كيف يعبر العنابي أسود التيرانجا؟

كتبت- ترياء البنا

لسنوات طوال ومنذ فوز الملف القطري باستضافة كأس العالم، وقطر تحضر العنابي للمونديال الذي لم تتأهل إليه من قبل، ورغم العرض الأول الذي لم يكن متوقعا، في افتتاح النسخة العربية من نهائيات كأس العالم، والخسارة أمام الإكوادور بهدفين نظيفين، وعدم ظهور نجوم الفريق بالمستوى المأمول، إلا أن حظوظ العنابي لازالت قائمة، ويمكنه التشبث بالأمل ونسيان المباراة الأولى، حين يواجه السنغال بطل قارة أفريقيا.

قبيل انطلاق المونديال خاض المنتخب القطري في المرحلة الأخيرة اختبارات غير رسمية، فاز على هندوراس بهدف نظيف وعلى نيكاراغوا 2/1 وعلى غواتيمالا بهدفين نظيفين وعلى بنما 2/1، وعلى ألبانيا بهدف نظيف، فيما لعب مواجهتين رسميتين خلال فترة التوقف المدرجة على أجندة فيفا في سبتمبر الماضي، حيث تعادل مع تشيلي بهدفين لمثليهما، وخسر أمام كندا بهدفين دون رد، فالاستعدادات لم تكن منذ فترة قصيرة، خاصة وأن قطر عملت على بناء منتخب جديد يغلب عليه عناصر الشباب، منذ إعلان فوزها بحق استضافة كأس العالم 2022.

ومنذ 2017 تم تعيين الإسباني فيليكس سانشيز مديرا فنيا للمنتخب، بعدما كان مدربا لفئة الشباب في نادي برشلونة، ومعه فاز المنتخب القطري بكأس آسيا بعد فوزه على المنتخب الياباني بثلاثة أهداف لهدف، وهو اللقب الذي منح العنابي والجمهور العربي كافة، الثقة في ظهوره بشكل جيد بالمحفل الكروي الأكبر عالميا، رغم أنه يواجه منتخبات تواجدت من قبل في نهائيات كأس العالم، أو توجت بلقب بطولة أمم أفريقيا، ولديها لاعبون هم الأفضل في العالم في مراكزهم، يمتلكون خبرة اللعب في كأس العالم أو دوري الأبطال، في الوقت الذي يفتقد فيه العنابي الخبرة الدولية الكبيرة، حيث إن لاعبيه يلعبون في الدوري المحلي، كما أن ما يصعب مهمته أن منتخبات المجموعة الثلاثة من قارات مختلفة( أمريكا اللاتينية، أفريقيا، وأوروبا)، أي ثلاث مدارس مختلفة.

وفي مواجهة الغد أمام بطل أفريقيا، يجب أن يكون شعار العنابي الخطأ ممنوع، فالثلاث نقاط هي طوق النجاة لسانشيز وكتيبته قبل المواجهة الأصعب أمام المنتخب الهولندي الذي يشارك للمرة الحادية عشرة في تاريخه بكأس العالم، وتمكن ثلاث مرات من بلوغ النهائي، ولكن استعصى عليه اللقب، وهو واحد من أفضل عشرة منتخبات عالمية ويمتلك لاعبين بخبرات دولية كبيرة، ولكن على العنابي مواصلة تاريخ النهائيات السابقة، حيث لم يودع أي منتخب، استضافت بلاده المونديال، منافسات البطولة من دور المجموعات باستثناء جنوب أفريقيا في نسخة 2010.

مواجهة السنغال ستكون أكثر صعوبة من سابقتها، في ظل تقديم السنغال مباراة جيدة أمام هولندا، رغم الخسارة بهدفين دون رد، حيث قدم المنتخب السنغالي مباراة كبيرة وأظهر قدرة وقوة لا يستهان بها، وبالتالي يحتاج العنابي إلى مجهود كبير من أجل تحقيق الفوز والحصول على الثلاث نقاط لتحسين الوضع في المجموعة، ومصالحة الجماهير.

يدخل أسود التيرانجا، اللقاء منقوصين من عبدو ديالو الذي عانى خلال مواجهة هولندا من تقلصات عضلية، وكذلك شيخو كوياتي الذي شخصت إصابته بالتهاب في أوتار الركبة اليمنى، وكان قبيل المونديال بأيام خسر نجم ليفربول السابق وبايرن ميونيخ الحالي ساديو ماني أفضل لاعب أفريقي، بينما يخوضه العنابي بصفوف مُكتملة، ولكن تقع على عاتق سانشيز مهمة صعبة في إخراج لاعبيه من الحالة المعنوية السيئة عقب خسارة الجولة الأولى، والأداء غير المتوقع، والذي لم يكن مُرضيا، وتصحيح الأخطاء وعلاج الثغرات التي وضحت خلال مباراة الإكوادور.

لا يحتاج لاعبو قطر سوى عودة الثقة من جديد، لتقديم أنفسهم بمستوى أفضل أمام العالم في مباراة السنغال، فالفرصة لاتزال قائمة ويجب القتال من أجل الحفاظ عليها، وسيكون على كل اللاعبين التركيز الشديد والحضور الذهني طيلة اللقاء، وسيكون على المدرب إيجاد الحلول المناسبة لإظهار العنابي بصورته الطبيعية المعتادة عنه كبطل للقارة الآسيوية وليس المنتخب المستضيف فقط، الفريق بحاجة إلى استعادة قوته الهجومية المعهودة، مع التنوع في الهجوم وضرورة استغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى أهداف، للإبقاء على حظوظ العنابي في التأهل للدور القادم خاصة وأنه مستضيف البطولة، كما أنه يحتاج إلى الدعم الجماهيري، وأجزم أنه سيتوفر من خلال الجمهور العربي بالدوحة الذي سيملأ مدرجات استاد الثمامة مقدما كل الدعم للأدعم بطموح التقدم بالمونديال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى