على تقدمهم في النتيجة، رغم الوقت بدل الضائع المبالغ فيه من الحكم السلوفيني.

ومع التألق غير العادي للعويس الذي تصدى لجميع الفرص الخطيرة التي لاحت لميسي ورفاقه، إلا أن لاعبي الأخضر جميعهم أدوا لقاء للتاريخ وحققوا فوزا رفعوا من خلاله رأس الجمهور العربي الذي خاب أمله في اللقاء الافتتاحي للعنابي القطري، ورفعوا سقف طموحنا كجمهور عربي إلى ما هو أبعد من التأهل إلى دور ال16، وتحقيق مشاركة على مستوى الطموح للصقور الذين يتقدمون المشاركة العربية في المونديال إلى جانب قطر والمغرب وتونس.

بداية موفقة للأخضر في العرس العالمي، بقيادة الديك الفرنسي هيرفي رينارد الذي يخطط ويعمل لتلك البطولة منذ سنوات، واستطاع كسر سلسلة اللاهزيمة التي تغنى بها العالم منذ يوليو 2019، حيث كانت آخر هزيمة للأرجنتين أمام البرازيل بهدفين نظيفين، وحرمهم من معادلة رقم الطليان الذين يمتلكون أطول سلسلة فوز ل37 مباراة، ونتمنى هذا المستوى الرائع للصقور في لقاءي بولندا والمكسيك والتقدم بخطوات ثابتة نحو الأدوار المتقدمة ليبقى للعرب الأمل في تسجيل مشاركة تليق باستضافتنا للنهائيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى