آفة تنخر مجتمعنا

كتبت- ترياء البنا

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي( السوشيال ميديا)، أسرع وسائل نشر واستطلاع الأخبار على مستوى كافة مجالات العصر، ومنها الرياضة بشكل كبير، ولكن هذه المواقع لم يتوقف دورها عند هذا الحد، حيث أصبحت بالنسبة للكثيرين سلاحا قويا يتسلحون به في محاربة الآخرين.

فيما مضى( وهو الأمر البديهي)، كانت المناصب مسؤوليات وتكليفا، وليست تشريفا يخوض لأجله الناس سباق حرب ضروس للظفر به مستخدمين كافة الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

واليوم أصبحت الأمور مختلفة كل الاختلاف، فأصبحنا نرى حروبا شرسة( خاصة في المناصب التي تحسمها الانتخابات)، فلم يعد المترشحون للمقاعد يهتمون بوضع خططهم وبرامجهم الانتخابية وإعلانها للجميع كما كان يحدث قبلا، بل أصبح شغلهم الشاغل البحث عن نشطاء مواقع السوشيال ميديا ليدسون عبر صفحاتهم السم الذي يقتل منافسيهم، ليصلوا إلى مآربهم، دون مبالاة بما يبثونه من مغالطات وأكاذيب بحق أناس ربما هم في حقيقة الأمر الأحق بتلك المناصب، وهم ما يطلق عليهم الذباب الإلكتروني.

وبالطبع لن يتوقف دور هذا الذباب الذي لا يعلم تأثيره السلبي والهدام على المجتمع، الذي هو من المفترض جزء لا يتجزأ منه، عند حد فوز أصحاب النفوذ بمناصبهم التي أنفقوا في سبيلها الغالي والنفيس، بل يستمر دورهم بشكل أوسع خاصة في حال تعرض المسؤول الذي يعملون لحسابه، إلى أي هجوم يخص إهمال أعماله وعدم القيام بمسؤوليات منصبه، وهذا ما أصبح أمرا شائعا وعاديا نراه بشكل يومي، كمهاجمة بعض الإعلاميين فقط لأنهم يقومون بعملهم ويكشفون للمجتمع حقائق وأمورا ربما هم يعرفونها ولكنها مسكوت عنها.

إن هذا الذباب لا يمكن تشبيهه إلا بالسرطان الذي يستشري في جسد المجتمع وينال يوما بعد يوم من نزاهته ونقائه، لذا أصبح من الأهمية القصوى مجابهة السلطات المختصة لمثل هؤلاء الذين يشوهون مجتمعا بأكمله من أجل مصالح خاصة أو شهرة واسعة من خلال زيادة أعداد متابعيهم، وإلا فعلى الدنيا السلام، لأنه رغم صمود أصحاب الإرادة القوية في مواجهة هؤلاء، هناك نفوس ضعيفة تسقط مع أول أو ثاني أو حتى ثالث هجوم.

الخلاصة.. أؤمن إيمانا مطلقا بأن الذباب الإلكتروني مجرد حشرات غير نافعة، مهما طال بقاؤها سيقضى عليها لأن هذا ناموس الكون” فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال”، والعبرة لمن يعتبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى